الجلسة العشرون لانتخاب رئيس للجمهورية ستنتهي كما سابقاتها، بلا «دخان أبيض». الأرجح أن يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري مرات عدة أخرى من دون نتيجة. ينقل زوار عين التينة، عن الرئيس بري «انه لأول مرة حصل اللبنانيون على جائزة كبيرة هي «لبننة» انتخاب رئيس الجمهورية وخسروها. كان باستطاعة الأفرقاء اللبنانيين انتخاب رئيس للجمهورية كما يريدون بمجرد اتفاقهم وتوافقهم لكنهم لم يتفقوا. فأصبح انتخاب الرئيس مرتبطاً بالخارج وبالأزمات المفتوحة في المنطقة وبـ«الروموت كونترول«. يضيف الزوار، «أن مسحة من الحزن دون الانزلاق نحو اليأس تظهر جلية على وجه الرئيس بري، خصوصاً أن الحل ما زال بعيداً والفراغ مستمر مع كل ما يحمله من محاذير وربما أخطار خصوصاً وأن المناطق المشتعلة المحيطة به أكثر من واحدة، وأبرزها في سوريا«.
معايشة الخطر صعبة لكنها ليست مستحيلة، يتابع هؤلاء الزوار، «أن من ركائز هذه المعايشة ضرورة متابعة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ومعه مجلس الوزراء العمل الذي نجحوا فيه حتى الآن وأن لا تتحول الخلافات الى ألغام تنفجر فتعطل كل شيء«. الرئيس سلام «نجح ويمكنه النجاح طالما أنه يعمل تحت سقف الدستور. صلاحيات رئيس الجمهورية محددة بوضوح في المادة 53 من الدستور. رئيس الوزراء يمارسها كما هي منصوصة، فما مسموح له تنفيذه واضح مثل ما هو محصور للرئيس محدّد بالنص، ولا يمكن مخالفته مثل العفو الخاص. لذلك يمكن القول ان آلية العمل لمجلس الوزراء محددة ولا داعي لاستنباط آلية جديدة. آلية موجودة في المادة 65 من الدستور. توجد مراسيم تصدر بموافقة الأغلبية من أعضاء المجلس أي النصف زائداً واحداً، وأخرى لا يمكن صدورها إلا بأغلبية الثلثين. إذاً العمل بهذه الآلية دستوري مئة بالمئة«. يمتد النقاش حول صلاحيات رئيس الوزراء، نحو الدعوة للدورة التشريعية لمجلس النواب، فهذه الدعوة من الأفضل أن تصدر بحسب الآلية المنصوص عنها في الدستور بدلاً من أن يدعو إليها رئيس مجلس النواب بعد مرور 40 يوماً.
الدعوة الى الحوار دعوة صدرت من عين التينة لذلك يتابعها الرئيس نبيه بري كل يوم وبدقة. يبدو الرئيس برّي كما ينقل الزوار مطمئناً وواثقاً بأن «قطار الحوار انطلق وهو مستمر«. خطاب الرئيس سعد الحريري أكبر دليل على ذلك. الخطاب كما ينقل الزوار عن برّي: «تحت سقف الحوار وضرورة متابعته. لذلك لا قلق. فالسيد حسن نصرالله سيكون كذلك (وهو ما كان عليه الحال في خطاب السيد حسن نصرالله أمس)، وما ذلك إلا لأن الحوار في ظل الفراغ الرئاسي وعدم ظهور علامات على الخروج منه هو المنقذ من الفراغ. لأن لا شيء مضموناً مع كل ما يجري من حروب في المنطقة».
يؤكد الزوار أنفسهم: «أن الرئيس بري يتابع بدقة كل شاردة وواردة من تفاصيل اليوميات اللبنانية، سواء مباشرة من المعنيين بها، أو بالتقارير التي تصله مباشرة ومن دون تأخير. من الطبيعي أن يكون الجنوب في المركز الأول من اهتمامات الرئيس برّي، لأن الجنوب هو الخاصرة القوية والضعيفة في وقت واحد للبنان. من ذلك ان قضية أمن المخيمات الفلسطينية خصوصاً مخيم عين الحلوة أساسية. حتى الآن يبدو هذا المخيم الأكثر حساسية لأنه مليء بالألغام الخطرة خصوصاً بكل ما يتعلّق بالمنظمات الإسلامية التكفيرية. حتى الآن يبدو أمن المخيم ممسوكاً. ويقول الزوار إن الرئيس بري يشدّد على ضرورة عدم التراخي والاطمئنان حتى يستمر الامساك بأمن المخيم ضمانة لأمن الجنوب ومن ثم للبنان.
يؤكد زوار عين التينة أنه اذا كان الوضع صعباً، وان الأزمة معلقة على «الروموت كونترول» الخارجي للخروج من الفراغ، فإن القوى اللبنانية المختلفة باستطاعتها المساهمة في التخفيف من الضغوط داخلياً، حتى لا يحصل أي انزلاق نحو الأسوأ، لبنان بغنى عنه.