IMLebanon

«الخاصرة الرخوة» من القطيف الى الأهواز

على هامش اللقاء الذي عقده السفير السعودي في بيروت لسفراء الحلف الذي يقود «عاصفة الحزم» فتح نقاش حول شكل المواجهة المتوقَعة مع إيران ونقاط الضعف لدى الطرفين إنطلاقاً من التهديدات الإيرانية بأنّ نار اليمن ربما امتدت لتطال مدناً سعودية، فما الذي يمنع عندها من أن تطال أخرى ايرانية؟ فهل إنّ لبنان سيبقى بمنأى عن مثل هذه الهزات؟

كان النقاش دائراً بين دبلوماسيين يعرفون تركيبة الدولتين ونقاط القوّة والضعف لدى كلٍّ من المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية في حال توسعت رقعة الخلافات بينهما واستخدمتا مختلف انواع الأسلحة المُتاحة لهما بما فيها تلك التي يمكن استخدامها داخل اراضي الدولتين فتوصلوا الى معادلة بسيطة تقود الى الآتي:

إذا نفذت ايران تهديدات مسؤوليها بأنّ «عاصفة الحزم» لن تقف عند حدود اليمن الجغرافية ولربما إمتدت الى محافظة القطيف الشيعية السعودية أو الى داخل المدن الأخرى. فسيكون للسعودية ما يبرّر تنشيط ودعم الحركات الأصولية العربية السنّية في محافظة خوزستان الإيرانية وتحديداً في مدينة الأهواز ذات الغالبية السنّية العربية التي تشهد منذ فترة غير قصيرة اعمال شغب متنقلة تناهض الحكومة المركزية في طهران.

يعرف المشاركون في النقاش طبيعة الدولتين ويدركون التمايز المذهبي الحاد الذي تسبب بمظاهر الفتنة السنّية – الشيعية حيث ما ينتشر الطرفان ويقودان المواجهة المفتوحة بين الطرفين على أكثر من ساحة عربية وإسلامية تمتدّ من العراق الى سوريا فالبحرين واليمن.

وعليه تعتقد المصادر الدبلوماسية أنّ أيّ تطوّر مأساوي تقود اليه حرب اليمن سيشكل إهتزازاً كبيراً في الدولتين. فالساحة الأهوازية جاهزة للتفجير وكذلك ساحة القطيف لم تهدأ بعد، وهو أمر في حال حصوله سيشكل إهتزازاً عنيفاً على مستوى الأحلاف الإقليمية والدولية.

وإن كانت المراجع الدبلوماسية تخشى الوصول الى هذه المرحلة لكنها تدرك أنّ الضغوط التي مورست في الأيام القليلة الماضية طمأنت الطرفين الى انه ليس هناك أيّ خطط تهدف الى المس بأمن الدولتين، وإن حصل شيء من هذا النوع قد يتّخذ في شكله ومضمونه أبعاده الداخلية والمحلية.

وربطاً بهذه المعلومات كشفت المصادر الدبلوماسية أنّ التدابير الأمنية الإستثنائية التي تقوم بها قوات الأمن السعودية في القطيف ومدنها وضعت المجموعات المشبوهة تحت الرقابة اللصيقة، وهي تلاحق المخلّين بأمن المنطقة الذين يستغلون الظروف الإقتصادية التي تعانيها للتحرّك من وقت لآخر.

وكما في القطيف، ففي الأهواز أيضاً نقلت التقارير الواردة من المنطقة تحرّكات للعرب السنّة وتظاهرات رافقت الإعلان عن «عاصفة الحزم» تواجهها السلطات الإيرانية بإجراءات أمنية قالت إنها كانت ترغيبية وترهيبية في آن.

فبعدما أفيد عن إستدعاء قادة العشائر العرب في الأيام القليلة الماضية وأغدقت عليهم الوعود بتحسين الأوضاع الإقتصادية والمعيشية للمنطقة كانت وحدات أخرى من القوى الأمنية تقوم بإجراءات امنية قادت الى توقيف قادة التحركات والتظاهرات في المنطقة بتهمة الإساءة الى امن المحافظة.

وكلّ ذلك جرى على وقع ترحيب رئيس «حركة النضال العربي لتحرير الأهواز» حبيب جبر الذي رحب بالإعلان عن «عاصفة الحزم» باعتبارها خطوة أعادت الروح الى العرب في كلّ مكان. وعلى قاعدة أنّ الملك سلمان بن عبد العزيز لم يتخذ القرار من أجل محاربة «عصابة الحوثي» في اليمن فحسب، بل لإيقاف مشروع التوسع الإيراني في المنطقة العربية وإجهاض حلم الإمبراطورية الفارسية.

على هذه الخلفيات يتوقف الكثير عند ما هو متوقع في المواجهة المفتوحة بين السعودية وإيران. ويبقى أنّ كلّ ما هو متوقع على الساحات العربية والإسلامية ما زال محظوراً في لبنان. لكنّ السؤال المطروح: هل الضمانات كافية لتحييد الساحة اللبنانية ما لم يلاقها اللبنانيون بما يعزّزها من الداخل؟

فسقف الخطاب الذي اطلقه وزير الداخلية نهاد المشنوق اوّل أمس وما هو منتظر من خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله غداً لا يوحي بانّ شيئآ ما سيتغيّر مهما إشتدت المواقف وارتفعت معها العصبيات. لكنّ الدعوة واجبة طالما أنّ باب المفاجآت مفتوح على كلّ الإحتمالات. والله يلطف!