قصة موت غير معلن حصل قبل 30 سنة
مع ولادة لبنان الكبير ولدت الليرة اللبنانية ومعاً نشآ وكبرا، شاركته خطواته المتعثرة نحو الاستقلال عن فرنسا وفصل مصالحه المشتركة ونقده عن سوريا، وعاشت معه حلو الأيام على مر العقود فكانت شاهداً حياً على مراحل عزّه وصعوده. مثل أعمدة معبد جوبيتر التي حملت رسمها. منذ إصدارها ظلّت الليرة شامخة، متجذّرة تحكي تاريخ لبنان الحديث وتنظر بأمل ممزوج بتعالٍ الى مستقبله، قبل أن يكون رحيلها أول مؤشرات تقهقر لبنان وتحوله الى ما يشبه وطناً. لها نغني اليوم بصوت مخنوق “يا ليرة في خيالي… جنت عليها الليالي…”.
كم كنا نشعر بالراحة والاطمئنان حين ينبئنا الطبيب بعد المعاينة ان صحتنا متل الليرة، فقد كانت الليرة في عزّها رمز القوة والجبروت، لا تهتز ولا تقع ولا تطالها نوائب الدهر وعثراته. ثابتة كانت ومستقرة يتأرجح سعرها في أيام عزها في هامش ضيق فتتعالى وتتباهى على سواها من عملات المنطقة، وبين العامين 1975 و1978 كان الدولار يساوي ما بين 243 قرشاً وثلاث ليرات. لكن الأيام دارت دورتها على لبنان وبدأ التراجع الفعلي في سعر صرف الليرة منتصف الثمانينات، وحاول مصرف لبنان الحد من تراجعها حين وصل سعرها الى ستين ليرة للدولار الواحد، لكن علامات التعب راحت تحفر عميقاً في بدن الليرة حتى جاء التداعي الكلي في العام 1992 مع وصول سعر صرفها الى رقم خيالي لامس 3000 ليرة مقابل الدولار الأميركي الواحد. غابت الليرة بعدها وغاب معها فصل مجيد من تاريخ لبنان، اختفت من الأسواق تدريجياً لتحل محلها بدءاً من العام 1988 ورقة زاهية شابة الملامح تواكب متطلبات الزمن الصعب هي ورقة الألف ليرة، التي اعلنت بولادتها طي صفحة من تاريخ لبنان وفتح صفحة جديدة لا تزال غير محددة الملامح حتى اليوم.
الليرة التي رافقت لبنان في أسوأ ايام حربه كانت الجامع الوحيد بين أبنائه حين انفصلوا شرقية وغربية. و”شوف الليرة ما أحلاها بتقطع من هون لهونيك” غنّى جوزف صقر وزياد الرحباني، تخطت الحواجز الطائفية والحزبية وظلت القاسم المشترك بين أبناء الوطن وعلى أرضه المجزأة بين الطوائف. على اعمدتها حملت لبنان واقتصاده وحياة أبنائه وطموحاتهم الى أن تجاوزتها الظروف واغتالتها الانقسامات.
