Site icon IMLebanon

منطق!

 

من جديد ودائماً وحتى إشعار آخر: تحصد إيران في سوريا واليمن والعراق (ولبنان استطراداً؟) محصول زرعها الصافي. وتئنّ في واقع الحال، من كون جلّ ذلك المحصول عبارة عن زوان ماحل، لا يؤكل ولا يُطبخ ولا يَنفَع لشيء!

 

ليست بسيطة ولا عادية هذه الأيام، حيث تقف «الامبراطورية» المشتهاة والمُفترضة على صفيح ساخن. كلما هربت من لسعة ناره في موضع، هبطت على موضع أشد هيجاناً وحماوة ولظىً! وكلما أرادت عبر ماكينتها التبليغية الإعلامية والسياسية (والتزويرية) التأكيد على ثباتها الورقيّ جاءها العصف نارياً وفولاذياً وملموساً!

 

وهذا يُعيد على البدايات والبديهيات. وهذه تقول وتفصح في القول، إن إيران هي التي جاءت الى ديار العرب والمسلمين (الآخرين!) وليس العكس. وإنها هي التي أعلنت واشتغلت وبطرت في بناء حيثيات نفوذية فوق ركام هؤلاء وحطامهم البشري والمديني وليس العكس. وهي التي «ارتأت» وجهرت بأن إشعال الحرائق في محيطها، يدرّع أمنها واستقرارها! ويغيّب الأسئلة الداخلية (الإيرانية) عن محن الأجوبة القاصرة والمحرجة والناقصة! وهي التي استطردت وخرجت عن النصّ. وتذاكت أمام أذكياء! وتشاوفت أمام أقوياء! وتلاعبت مثل الهواة في مسرح مليء بالمحترفين والمخضرمين والقادرين! وهي التي ظنّت (ومارست ذلك الظن) بأن التجربة السوفياتية لا تسري عليها، وإن المعادلة القارصة التي تقول إن الخواء لا يصنع الجبال ولا النفوذ ولا المحورية ولا القطبية ولا الاقتدار، لا تُعدّلها كثرة الادعاءات التطبيلية والاحتفالية و«الانتصارية».

 

لم يجرّ الشعب السوري إيران إلى الفرن، بل هي جاءت إليه بقضّها وقضيضها! ولم يجرّ العراقيون «حرسها الثوري» بل هو جاء إليهم! ولم ينصب اليمينون فخّاً لطموحات صاحب الشأن في طهران بل هو قرّر واعياً أن يدبّ إليه! ولم تطلق البحرين «مؤامراتها» ضد «نظام المستضعفين» بل أصحابه هم الذي جربّوا صادراتهم في أرضها وبين أقوامها وعلى الضدّ من استقرارها وسِلمها الأهلي والوطني! ولم تذهب السعودية لا بصواريخها ولا بطيرانها الحربي ولا بـ«جماعاتها» المسلحة الى الداخل الإيراني لزعزعة نظامه، بل إن أهل ذلك النظام هم الذين استسهلوا دروب الفتنة! وسعوا بواسطة الأدوات المعروفة (والمألوفة!) الى المسّ الخطير بأرض الحرمين ومهبط الوحي وأصل الرسالة وأول الدين والعرب والمسلمين!

 

في أول الحكايات والبديهيات والفيزيائيات، وآخرها، أن المنطلقات الغلط لا توصل الى نهايات صحيحة!

 

.. وتلك «النهايات» في بداياتها! والله أعلم!