ترقّب لزيارة أكثر من وزير خليجي الى لبنان لمواكبة عودة الرعايا لإحياء موسم الصيف
تدور الاتصالات الرئاسية والسياسية على ضرورة إنجاز الموازنة التقشفية في أقرب وقت ممكن وحيث عُلم أنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ونظرًا للأوضاع الاقتصادية الصعبة فإنّه لن يتساهل في إطالة جلسات مناقشة الموازنة، بمعنى أنّ الإطلالات الإعلامية المباشرة والتي درج عليها المجلس تستهوي عددًا كبيرًا من النواب ولذا فإنّ بري وفي خضم هذه الأوضاع والظروف الراهنة سيسعى لتكون مناقشة الموازنة سريعة ومجدية كي تنطلق الحكومة إلى العمل وأن لا تكون في هذه المرحلة أي عوائق تحول دون انكباب الحكومة على معالجة كل الملفات وإعطائها فرصة من قبل المجلس النيابي لترجمة ما تمّ إنجازه على صعيد التقشف في كل القطاعات والمرافق وبعدها يبنى على الشيء مقتضاه.
وبمعنى أوضح ثمة أجواء من معظم الأفرقاء السياسيين بأنّه في الوقت الحالي لن تبرز معارضة على حجم المعارضات السابقة للحكومة بدايةً الجميع يقر بأنّ كل الأفرقاء السياسيين المؤثرين ممثلون في الحكومة الحالية، تاليًا إنّ الظروف الاقتصادية والاجتماعية الحالية لا تسمح بمجرد المعارضة من قبل الشروع في ترجمة ما تمّ التوافق عليه على صعيد الموازنة أي إعطاء الحكومة فرصة وأقلّه ثلاثة أشهر إضافةً إلى أنّ ثمة موسماً سياحياً على الأبواب وأي اشتباك سياسي أو معارضة فذلك سيؤثّر سلبًا على هذا الموسم بعد ورود معلومات بأنّ الحجوزات الخليجية هي الأكبر على صعيد الموسم السياحي منذ سنوات طويلة، ولذلك يجب استثمار هذا الموسم لما يشكّل من دورة اقتصادية متكاملة، ولا تستبعد مصادر مواكبة أن يأتي أكثر من وزير خليجي إلى لبنان في وقت قريب للتأكيد على أنّ الرعايا الخليجيين عائدون إلى لبنان.
وفي مجال آخر، لا تستبعد مصادر سياسية مطلعة أن تهدأ المساجلات السياسية في هذه المرحلة لتمرير الموازنة وموسم الاصطياف ومن ثمّ إتاحة الأجواء المؤاتية لمؤتمر سيدر وسائر الإنجازات التي تحقّقت في بروكسل وسواها، إضافةً إلى أنّ هناك حديثًا يجري حول ترتيب الأوضاع بين حزب الله والنائب السابق وليد جنبلاط من خلال أكثر من جهة سياسية مقربة من الطرفين ولاسيما من قبل رئيس المجلس النيابي حيث عُلم أنّ الأخير يقوم بدور في هذا السياق بدايةً للتهدئة ووقف المناكفات والحملات بين الطرفين ومن ثمّ عقد لقاء بين قيادتَي الحزبين لتنظيم الخلافات بينهما.
وفي المقابل، فإنّ لبنان الذي تعوّد أن يبقى يعيش حالة حذر أمام الاستحقاقات التي يعوّل عليها بداية كل صيف من خلال عودة المغتربين والخليجيين والمصطافين، فهو يواكب ويتابع ما يجري في المنطقة من متغيرات وتحولات لأنّها تشكل له عامل قلق ومخاوف وخصوصًا ما يجري حول التحضير لصفقة القرن والتي سيكون لها أثرها البالغ على صعيد المخيمات الفلسطينية والواقع اللبناني بشكل عام، ناهيك عن قضايا أخرى، وعلى هذه الخلفية فهناك متابعة من قبل المسؤولين اللبنانيين بغية تجنيب الساحة اللبنانية أي خلافات في هذه المرحلة أمام دقة الظروف الإقليمية والدولية.
ويبقى أخيرًا أنّ العامل الأساسي حاليًّا يتمثّل في إنقاذ الوضع الاقتصادي والمالي في إطار المساعي الآيلة للخروج من هذه الأزمات المتلاحقة والتي باتت تشكّل عامل خطر على الاقتصاد اللبناني والجميع يترقب كيفية التوصل إلى المخارج من خلال ما يحكى عن سلسلة تدابير وإجراءات حازمة وتقشفية وأخرى لم يُعلن عنها بعد، وعندها يبنى على الشيء مقتضاه، الأمر الذي ستظهر معالمه خلال الأيام القليلة المقبلة وحيث يصف أحد الوزراء المرحلة بالحساسة فالحكومة تسعى لموازنة تحظى بإجماع سياسي وأيضًا لا تكون موجّهة ضد الطبقات الشعبية والمتوسطة وكل الأمور تؤخذ بالحسبان لكن ثمة بعض التدابير التي قد تكون مؤلمة نوعًا ما إنّما المرحلة الراهنة تقتضي ذلك نظرًا لحجم الانهيار الذي وصل إليه البلد والذي بات يهدّد كيانه على كل المستويات.