ماتت الليرة لكن نعيها لم يصدر رسمياً من أي مرجع في بداية التسعينات، ولم تجرَ لها مراسم تأبين ودفن لائقة، لم تجمع بقاياها من أيدي الناس وتدفن بشكل علني كما هو متعارف عليه في الدول التي فقدت فيها العملة قيمتها. جاء موتها بطيئاً، تراجعت قدراتها الشرائية شيئاً فشيئاً الى ان همدت حركة تداولها كلياً. لكن الليرة لم تتشرشح كلياً في آخرتها ولم تشهد مصير المارك الألماني مع نهاية الحرب العالمية الأولى حين تراجعت قيمته الى ما يوازي تريليون مارك الماني لكل دولار واحد، بحيث راح الشعب يستخدم عملته للتدفئة بعد إشعالها او كورق جدران للزينة. ولم تصبح الليرة شبيهة بالبوليفار الفنزويلي الذي تراكمت رزمه فوق بعضها البعض لشراء قطعة لحم مثلا او حبة فاكهة. ليرة لبنان رحلت بهدوء وانتهت معظم أوراقها كما تنتهي اوراق العملة المهلهلة غير الصالحة للتداول، او ما يعرف تقنياً بكلمة unfit ورقدت هناك في مثواها الأخير في أدراج الناس المنسية أو قجج أطفالهم، وفي مصرف لبنان الذي احتفظ بالكثير من أوراقها من مختلف الإصدارات لتباع كتذكارات عن زمن جميل، وحوّل التالفة منها مع سواها من فئات منقرضة الى قصاصات تجمع في علب أنيقة تختزن حكايات زمن عزّ، تُوزّع او تُباع للراغبين.
رحيل ورقة الليرة ترك وراءه جرحاً نازفاً في اقتصادنا واسعار السلع. ففي تقرير نشرعلى شاشة تلفزيون حينها في أواسط العام 1985 ظهر جلياً كيف تزعزع الوضع الاقتصادي مع انهيار سعر صرف الليرة، حين ارتفع من عشرين الى ثلاثين فخمسين ووصل الى التسعين ليرة للدولار الواحد مع اواخر العام، فلم تعد الرواتب تكفي الموظفين وصار التجار يسعرون حسب سعر الصرف اليومي فارتفعت اسعار السلع مضاعفة واختفت مواد كثيرة وظهرت سلع جديدة غير معروفة بأسعار أقل، ما لبث ان ارتفع سعرها بعد ازدياد الطلب عليها. أقفلت المتاجر حينها مرات عديدة بانتظار ثبات الأسعار. واستمر انهيار الليرة حتى سنة 1992 مع وصول الدولار الى عتبة 3000 ليرة. وما اشبه الأمس باليوم !
على الرغم من موتها المعلن لا يزال لليرة عشاق يهوونها ويلهثون خلف اقتناء إصداراتها المختلفة. لم تعد بالنسبة إليهم ورقة نقد بل شغف حياة يلاحقون تفاصيلها أينما وجدت. جمعية Lebanese Philatelic & Numinastic Community هي الجمعية الأولى في لبنان التي يسعى أعضاؤها خلف العملة اللبنانية القديمة ويحفظونها في القلوب قبل الألبومات. كفرسان الهيكل هم، كلفوا أنفسهم مهمة حفظ الليرة بكل إصداراتها وكتابة تاريخها. تراهم يفتشون “بالسراج والفتيلة” عن إصدارات نادرة أو أوراق مميزة بأرقامها أو حتى شوائبها. يترصدون حركتها، يتبادلونها، يجرون المزادات عليها وينفقون لاقتنائها أثماناً غالية. نسأل السيد طوني عنقا أحد أعضاء الجمعية وأبرز الخبراء في النقد اللبناني القديم عن أجمل إصدار لليرة اللبنانية، فيخبرنا أن أجملها كان إصدار سنة 1939 الذي عرف باسم ليرة غزال التي حملت رسم ظبيين متواجهين على ظهرها مع الأرزة على وجهها وكانت من طباعة فرنسية، وكذلك طبعة سنة 1945التي تميزت بألوانها وأزهارها والأرزة اللبنانية على ظهرها. أما سابقتها ليرة 1925 فحملت على وجهها اشكالاً هندسية وعلى ظهرها صورة لخليج جونية وكانت أقل جاذبية وألوانا مما لحقها من إصدارات. أما هياكل جوبيتر التي ميزت الليرة عند ولادتها فغابت ثم عادت لتحتل واجهتها في العام 1952 مع قلعة بحر صيدا على ظهرها. نسأله عن طرائف طالت الليرة اللبنانية فيخبرنا أنها توشحت أربع مرات في العام 1939 أي تمّ اللجوء الى ليرة من إصدارات سابقة لبنك سوريا ولبنان الكبير وزُيّنت بوشاح أو أكثر لتبقى صالحة وقيد التداول.
