IMLebanon

تضييع الوقت… طريق الى الكارثة؟!

 

هناك تطابق في المواقف بين حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ورئىس مجلس النواب نبيه بري على أن تضييع الوقت، امّا بكسل المسؤولين وعدم جدّيتهم في معالجة القضايا الملّحة، وامّا بالنزاعات بين الكتل والوزراء، ما يحول دون تسريع الاستفادة من الوقت لاطلاق قطار الاصلاحات المطلوبة في مؤتمر سيدر، ولخفض العجز في الموازنة الى مستويات مقبولة، قبل ان تصل البلاد الى الانهيار الاقتصادي والمالي الكامل، بحيث يصبح أي تدبير، غير ذي فاعلية.

 

كان الهدف الأساس لبدء ورشة انقاذ لبنان، تشكيل الحكومة بسرعة، ولم يتحقق هذا الهدف الاّ بعد ثمانية اشهر وصلت فيها البلاد الى منتصف طريق الانهيار، وعندما تشكّلت الحكومة، توقف الانهيار ولكنه لم يتراجع، وبسبب تضييع الوقت ومن دون سبب معقول، إنهار توقف الانهيار، ولا نسمع حالياً سوى صفّارات الانذار محذّرة بأن الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية اصبحت في دائرة الخطر الشديد، ولذلك تنادى الصناعيون الى اعلان حالة طوارىء صناعية، ولن يتأخر المزارعون لاعلان حالة طوارىء زراعية، وسبق وارتفعت اصوات لاعلان حالة طوارىء بيئية، وكهربائية ومائية، ومع ذلك بقي مجلس النواب، وبقيت الحكومة، يعملان على المازوت، دون أن يلاحظ احد من المسؤولين ان سفينة الدولة بدأت بالغرق.

 

خبراء في الاقتصاد، أكدوا ان المعالجة ما زالت ممكنة، بشرط وقف التنظير و«العلل» والبدء بالعمل، وخصوصاً بانجاز الموازنة بسرعة، مع تخفيض بالعجز يتجاوز الواحد بالمئة.

 

من غير المقبول ان يتحوّل موقف حزب القوات اللبنانية من خطة الكهرباء، الى نزاع واتهامات، فلكلّ فريق له رأيه وموقفه يفترض احترامهما، وفي نهاية الأمر هناك مجلس وزراء هو الذي يبّت بسلامة الخطّة أو عدمها، وهذا هو العمل الصحيح في دولة تتبع النظام الديموقراطي، واذا كانت الخطط الأخرى ستواجه بالطريقة ذاتها «فقمح راح ياكل اللبنانيين».

 

****

 

الوضع الثاني المستعصي هو، كيف يمكن اعادة النازحين السوريين الى بلادهم، واذا كانت هذه العودة مستحيلة في المدى المنظور، وفق المواقف الدولية والمحلية، لا بدّ عندها من تشكيل لجنة طوارىء لبنانية، تدرس خططاً تمنع النزوح السوري من تدمير اوضاع لبنان الاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية والصحية والأمنية، بانتظار حلول ساعة عودتهم الى بلادهم، واذا كان صحيحاً ما كشفه الوزير السابق وئام وهّاب وهو المقرّب من النظام السوري، بأن سوريا تمرّ بفترة بالغة السوء اقتصادياً واجتماعياً ومالياً، واذا لم تسارع الدول العربية والاوروبية الى بدء ورشة الاعمار في خلال اشهر قليلة، فان اكثر من مليون سوري سينزحون الى الدول المجاورة ومنها لبنان، وعندها ستكون الكارثة الكبيرة على لبنان.

 

ايام صعبة تنتظرنا ايها المسؤولون.