Site icon IMLebanon

التوطين…يجرّ التقسيم !؟

 

 

كثيرة هي الوقائع والتدابير والتحليلات الآتية من الولايات المتحدة الأميركية وايران التي تؤشّر الى ان لبنان لن ينجو من تفاعلات ونتائج اي حرب «تنشب بين اميركا وايران، خصوصاً اذا شاركت فيها «اسرائيل» وحزب الله، وكلمة امين عام الحزب السيد حسن نصرالله منذ ثلاثة ايام، كانت واضحة بأن أي عدوان على ايران لن تقف المقاومة مكتوفة اليدين حياله، امّا في طهران، فقد هدد عضو لجنة الأمن القومي حسين نقوي حسيني، ان بلاده «ستحوّل الشرق الاوسط الى جهنم في حال اطلقت اميركا رصاصة على ايران» كما اتخذت تدابير استثنائية مثل نصب قواعد صاروخية في طهران يوم الاحتفال بذكرى مرور 30 سنة على وفاة الخميني، وتوقّع بعض القادة، قيام أميركا بهجوم مباغت بعد انتهاء شهر رمضان، في المقابل تداولت وسائل التواصل الاجتماعي حلقة تلفزيونية خصّصت لالقاء الضوء على الوضع المتفجّر في الخليج، وتخوفت من استسلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب للضغوط «الاسرائيلية»، وللمسيحيين الصهاينة الذين يحرّضونه على شنّ حرب في الشرق الاوسط تسمح «لاسرائيل» بالاستيلاء على المزيد من الارض العربية، تحقيقاً لحلم نتنياهو بانشاء «اسرائيل» الكبرى، الأمر الذي رفضه باراك اوباما، وقبل به ترامب، والفوضى التي سوف تحدثها الحرب في الشرق الاوسط، ستساعد على فرض «صفقة القرن» القاضية بترحيل فلسطينيي غزة الى سيناء، وجزء من سكان الضفة الغربية الى الاردن، وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا حيث هم، مع تعويضات تناقش في حينه.

 

* * * *

 

الحرب اذا نشبت، ستكون كارثية على لبنان والمنطقة، وفي حال بردت الرؤوس الحامية التي تقرع طبول الحرب، فإن ترامب وصهره، اليهودي المتعصب، سيكملان سعيهما لتحقيق «صفقة القرن» خصوصاً «ان حظوظ ترامب بتجديد ولايته، اصبحت كبيرة، بعدما اشارت استطلاعات الرأي في اميركا ان شعبيته ارتفعت كثيرا، بعد التدابير الاقتصادية التي اتخذها، وتجنيد اللوبي اليهودي في خدمة اعادة انتخابه، وضعف الحزب الديموقراطي، وعندها لن ينجو لبنان من كارثة توطين اللاجئين، وتحمّل بقاء النازحين السوريين، ما يعيد الى اذهان اللبنانيين، بأن يكون لبنان بديلاً عن فلسطين، خصوصاً بأن «محادل» القوى الكبرى، لن تعبأ برفض اللبنانيين ولا برفض الفلسطينيين، لأن ما كتب قد كتب، الاّ اذا عمد اللبنانيون الى مقاومة، قد لا تكون مسلحة بداية، في ظل الاوضاع القائمة، ولكن بتمسّكهم بما نصّ عليه الدستور، أن لا توطين ولا تقسيم، واذا حصل التوطين فحتماً سيجرّ التقسيم وراءه، بمساعدة من اوروبا قد تأخذ اشكالاً مختلفة، اهمّها على ما اشار اليه أحد الديبلوماسيين الغربيين لدولة صديقة، ان ابواب الهجرة قد تفتح في وجه الفلسطينيين، اذا رغبوا بذلك.

 

في جميع الاحوال، انها كأس مرّة تنتظر اللبنانيين في الأشهر المقبلة.