Site icon IMLebanon

الضياع حتى اشعار اخر؟!

ماذا جرى في مؤتمر الحوار الوطني، باستثناء الكلام في العموميات حيث لا اشارة الى بحث موضوع الرئاسة الاولى، ولا اشارة الى بحث موضوع سلاح حزب الله، ولا اشارة الى بحث ملف الانتخابات النيابية والبلدية والاختيارية اضافة الى ملف النفايات، وما اذا كان من غطاء لاستمرار الازمة في الشارع، على رغم مخاطر الفلتان وامكان تحوله الى صراع امني قد يتطور الى نزاع سياسي غير محمود العواقب؟!

الــ »ماذا« تكاد لا تنتهي لكثرة التعقيدات على الساحة اللبنانية، لاسيم بالنسبة الى موضوع الفراغ الرئاسي المتمثل بعدم الحضور الى مجلس النواب، على رغم وجود اكثر من مرشح واحد اولهم رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون، وثانيهم رئيس تيار المردة النائب  سليمان فرنجية وثالثهم مرشح الحزب التقدمي الاشتراكي – اللقاء الديموقراطي النائب هنري حلو، لكن الثلاثة ظهروا عاجزين عن تأمين النصاب لجلسة الانتخاب وكأن الامور محسومة سلفا بأن لا حاجة الى رئيس للجمهورية من بين الثلاثة المار ذكرهم، من غير معرفة الاسباب، باستثناء تحديد عقدة سلاح حزب الله؟!

ويقال في هذا المجال، ان حكومة الرئيس تمام سلام عاجزة تماما عن الخوض في موضوع السلاح قبل ان تتوضح الرؤية الى الحرب الدائرة في سوريا والعراق واليمن حيث مشاريع الحرب تتصدر كل ما عداها من كلام على امكان الوصول الى حلول ترضي المحيط والعالم، لاسيما ان الكبار غير متفقين على اي مسعى يفهم منه ان الاميركيين  في هذا الوارد مثلهم مثل روسيا الاتحادية فضلا عن بقية الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن، ما يعني ان الامور الحربية لن تتوقف قبل تفاهم الكبار  على ما يفهم منه، من سيرث تركة نظام بيت الاسد في سوريا، وهكذا بالنسبة الى مصير التركة في العراق ومثلها في اليمن!

كما يقال ان نسيج الحل في سوريا لا بد وان يحصل على خلفية التفاهم بين الكبار على من سيرث بشار الاسد، وطريقة توزيع المغانم، من غير حاجة الى مقاربة ما تريده إيران في سوريا والعراق  ولبنان، باستثناء ترك بصمات سياسية – مذهبية في آن، خصوصا ان حزب الله مرشح بدوره لان يكون له نصيب في مرحلة ما بعد الاسد الا في حال كان اتفاق بين الكبار على »ضبضبة سلاحه« وعودته الى لبنان على امل الاستمرار في معزوفة محاربة اسرائيل التي تقع في هذه الايام في خانة التجاهل »لعدم قدرة حزب الله على فتح معركة اثبات وجود معها«!

هذه المعادلات من شأنها الاستمرار في منهجية الحرب ان كان في »سوريا الايرانية – الروسية« او في اطار  الحرب الدائرة في كل من العراق واليمن وهي محسوبة بدورها على ما تمارسه ايران من مشاركة ودعم، فيما يغيب الدور الاميركي – الاوروبي المجير لمصلحة بعض الدول العربية التي تعاني بدورها من اهتزازات سياسية – امنية غير قادرة على  تخطيها، ربما لان تدخلاتها الخارجية قد سمحت لها بتغيير البوصلة، كي لا نقول انها باتت تفهم حقيقة الاوضاع الحربية من دون ان يكون لها دور في مجال  ضبط الاداء العسكري للروس وللايرانيين ولحزب الله في وقت واحد؟!

الموضوع الاهم من كل ما عداه، هو مصير العملية غير الايجابية في المنطقة وانعكاسها على لبنان لجهة عدم قدرة الداخل على حسم معركة رئاسة الجمهورية  قبل ارضاء حزب الله وقوى 8 اذار كي يتأمن النصاب النيابي لجلسة انتخاب  الرئيس، في حال تمسك حزب الله بوجهة نظرة المقاطعة لجلسة الانتخاب، بما في ذلك تضييع النصاب،  قبل ان يحسم رئيس مجلس النواب نبيه بري رأيه وكتلته في المشاركة في جلسة الانتخاب والنزول الى مجلس النواب على امل تخطي عملية عدم توفر النصاب؟!

وفيما توحي المعلومات بأن حزب اللع غير مرشح لان يغير رأيه ومعه كتلة الرئيس بري وبقية قوى 8 اذار، فان جلسة انتخاب الرئيس العتيد لن تنجح في المستقبل المنظور، اقله قبل ان تتوضح الرؤية الى ما يفهم منه حق لبنان بأن يكون له رأس لان الحال الحكومية مخيفة ولا تبشر بانفراج قريب، خصوصا ان طريقة تصرف بعض الوزراء توحي وكأن هناك رغبة ببقاء الشلل مخيما على عمل مجلس الوزراء وهذا الشلل تحصيل حاصل طالما بقيت الامور مرهونة بما هو حاصل في سوريا خصوصا والخارج عموما؟!