Site icon IMLebanon

الليطاني من ثروة الى مأساة

 

أوجع قلبي طبيب القلب نائب زحلة والبقاع عاصم عراجي وهو يتحدث عن نهر الليطاني الذي كان على رأس اهداف العدو الاسرائيلي وأطماعه، بما هو ثروة لبنان المائية ايام الحديث عن جنوب وشمال الليطاني، وأبو الليطاني المهندس العبقري المقاوم والشهيد الاول ابن بيروت ابراهيم عبد العال، الذي وضع دراسة استغلال الليطاني الاولى قبل الاستقلال في ١٩٤٣ والدراسة الثانية قبل ان تغتاله اسرائيل بسبب الليطاني ١٩٥٩. لقد تأثر الرئيس برى بكلام عاصم عراجي، وتمنيت ان يدعو دولته الى الوقوف دقيقة صمت وفاء لشهيد الليطاني ابراهيم عبد العال بعدما تحول الليطاني من ثروة وطنية الى مأساة إنسانية.

أوجع قلبي طبيب القلب نائب زحلة والبقاع وهو يحاول ان يضع الحقائق الانسانية الموجعة امام جماعة لا يدركون ان النصوص التي يرددونها كالببغاء قد وضعها الكبار في الدساتير والقوانين لكي ينعم الناس بالسكينة والسلامة والاستقرار، وليس من اجل ان تأكل الناس الخضار المسرطنة وتشرب مياه مسرطنة، وان يكون في كل أسرة من بلدتي المرج وبر الياس مريض على الاقل مصاب بالسرطان. وذكر النائب عراجي بشجاعة وامانة انجاز رئيس الحكومة بتشغيل محطة تكرير مياه الصرف الصحي، وايضا ما قام به بعض نواب زحلة والبقاع الغربي من اجل تأمين الاعتمادات اللازمة، ومحاولته إقناع وزراء الصناعة والصحة والبيئة بأهمية تحرير الليطاني من سرطان التسيب والتسلط والاستهتار بحياة الناس في لبنان.

أوجع قلبي طبيب القلب نائب زحلة والبقاع، بعد ما شاهدته خلال جلسات البرلمان من الممثلين على الناس، والذين تفوقوا على نجوم السينما العالمية، اذ أتقنوا كل عدة التمثيل على الناس من الهندام الى الماكياج، الى مهارات الأداء بالفصاحة والخطابة والسفاهة، الى السيناريوهات المكتوبة من الكتّاب المحليين والدوليين والفلاسفة والمشرعين العالميين والشعراء والرواة والعلماء، والمواد الدستورية والقانونية والأعراف الوطنية مع أرقام ومعايير ومنظمات وصناديق دولية، وذكريات وتبريكات وإصلاحات مع ادعاء الدفاع عن الفقراء، ونصوص بالفرنسية والانكليزية بسبب هشاشة اللغة العربية، التي لا تمتلك سوى حوالى ثلاثة عشر مليون كلمة مقابل ستمائة الف كلمة في اللغة الانكليزية ومائتي الف في الفرنسية.

أوجع قلبي طبيب القلب نائب زحلة والبقاع عندما استمعت إلى بطولات رجالات دولة طواحين الهواء الذين أدمنوا على أفيون الكلام في الهزائم والانتصارات، تلك الدولة التي لم يعرفها لبنان في يوم من الايام ولم تقم الا في خيال هؤلاء، دولة التمديد والتعطيل والتعصب والعنف والشغور والانقلابات، دولة تجاوز القانون بالقانون، تلك الدولة التي يختلف رجالاتها هذه الايام حول احترام الأصول والمهل والحفاظ على العراقة الديموقراطية والعودة الى الكتّاب من دون ان يذكر واحد منهم ان وجوده في تلك القاعة لا اساس له في كل الكتب واللغات والديموقراطيات.

أوجع قلبي طبيب القلب نائب زحلة والبقاع وهو يتحدث عن نهر الليطاني وكيف يفتك السرطان بأهلنا في البقاع، وكيف يأكل كل لبنان وجبات مسرطنة، ويعانون من تقطع الأوصال بين فكرة الدولة والناس وليس من قطع الحساب، وعن إرادة البقاعيين في العيش بسلام وود ووئام، اهل البقاع الذين يعرفون ان من يزرع الشوك يجني الجراح، وأنهم يتحملون وحدهم اعباء مأساة الشعب السوري الشقيق في الذهاب والاياب، وكيف ان قرى البقاع الغربي والأوسط تستضيف أربعة او خمسة أضعاف عدد ابنائها، وكيف انهم يواجهون بصبر وصمت وثبات اوجاع الليطاني الذي تحوّل من ثروة وطنية الى مأساة إنسانية.