تحوّل قانون الانتخاب الجديد في لبنان الى فيلم لبناني طويل حافل بالاثارة والتشويق والرعب، بينما العرض مستمر ل المسلسل الأميركي الطويل في المنطقة العربية بصفة خاصة، وبمواصفات أعظم اثرا. واعتبارا من اليوم سينتهي زمن التكهنات، ولن يطول ظهور الحقيقة العارية بالمعنيين الحقيقي والمجازي! سوى ساعات معدودة، وينكشف كل شيء… ويا خبر اليوم بفلوس وبكرا ببلاش! ومنذ المشهد الاول من الفيلم الانتخابي كنا من المؤمنين بأن البلد سيشهد ولادة قانون جديد لا محالة، مهما عرقل المعرقلون، وتذاكى المتذاكون، وناور المناورون!
***
سر هذه الثقة الزائدة بحتمية وجود قانون جديد للانتخابات، يعود بالدرجة الاولى الى ان طاقة تحمل الشعب اللبناني شارفت على النفاد، وان غالبية من النخب الثقافية والسياسية تعتقد ان وجود مثل هذا القانون المتقدم على القانون السابق، من شأنه أن يفك اسر النظام المتهالك ويفتح أمامه الباب للخروج الى رحاب التجدد والاصلاح. وان غالبية من قادة المكونات السياسية والاجتماعية في لبنان باتت مقتنعة بأن دوام الحال من المحال. وأولا وأخيرا، فمن مصلحة العهد الجديد أن يبدأ الاصلاح بقانون انتخاب اصلاحي جديد…
***
الوقت ليس مناسبا الآن للتوقف عند الأسباب التي أدت الى المناخ المحتقن الحالي، وتحديد المسؤولية، ومحاسبة الجهة او الشخص الذي أوصل البلد الى هذه الحالة، إما بسبب عبقريته المفرطة وإما بسبب نزقه الرفيع! ومع ذلك، فان المحاسبة الحقيقية ستجري في صناديق الاقتراع وفقا للقانون الجديد! وليس من العسير التكهن منذ اليوم بأن نتائج الانتخابات ستحمل في بعض فصولها مفاجآت غير سارة، لبعض الذين حملوا السلّم بالعرض طويلا، وسيحل الوقت لحمل السلّم بالطول ليتمكنوا من النزول عن أعلى الشجرة!