IMLebanon

إقفال تامّ.. جدّي

 

أخيراً اتخذوا قراراً مفيداً، انتهت أزمة الاختيار بين الإقفال التّام مع إستثناءات بعيداً عن أكذوبة النتائج التي تترتب على الاقتصاد بعدما بدأ تفشّي السلالة الثانية من كورونا في لبنان، ومع هذا استبعدوا تعليق الرحلات إلى مطار بيروت، لا يريد أحد الإعتراف في هذا البلد أنّ المطار يبقى مفتوحاً بقرار من حزب الله لأنّه بوابته إلى العالم، مهما تهرّب الجميع من الحديث عن هذا الأمر!!

 

نتمنّى ألا يكون الحديث فرض تدابير صارمة وإجراءات وقاية وعقوبات مشددة جداً، وأغلب الظنّ أنّ هذا كلّه لن يكون كافياً، أو على الأقلّ لن يكون صادقاً، ولن يكون الأمر متساوياً على الأراضي اللبنانيّة ولن يكون صعباً أبداً فضح تطبيق القرارات التي تمّ انتظارها بدءاً من الخميس المقبل، ثمّة قلق عارم يضرب اللبنانيّين خصوصاً الّذين يلتزمون بكلّ التعليمات الوقائيّة من كورونا فيما يجدون في المقابل مصابون سواءً من المقيمين والوافدين حديثاً لا يأبهون بل يختلطون إجتماعياً برغم معرفتهم أنّهم يحملون الفيروس فينشرون الوباء في محيطهم بأكمله، وبالطبع سنكون سخفاء جداً إن صدّقنا تحذيرات وزير الصحة حسن حمد التي هدّد بها بالأمس المواطنين الذين تعجّبوا من إصراره على بدء الإقفال يوم الإثنين المقبل!!

 

إبقاء البلد مغلقاً والمطار مفتوحاً وسياسة المفرد والمجوز هي نفسها وإلى أين ستقود البلاد لا أحد يعلم خصوصاً أننا في مرحلة السلالة الثانية؟ حتى المواطن اللبناني إذا سألته ماذا يختار؟ سيختار أن يبقى البلد مفتوحاً وليمت من يمت فـ”المصاري” أهم بالنسبة له، وسيبقى غير عابىء بعمليّة الانتحار الجماعي التي يتسبب بها وضع البلد السائب!!

 

عندما حذّرنا من أنّ البلد ذاهب إلى مهوار حفلات ليلة رأس السنة لم يبقَ صاحب مقهى ولا مطعم ولا فندق ولا مواطنين حتى، لم يرفعوا صوتهم في وجه دولة تشعر بعجز عن أخذ قرار تضبط فيه أمن البلاد الصحي خصوصاً وأننا دولة التجارة بالصحة ولا تأخذ القرارات إلا بعد فوات الأوان، القرارات التي تمّ اتخاذها بالأمس ستقودنا إلى فوات الأوان التامّ هذه المرّة، خصوصاً وأن كلّ اللاعبين يخادعون أنفسهم في دائرة الوباء الذي من المحتمل “أن يقشّ الجميع” دفعة واحدة!!

 

هل يسير لبنان على خطى بريطانيا وألمانيا بأرقام إصابات تجاوزت العشرة آلاف إصابة في يوم واحد، هذا الوعي المعدوم عند اللبنانيين الذين يطبقون الحجر على طريقتهم فإذا بهم يتزاورون ويجتمعون في بيوت بعضهم البعض “ودايرينها أراكيل ولعب طاولة وورق”، إذا كان تطبيق الحجر هذه المرة على هذا النسق سنكون أمام آلاف الإصابات وسنكون أمام سيناريو إيطالي بحقّ!

 

أعتقد أن الأوان قد فات على إعادة السيطرة على أرقام الإصابات، ويتحمّل الشعب اللبناني المسؤولية الكبرى في الحال التي وصلنا إليها لأنّه لم يأخذ بأسباب الوقاية، وقد يكون قرار الإقفال بدءاً من الخميس المقبل هو الفرصة الأخيرة لإنقاذ الأرواح، وإلا سيكون السيناريو سوداويّ جداً في بلدٍ يتطاحن فيه الثنائي الشيعي ضد بعضه بعضاً في منطقة الجنوب فيحرم أهله من مستشفىً جاهز تبرعت به دولة قطر بعد انفجار 4 آب!

 

يبقى،أنّه وبدلاً من التباكي على عدم قدرة مستشفياتنا على الإستيعاب فليتوجّه من لم يزل من اللبنانيين على صلة بالخارج العربي والغربي وليستنجد بمستشفياتها الجاهزة علّ أسرّتها تنقذ ما يمكن إنقاذه من أرواح اللبنانيين المجانيّة.