تحولت الليرة الى نوستالجيا في قلوب اللبنانيين أجمعين ولا سيما المغتربين منهم الذين هاجروا على أيامها ولا تزال صورتها محفورة في وجدانهم وذاكرتهم رافقت طفولتهم وصباهم. باتت ذكرى زمن جميل يعيده إليهم من وقت الى آخر مصرف لبنان كتذكارات تفوق قيمتها قيمة ما تمثله من أوراق مالية. تباع على شكل رزمة تحوي 100 ورقة من آخر إصدار لليرة بسعر يعادل 150000 ليرة، أو على شكل مغلفات يباع واحدها بـ 20000 ليرة ويحوي فئات متعددة انقرضت كلها ورحلت عن أرض الوطن، لكنها لم تغب عن ذاكرته. لا يبيع مصرف لبنان إصدارات قديمة لليرة باتت نادرة مثل إصدارها الأول العام 1964، الذي حمل رسم معبد جوبيتر على صفحة الوجه ومغارة جعيتا على الظهر مع نسرين كعلامة مائية خفية، بل يكتفي ببيع أوراق من إصداره تعرف باسم أنسر أي لا تزال جديدة و لم يسبق أن تمّ التداول بها.
ليرتنا التي شاخت ورحلت بهدوء عاشت طفولة سعيدة بين لبنان وسوريا وتدلّلت وتجمّلت حين طبعت أوراقها على أيدي الفرنسيين والإنكليز، لتصبح في ما بعد سيدة جميلة مع ولادة مصرف لبنان العام 1964. في كتابهما المشترك “تاريخ النقد الورقي اللبناني 1919- 1964″ من إصدار دار درغام، أرّخ طوني عنقة ووسام اللحام لمسار الليرة منذ ولادتها في العام 1919 حتى تسلم مصرف لبنان مهمة إصدارها. ومن جهته يروي د. غسان العياش النائب الأسبق لحاكم مصرف لبنان لـ”نداء الوطن” قصة ولادة الليرة ويقول إنها ولدت مرّتين. الأولى في بداية عهد الانتداب الفرنسي على لبنان والمرّة الثانية بعد الاستقلال، سنة 1948، عندما ولد النقد اللبناني المستقلّ بتحقيق الانفصال عن الفرنك الفرنسي والليرة السورية.
مصرف واحد وعملتان
ولدت الليرة اللبنانية للمرة الأولى من رحم البنك السوري بعدما وجد لبنان نفسه بلا عملة رسمية يتداول بها مع سقوط السلطنة العثمانية قبيل نهاية الحرب العالمية الأولى، وانهيارعملتها الورقية المتداولة في لبنان وسوريا آنذاك. مع انسحاب الجيش العثماني من المنطقة منع الحلفاء ولا سيما الإنكليز الذين دخلوا لبنان التداول بالعملة الورقية التركية، واستبدلت إما بالليرات الذهبية او بالعملة الورقية المصرية، وكان اللبنانيون اعتادوا على استخدام كلمة “مصاري” للنقود نسبة الى مصر من فترة حكم ابراهيم باشا للبنان. لكن في تشرين الثاني 1919 دخل الجيش الفرنسي إلى لبنان ليحلّ محلّ الجيش البريطاني بموجب اتفاقية سايكس بيكو. ألغى قائد القوات الفرنسية الجنرال غورو التعامل بالعملة المصرية، الذي ساد خلال فترة الاحتلال البريطاني القصيرة للبلاد. بموجب قراره 129 الصادر في 2 نيسان 1920 وأنشأ الليرة السورية التي منح امتياز إصدارها لبنك سوريا وهو مصرف تجاري رأسماله فرنسي، أسّس خصّيصاً لإدارة شؤون النقد في لبنان وسوريا بعد أن أصبحا تحت الانتداب الفرنسي. حينها ظهرت الليرة الورقية السورية وكانت مجرد غطاء للفرنك الفرنسي. وكان الغرش وحدتها لكن الطريف في الأمر أن غروشها (لا قروشها) كانت ورقية لا معدنية.
