IMLebanon

ضاعت ولقيناها!

مَنْ منّا لم “يستقتل” لإنقاص وزنه في مرحلة ما من حياته، فلم ينجح؟ مَنْ لم يلجأ الى ممارسة الرياضة، أو اتباع حمية غذائية قاسية، للتخلّص من بضعة كيلوغرامات زائدة، لكنها كانت أعند من كل الخطط المرسومة للنيل منها؟ حسناً. بات الحلّ موجوداً، وهو أكثر سهولة مما كنتُ أتوقّع وتتوقعون، وخصوصاً لنا نحن اللبنانيين. اذ اكتشف أحد العلماء أخيراً أن أنجع حمية لإنقاص الوزن هي… التشاؤم. لا بل كشفت الدراسة المذكورة أن الافراط في التفاؤل يضرّ بقدراتنا في التزام حمية محددة، اذ انّ للطبع المتفائل على ما يبدو دوراً محفِّزاً في إضفاء مناخات إيجابية على الحياة اليومية، في البيت والعمل، وتالياً من شأنه “موضوعياً” أن يزيد الوزن، بسبب موجة الحبور والانتشاء التي قد تعصف بالمرء المتفائل فتحمله على الاسترخاء، وربما على تقليل “الرقابة” والإفراط في تناول الطعام المليء بالسعرات الحرارية. هذا على نقيض الاحساس بالسلبية، الذي قد يكون له تأثير إيجابي في خفض الوزن.

طبعاً، ليس لي رأي علمي أبديه في هذا الشأن، لكني أعرف بالخبرة أنه صحيح مئة في المئة. أنا نفسي عشتُ هذا الواقع واستخلصتُ النتيجة ذاتها التي توصل اليها العالم المشار إليه أعلاه. لا أعرف ما هي النتائج الاخرى الموازية، الصحية والنفسية، استناداً الى طبع مماثل، لكن ما أعرفه بالتأكيد أن أصدقاء وصديقات لي عرفوا هم أيضاً أحوالاً كهذه تسببت لهم بضمور في الصحة النفسية، انعكس خفضاً واضحاً في الوزن.

فهل يكون الحلّ لمشكلة الزيادة في الوزن، في “ممارسة” التشاؤم يا ترى؟! هذا احتمال من شأنه أن يجعلنا نصيب “عصفورين بحجر واحد” كما يقول المثل: فمن جهة نجتنب السمنة الزائدة، ومن جهة ثانية نجتنب أكثر الأمراض تفشياً وإيلاماً في لبنان والعالم العربي في زمننا الحالي: خيبة الأمل.

التهكم في هذا الباب قد يفيد أيضاً. التهكم، حكماً، يترافق مع التشاؤم في لبناننا العظيم، لإحلال شيء من التوازن وللتنفيس عن المكبوتات، وإلا لانتحر جميع مواطني هذا البلد المنحوس.

فلنتوافق إذاً على القول إنه بالتشاؤم، يمكننا أن نخفض أوزاننا. ولأكرّر: بهذه الطريقة لا نحمي أنفسنا من الصفعات والفقسات فحسب، بل نصير شعباً لبنانياً واحداً موحّداً نحيفاً محسوداً من شعوب العالم أجمع على لياقته البدنية العالية.

التجربة “بلاش” يا صديقاتي وأصدقائي، فماذا تنتظرون؟ أصلاً، كل واحد منا في هذا المجال “ما تهزّو واقف ع شوار”. هيّا نتجهّم.