قبل ان يبدأ الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله الذي اقترحه الرئيس سعد الحريري، لا بد من سؤال عما اذا كان حوار منطق او حوار أمر واقع، وهذا يحتاج الى بعض الوقت لتحديد ماهيته، خصوصاً ان حزب الله لم يرد الى الآن على دعوة الرئيس الحريري، ولا سمى رئيس مجلس النواب نبيه بري فريق عمله لمتابعة الموضوع طالما أنه مهتم أكثر من سواه بتقريب وجهات النظر، حيث لا بد من ان تخلص الفكرة عملية ايجابية تزيح التشنج عن الساحة السياسية وتضع الجميع أمام خيارات سياسية من شأنها تقريب الحلول لكثير من الأمور العالقة لاسيما الانتخابات الرئاسية والنأي عن التطورات في سوريا حيث لكل جانب وجهة نظر مختلفة (…).
صحيح ان الكتاب يفهم من عنوانه، لكن العنوان المرجو يستحيل تحديده قبل معرفة رد فعل حزب الله على دعوة الحريري، فيما المعروف عن تيار المستقبل ان أوراقه معروفة، كذلك خياراته الوطنية، في زمن يستحيل الاكفتاء سياسياً بمجلس وزراء على طريقة الكوكتيل السياسي، مرشح لأن ينفجر بين لحظة وأخرى في حال كان بحث في الأمور الأساسية ذات العلاقة بالوضع السياسي العام، والا لن تكون حاجة الى حوار ومن يتحاورون بحسب اجماع المراقبين الذين يخشون ان يؤدي اي حادث طارئ الى نسف الحكومة من جذورها!
تجدر الاشارة في هذا الصدد، الى ان مجلس الوزراء في وضعه الحالي، يتجنب الخوض في ما قد يؤدي الى تباين شكلي، وهذا ما سبق لرئيس مجلس الوزراء تمام سلام ان قاله وردده في أكثر من مناسبة سياسية، ان الأمور العالقة من شأن الخوض فيها تفجير الوضع وفي مقدمها تعليق الانتخابات الرئاسية حتى اشعار آخر، اضافة الى وضع العسكريين المحتجزين والحرب في سوريا، التي من شأنها ان تزيد مقاربتها المزيد من التأزم، طالما ان حزب الله مقتنع بما يفعله في مجال مشاركته فيها، على أساس قناعة سياسية او لأنه مضطر لأن يفعل ما يفعله من منطلق استراتيجية الحليف الايراني!
واذا كان لا بد من كلام آخر عن مظاهر الازمة السياسية، فثمة من يؤكد وجود نظرة مخلفة الى موضوع النازحين السوريين الذين يرشحون لبنان لانفجار لن يكون لمصلحة أحد، نتيجة التباين بالنسبة الى التقديمات والمساعدات الملحة للنازحين الذين تضطرهم ظروفهم المعيشية لأن يتصرفوا بعكس كل ما من شأنه ان يظهرهم بأنهم أصحاب حاجات اجتماعية، مع ما يعنيه ذلك من تأثير على الأعمال التي يمارسونها على حساب نظيرهم اللبناني ان في المطاعم والملاهي او في الصناعات والاعمال الخفيفة، حيث لم يعد اللبناني قادراً على ان يؤمن حاجته المعيشية من ضلوعها نظراً لوجود مضاربة بمعدلات قياسية!
لقد سبق لأكثر من وزير ان اقترح ما يفيد اللبنانيين على حساب النازحين السوريين، من غير ان يرد أحد عليه بالنسبة الى انتقال الاعمال والخدمات من الانسان اللبناني الى النازح السوري، بما في ذلك تشريع الاندفاع السوري تجاه لبنان من دون حسيب او رقيب، فضلاً عن تأمين اعادة السوريين الذين يمكن لهم المعدة الى بلادهم حيث تأمنت المناطق التي خرجوا منها ؟؟؟؟ الاوضاع العامة فيها، اضافة الى امكان انشاء مخيمات على الاراضي السورية، الأمر الذي لم يرد عليه أحد، من دون ان تنفي الحاجة الاجتماعية والانسانية اليه؟
وفي عودة الى الحوار المرجو، فإن جميع اللبنانيين يعلقون آمالاً عريضة على نجاحه، كي لا تبدو الامور عالقة بين مزاجية هذا الوزير او من يمثله في الحكم بالنسبة الى مقاربة القضايا السياسية مثل الانتخابات الرئاسية ومثل قانون الانتخابات النيابية، بما في ذلك قضية العسكريين المحتجزين المرهونة بالحرب السورية ودور حزب الله فيها، لاسيما ان الاوساط الدولية تتحدث صراحة عن ان نظام بشار الاسد قد انتهى الى غير رجعة، فيما يعرف الجميع مدى التلازم القائم بين الحرب في سوريا والحرب في العراق، وما يقوم به التحالف الدولي في مواجهة مع المنظمات الارهابية التي خف وهجها نسبياً قياساً على ما كانت عليه في مطلع الاحداث، ومدى تأثير ذلك على الوضع العام في لبنان لاسيما بالنسبة الى عدم توفر الاستقرار العام؟!