وكانت هذه الليرة مرتبطة بالفرنك الفرنسي وتعتبر مثل شيكات مسحوبة على البنك السوري في باريس ومارسيليا، يدفع لحامله معدل 20 سنتيم فرنسي عن كل غرش سوري، واعتمدت هذه الليرة في لبنان وسوريا.. وحملت أول ليرة سورية صدرت في العام 1919 أعمدة جوبيتير على وجهها ومنظراً عاماً لمدينة بيروت ومرفئها على ظهرها. ومنذ ذلك الحين والليرة اللبنانية تستخدم اللغتين العربية والفرنسية في طباعتها. ويحكى ان الدولة الفرنسية حاولت يوماً إصدار ليرة باللغة الفرنسية فقط فلم يتقبّلها الناس ولم تنزل الى الأسواق.
إعلان دولة لبنان الكبير شكّل حدثاً وطنياً لا نزال نعيش تردداته حتى اليوم، ومعه تغيّر اسم البنك السوري الى بنك سوريا ولبنان الكبير مع تجديد عقده العام 1924 وكان المصرف يصدر عملة متداولة في لبنان وسوريا، لكن باختلاف مهم يقضي بإنشاء فئتين من الأوراق النقدية واحدة تحمل في أعلاها اسم لبنان الكبير، وأخرى اسم سوريا وذلك للتأكيد على الفصل بين الكيانين الذي كان ولا يزال مهمة ملتبسة. وبقيت الليرة التي يصدرها مجرد غطاء للفرنك الفرنسي تعبيراً عن سلطة الانتداب ومتداولة ذاتها في البلدين بسعر ثابت.
عثرات واجهت مسيرة الليرة
يروي لنا د. العياش مرحلة الليرة بين الحربين العالميتين وكيف تزعزع استقرارها مرحلياً قائلاً: عرفت فرنسا حينها فصولاً من موجات تضخّم عاتية مع الكساد الكبير والانهيارات النقدية التي عمّت العالم في آخر العشرينات، ما انعكس اضطراباً في سوق النقد اللبناني السوري وتضخّماً محلياً في الأسعار. وقد هبط الفرنك الفرنسي بقوّة بعد الحرب العالمية الأولى بسبب عجز الموازنة الفرنسية، الناجم خصوصاً عن تكاليف الحرب، فانخفض سعر صرف الليرة اللبنانية السورية بالتالي، تجاه العملات الأجنبية، وارتفع معدّل التضخّم وزادت الأسعار. فقد ارتفع سعر صرف الدولار الأميركي من86 ليرة سنة 1920 إلى133 ليرة سنة 1925 فهبوطاً إلى 127 ليرة سنة 1927. واستمرت الليرة تصدر تحت اسم بنك سوريا ولبنان الكبير حتى العام 1939 حين صار اسم المصرف “بنك سوريا ولبنان”، وتولّى اصدار اوراق نقدية مستقلة تماماً عن العملة السورية تحمل كلمة لبنان فقط ولكنها كانت لا تزال مرتبطة بالفرنك الفرنسي. هذه المرحلة شهدت صعوداً وهبوطاً في قيمة الليرة، يقول د. العياش بالتوازي مع المشاكل النقدية في فرنسا، خصوصاً مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، ما أدّى في المراحل الأخيرة إلى الاتفاق مع فرنسا على ربط الليرة بالجنيه الاسترليني. لكن فرنسا ذات النظام النقدي الضعيف لم تستطع أن تلتزم بالتغطية بالعملة البريطانية.
