IMLebanon

اسمع يا دكتور سمير

مساء السبت جاء في مقدمة نشرة أخبار تلفزيون o.t.v ما يلي:

«إلى بيروت وصل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بعد ظهر اليوم في «زيارة عمل» وفق توصيف الإليزيه إلاّ أنه لم يجد رئيساً للجمهورية يستقبله على أرض المطار… فعلى وقع الحرب التي أشعلها تدخل بلاده وغيرها في سوريا تستفحل الأزمة السياسية في لبنان جراء تمديدين متتاليين لمجلس النواب وإحجام وقح عن تصحيح المسار الميثاقي المتعثر منذ التسعينات بانتخاب المرشح الذي يحظى بدعم غالبية المسيحيين الذين اتفقوا في يوم تاريخي كما جدّد سمير جعجع وصفه اليوم… وإذا كان بعض اللبنانيين منشغلين اليوم وغداً بمتابعة شكليات تنقلات الرئاسة الفرنسية في لبنان من ساحة النجمة الى السراي وقصر الصنوبر فالبقاع إلاّ أنّ الجوهر يكمن في أنّ الزيارة الفرنسية الى «بلاد الأرز» لا تحمل مبادرة محددة للخروج من الأزمة فيما المطلوب من أي زائر أجنبي ثلاثة أمور «فقط لا غير»:

أولاً: عدم التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية لأنّ لبنان من حيث المبدأ وطن حر سيّد مستقل.

ثانياً: الإمتناع عن دعم الارهاب في سوريا ولو بشكل غير مباشر بذريعة فرض الديموقراطية الوهمية.

ثالثاً: القيام بخطوات ملموسة لإعادة النازحين السوريين الى بلادهم».

نكتفي بهذا القدر من المقدمة لنقول:

أولاً: إنّ فرنسا عندما أنقذت الجنرال ميشال عون يوم هروبه الى السفارة الفرنسية في (مار تقلا) هل اعتبر عون هذا تدخلاً في الشؤون الداخلية اللبنانية أم ماذا؟

ثانياً: عندما استضافت فرنسا الجنرال عون طوال مدة 15 عاماً (1990- 2005) ووفرت له الحماية واستطاعت أن تأخذه الى باريس بدل أن تسلمه للحكومة اللبنانية بسبب «تمرّده» على الشرعية ويوم كان يقيم في القصر الجمهوري في بعبدا بعد انتخاب الياس الهراوي رحمه الله رافضاً أن يترك القصر الذي أخلاه بالقوة عندما اضطر الجيش اللبناني الشرعي بمؤازرة الجيش السوري الى إخراجه، وهنا أذكّره بالعميد السوري (علي ديب) الذي أنقذ بناته يوم تركهم وهرب الى السفارة الفرنسية وتسلمهم إيلي حبيقة.

هل هذا أيضاً تدخل في الشؤون الداخلية للبنان من قِبَل الفرنسيين؟ بالمناسبة إنّ الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران ربط شرف فرنسا بإنقاذ الجنرال عون فهل يتذكر الجنرال عون ذلك؟!.

ثالثاً: تقول مقدمة نشرة أخبار الـــ O.T.V إنّ التمديد لمجلس النواب مرتين متتاليتين مسؤولة عنه فرنسا… كيف؟ لا نعرف! فقط لأنّ الجنرال ميشال عون يريد ذلك.

رابعاً: تتهم المقدمة فرنسا بالمسؤولية عن الارهاب في سوريا وأنها تسبّبت بكل ما يحصل في سوريا… بالله عليكم هل هذا الكلام يمكن أن يصدر عن أي إنسان عاقل؟!.

على كل حال، نسأل الجنرال ما هو دور إيران وما هو دور «حزب الله» وماذا يفعل الرئيس بشار الذي يقتل شعبه منذ خمس سنوات بجميع أنواع الاسلحة بالبراميل المتفجرة، وطائرات «السوخوي» و»الميغ 29» الى الإستعانة أخيراً بدولة عظمى مثل روسيا… فهل هذا ما تقصده المقدمة؟

خامساً: الدكتور سمير جعجع صرّح مراراً وتكراراً بأنّ ما يعطل انتخاب رئيس الجمهورية هو سلاح «حزب الله» بأمر من آية الله الخامنئي…

سادساً: تطالب المقدمة بعودة النازحين السوريين الى بلادهم… فهل فرنسا هي المسؤولة عن نزوحهم أم نظام بشار الأسد المجرم هو المسؤول الأول عن كل ما يجري في سوريا؟

وهنا نريد أن نذكر أنّ أميركا ومعها روسيا (وليس فرنسا) هما اللتان أنقذتا النظام السوري منذ ثلاث سنوات يوم جاءت الأساطيل الأميركية لمحاسبة النظام السوري على استعماله الاسلحة الكيميائية… ثم اكتفت بجمع تلك الاسلحة… وهذه براءة جديدة لفرنسا.

نعود الى الدكتور سمير جعجع ونسأله: ماذا عن تحالفه مع الجنرال عون؟ ماذا حقق؟ هل استطاع أن يغيّر من تأييد الجنرال عون لسلاح «حزب الله»؟ هل استطاع أن يقنع «حزب الله» بالانسحاب من سوريا؟

النقطة الأخيرة وهي موضوع الأكثرية ولا بد أن نذكر أنّ الرئيس سعد الحريري الذي يملك أكثر من 80٪ من الكتلة النيابية السنّية لم يستطع خلال 11 سنة الوصول الى رئاسة الحكومة إلاّ مرة واحدة ولسنة واحدة.

والسؤال: هل يعيد الدكتور سمير جعجع حساباته؟؟؟

عوني الكعكي