هل عادت جبهة الإغتيالات إلى الواجهة من بوابة الجنوب تحديداً؟
من اغتال الناشط لقمان سليم؟ سؤال شغل الناس جميعاً، لا سيّما وأنّ توقيت اغتياله جاء في ظرف سياسي محلّي ودولي معقّد، وبالتالي السؤال يطرح نفسه، هل تمّت تصفيته لأجل التوظيف السياسي أو لأجل فكرة المعارضة؟ وهل عادت جبهة الإغتيالات الى الواجهة من بوابة الجنوب تحديداً؟
يبدو أنّنا أمام مرحلة جديدة، في الشكل والمضمون، وقد فتح اغتيال الناشط السياسي لقمان سليم في الطريق المحاذية لأوتوستراد الزهراني باتجاه صيدا، بين بلدتي العدوسية وتفاحتا بخمس رصاصات قاتلة، المواجهة على مصراعيها، بحيث صوّب الاتهام مباشرة على “حزب الله” في اعتبار أنّه معارض لدود لفكر “الحزب” ونهجه، ودأب منذ فترة على تأسيس جبهة معارضة في الجنوب اللبناني مناهضة للبيئة السائدة، تحت اسم جبهة أحرار الجنوب التابعة للجبهة السيادية المنضوي تحت لوائها لقمان. ولكن هل فعلاً ان “حزب الله” هو من قتل الناشط سليم، أم انه طابور خامس لخلق الفتنة؟
وقائع الإغتيال
لا شكّ في أنّ لاغتياله في هذا التوقيت، وفي منطقة تابعة أمنياً للثنائي الشيعي، دلالات ومضامين كثيرة، ولكن ماذا في وقائع الإغتيال أوّلاً؟
وِفق المعلومات، فإن لقمان سليم كان في زيارة عائلية لشقيقته رشا في مزرعة نيحا الواقعة قرب بلدة صريفا الجنوبية، وقد غادر المنزل باتجاه صور قرابة الثامنة والنصف مساء الأربعاء، غير أن الاتصال به فُقد. وبحسب شقيقته رشا، فقد حاولت الإتصال به لكن من دون جدوى، فاستعانت بتطبيق ICloud لتحديد مكان هاتفه الذي عُثر عليه على بعد 300 متر تقريباً من منزلها.
وبحسب المعطيات الأمنية، فإنّ عملية الإغتيال تمّت بُعيد منتصف الليل عبر إطلاق 5 رصاصات، 4 إستقرّت في الرأس ورصاصة في الظهر، وقد عُثر عليه صباحاً مضرّجاً بدمائه داخل سيارته بين بلدتي العدوسية وتفاحتا. وفي حين لم تتّضح بعد تفاصيل الحادث، تؤكّد معلومات أنّ تصفيته تمّت سريعاً ما يطرح جملة تساؤلات حول الأمر.
حتّى الساعة، لا تفاصيل واضحة حول الإغتيال أو الجهة المنفّذة، وإن كانت أصابع الاتّهام السياسي وجّهت باتجاه “حزب الله”، غير أنّ هناك فرضية أمنية تشير الى احتمال وجود طابور خامس نفّذ الإغتيال لإحداث فتنة داخلية في البلدة، ولحشر الحزب في الزاوية.
وبانتظار ما ستتكشف عنه التحقيقات التي يتولّاها مدعي عام الجنوب القاضي رهيف رمضان الذي كلّف فرع المعلومات بإجراء مسح كامل للكاميرات لمعرفة المسار الذي سلكته سيارة لقمان قبل اغتياله، وبتفريغ داتا هاتفه الخلوي وتحليلها، فإنّ ردّات الفعل على الاغتيال كبيرة.
فالناشط حسين عطايا أكّد لـ”نداء الوطن” أنّ “عملية الإغتيال سياسية”، وإن كان لا يستبعد “وجود طابور خامس وراء العملية”، بيد أنه “يترك الموضوع للقضاء لكشف الجناة”، لافتاً الى أنّ لقمان كان محبوباً، وبالرغم من كلّ التهديدات التي تلقاّها سابقاً لم يكن يخاف، بل كان يسمّي الأمور بمسمّياتها”، ويؤكّد عطايا “أنّ هناك رسائل عديدة ترشحــ من خلــف الإغتيــــال وهي ترهيب المعارضين الشيعة المناوئين لخطّ الثنائي، وتقييد فكرهم، والإغتيال يصبّ في هذه الغاية”، لافتاً الى “أنّ هناك تحرّكات سوف يتمّ الإعلان عنها لفضح خيوط الجريمة وكشفها”، مشدّداً على مقولة “أنّ قدر الأحرار إمّا الموت أو الحرّية”.
ممّا لا شكّ فيه أنّ اغتيال الناشط سليم خلّف تخوفاً في صفوف الأوساط الشعبية، في ظلّ الأزمة القائمة في البلد، وبالطبع ستكون له إنعكاساته على الساحة الداخلية، وهذا ما يؤكّده الناشط محمود شعيب الذي يستنكر الجريمة النكراء مؤكّداً لـ”نداء الوطن” أنّ “اغتيال لقمان سليم جريمة لا يمكن إدراجها ضمن الاغتيال السياسي، وإنما ربّما تمّ عبر طابور خامس لتوجيه الاتهام صوب الحزب للضغط عليه”، ولا يستبعد شعيب “أن يتمّ استثمار دم لقمان في خلق فتنة داخلية وهذا ما يجب التنبّه له”.