كل ذلك أدّى بعد الاستقلال إلى بدء البحث باستقلال الليرة اللبنانية السورية نهائياً عن النقد الفرنسي. إثر المفاوضات بين سوريا ولبنان وفرنسا وقع اختلاف حادّ بين سوريا ولبنان، أدّى في نهاية المطاف إلى انفصال نقدي بينهما. أما ارتباط الليرة بالذهب او بالدولار الأميركي فلم يحدث إلا سنة 1947، حين صار لبنان عضواً في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي السعيد الذكر.
منذ العام 1964 وحتى رحيلها تولّى مصرف لبنان او البنك المركزي إصدار عملتنا اللبنانية، التي كانت الليرة تتربع على عرشها ملكة متوجة بحب الناس ومدعومة بسياسة اقتصادية واعية، سمحت للبنان يوماً أن يسلف الدولة الهندية بالليرة اللبنانية، ويقدم بالليرة قرضاً الى شركة رينو الفرنسية حين تعثرت ووجدت في لبنان سنداً. ومنذ أن بدأت الليرة مسيرتها يقول د. غسان العياش كعملة مستقلة خضعت لقاعدة بسيطة: تكون الليرة قويّة عندما يكون الاقتصاد اللبناني قوياً، والمالية العامّة غير ضعيفة.
في مرحلة الخمسينات شكل لبنان واحة استقرار وحرية اقتصادية وسط محيط عربي مضطرب، بين مصر وسوريا والعراق. كان الوضع السياسي والأمني مضطرباً حيث الثورات والانقلابات العسكرية وإطاحة الأنظمة والعروش، من دون أن ننسى نكبة فلسطين وتهجير شعبها. وانطلقت موجة الأنظمة الاقتصادية المركزية والتأميم، ضمن ما عرف بأنظمة الاشتراكية العربية. فاجتذب لبنان المستقر والليبرالي حينها رؤوس الأموال العربية، ما أدى إلى تحقيق نموّ اقتصادي مستدام وإلى متانة الليرة اللبنانية واستقرارها. وقد عرفت مرحلة الخمسينات بمرحلة الليرة.
إستمرّ الاستقرار الاقتصادي والأمني حتى أواسط السبعينات واستمر معه استقرار الليرة. ورغم اندلاع الحرب الأهلية سنة 1975، أمكن الحفاظ على استقرار العملة اللبنانية لأعوام بفعل المال السياسي الذي تدفّق على لبنان لتمويل القوى المتحاربة، لا سيما أموال منظمة التحرير الفلسطينية، التي حوّلت لبنان إلى مركز لدويلتها. بعد خروج منظمة التحرير من لبنان وفي ظل تفاقم الحرب، أصيبت الدولة بضعف كبير بدءاً من أواسط الثمانينات وباتت مواردها أقلّ من نفقاتها، فتكوّن عجز مالي كبير استمرّ سنة بعد سنة وتراكم الدين العام، فبدأ تراجع سعر صرف الليرة اللبنانية تجاه الدولار الأميركي.
أصيبت قيمة الليرة بنكسة بعد الحرب مباشرة (1992) بسبب احتياجات مرحلة السلام، أي إعادة بناء الدولة وأجهزتها وكذلك البنية التحتية. لكن تولّي الرئيس الشهيد رفيق الحريري أعطى جرعة ثقة للاقتصاد فتمكّن من تثبيت سعر الليرة لوقت طويل. لكن مع استمرار عجز الموازنة وتضخّم الدين العام بات الحفاظ على هذا الاستقرار مصطنعاً، حتى انفجر السوق النقدي سنة 2019 وبتنا نعيش ما نعيشه اليوم. فهل من منقذ يثبت لنا سعر الصرف من جديد على اسس علمية غير واهية هذه المرة؟ أو سنترحم على ورقة الألف؟
(الصور من كتاب “تاريخ النقد الورقي اللبناني 1919- 1964”)