وضوح الصورة الكاملة لعملية اغتيال الناشط لقمان سليم لم تكتمل قبل أن تستكمل الأجهزة الأمنية التي انكب أكثرها على إجراء تحقيقات من خلال جمع الأدلة والمعطيات والدخول على مسار الإتصالات التي أجراها سليم أو التي تلقاها عبر هاتفه الجوال الذي عثر عليه على بعد 300 متر من المنزل الذي كان موجودا فيه قبل اغتياله والبحث في داتا الكاميرات إن وجدت بسبب خلو المنطقة من أي عمران.
في سياق عملية الاغتيال يقول أمني رسمي سابق : «إن الهدف وطبيعة الإستهداف وآليته ومكان الإستهداف لا توحي بأن حزب الله هو من نفذ عملية الاغتيال لأن المغدور هو من مناهضي حزب الله منذ سنوات والمنطقة التي تم فيها إغتياله هي منطقة محسوبة على حزب الله وحركة أمل جغرافيا واجتماعيا، ولو فرضنا أن حزب الله ينوي تصفية لقمان (وهذا أمر مستبعد كليا) كان حريٌ به بما يملك من إمكانيات ضخمة أن ينفذ هذه العملية في منطقة أخرى تبعد عنه الشبهة ، ولأن حزب الله يدرك بأن البعض في لبنان سيسارع إلى اتهامه فمن المستبعد أن يكون حزب الله وراء ارتكاب الجريمة، وبالرغم من ذلك ومع شيوع خبر اغتيال سليم سارع بعض اللبنانيين الذين استضافتهم بعض الشاشات العربية والمحلية والعديد من مواقع التواصل الاجتماعي إلى اتهام حزب الله بارتكاب الجريمة علمًا أن حزب الله من تاريخ تأسيسه حتى اليوم لم يقم بأية عملية أغتيال سياسي أو غير سياسي بالرغم من تحامل العديد من خصومه السياسيين وغير السياسيين ومنتقديه على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي واتهامه بالعديد من القضايا في لبنان، وآخرها حادث انفجار المرفأ، وأحيانًا كثيرة لم يقتصر الأمر على الإنتقاد والإتهام بل تدنى ذلك إلى مستوى الشتم والسباب لأمينه العام وللعديد من مسؤولي الحزب وعائلاتهم والدخول على خصوصياتهم، والمغدور سليم منذ العام 2004 أسس جمعية مناهضة لحزب الله وهو يقيم في الضاحية الجنوبية منذ عشرات السنين كغيره من مئات المنتقدين لحزب الله وشاتميه من أبناء بلدته والمنتشرين في كل الجغرافيا الشيعية ، ولم يسيء إليهم لا بالقول ولا بالفعل، فمسارعة بعض وسائل الإعلام استضافة أشخاص يتميزون بحقدهم على حزب الله وسلاحه الذي ركع به العدو الإسرائيلي، فقط من أجل اتهام حزب الله بالوقوف وراء عملية الإغتيال قبل أن تبدأ الأجهزة الأمنية بجمع الأدلة ولملمة المعطيات وهذا إن دل على شيء يدل على رغبة هؤلاء بتجهيل الفاعل الحقيقي كما حصل في العديد من عمليات الاغتيال في لبنان منذ سنوات».
ولفت المسؤول الأمني السابق أن عملية إغتيال سليم فيها الكثير من أوجه الشبه بالشكل بعملية اغتيال الوزير الراحل بيار الجميل لجهة إحترافية وخبرة الجهة المنفذة وهذا ما ظهر من خلال رميهم هاتف المغدور على بعد 300 متر من المنزل الذي خرج منه قبل اغتياله ليصبح الهاتف في وسط عدة موجات لتقوية الإرسال، فيما الجريمة حصلت في منطقة غير مأهولة بالسكان وخالية من كاميرات الرصد والمراقبة.
وأمل المسؤول الأمني السابق أن توفّق الأجهزة الأمنية بالكشف السريع عن ملابسات الجريمة والوصول إلى الجاني الحقيقي والتي قد تكون شخصية مثلها مثل بعض الجرائم التي طالت سياسيين في السنوات السابقة.