IMLebanon

حبّاً بعلي أو نكاية بمعاوية

… وكان عونك من: «… الله والحكيم وبسْ»…

… وكان تبادل التحايا والهدايا والمبادرات بين القطبين الأكبرين لقوى 14 آذار.

مبادرة الرئيس سعد الحريري أُطلقَتْ بواسطة كاتم الصوت، ومبادرة الدكتور سمير جعجع أُطلْقَتْ تحت وقع الصدى المدفعي.

تجرَّأ الدكتور جعجع ورشّح العماد ميشال عون للرئاسة، وكأنه رئيس ظلّ، تلا باسمه برنامجه الإنتخابي مكرّساً بالوصايا العشر المستقاة من ورقة «إعلان النيات» وقد طُليَتْ بصناعة منمّقة توشّي المواقف الخلافية والإستراتيجية الحادة بين من ينادون بلبنان أولاً ومن يربطون لبنان بأذناب الخيل الشاردة في الصحراء.

أما الخلاف الماروني – الماروني فقد ختم الله عليه بلسان العماد عون «بأن لا ننساه حتى لا نكرّره»… وحتى لا ننسى أن إحدى الوصايا العشر تقول: لا تقتل.

وإذا شئنا أن نذْكرهُ حتى لا نكرره نذكِّر: بأن عهد الرئيس أمين الجميل كان حافلاً بازدواجية الخلافات والإتفاقات بين «العماد والحكيم» ولا سيما عند دنو الإستحقاق الرئاسي سنة 1988 فكان اتفاق على إقصاء أي مرشح آخر عبر تسريب برقية إستخاراتية الى الرئيس حافظ الأسد خلال اجتماع ضمَّه والرئيس أمين الجميل.

ثم كان ذلك الإجتماع الأشهر في قصر منصور برئاسة الرئيس الحسيني وحضور الرئيس سليم الحص حين كُلِّف العماد عون مواجهة القوات اللبنانية تأميناً لمساحة أمنية تسمح بإجراء الإنتخابات الرئاسية، لو لم يتم يومها إحباط تلك المواجهة.

وكان اتفاق بعد خلاف على اختيار الفوضى بديلاً من انتخاب النائب مخايل الضاهر.

وكان اتفاق على مضض عند تعيين العماد عون رئيساً للحكومة بهدف مواجهة الرئيس الجميل ومن ثم تهجيره الى باريس.

وكان من بعد، اتفاقٌ قسري على خوض معركة عسكرية عبر توحيد القصف المدفعي ضد القوات السورية، وما لبث أن تحول القصف المدفعي الى مواجهة ذاتية وحروب إلغاء.

أذكر بعض هذه المحطات تجاوباً مع ما أعلنه العماد عون، وأتوخاها زاجراً يحمّل قطبي إتفاق «معراب» مسؤولية أي نسيان يؤدي الى تكرار ما عليه يتواجهان، ولا سيما أن الإتفاق الجديد يحمل تعارضات أساسية بدا معها عون وجعجع كأن كلاًّ منهما نصفه في 14 آذار ونصفه الآخر في 8 آذار، مع كل ما يتداخل بين الجبهتين من تناقض وطني وسياسي وأمني وخارجي ومذهبي.

إنه اتفاق يحتّم على كل منهما أن يستقطب نصفه الآخر الخلفي من أجل اكتمال الأفراح بالزواج الماروني الموعود، حتى لا يكون زواجاً بالمتعة، وحتى لا يفسّر الأمر بالمثل الرائج: ليس حباً بعلي بل نكاية بمعاوية.