Site icon IMLebanon

حوار لودريان يسابق حوار “الحزب” و”التيار”

 

لم يكن اجتماع الدول الخمس في الدوحة كافياً لبلورة تحرك الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في زيارته الثانية إلى لبنان ولا سيما لجهة الطرح الحواري الذي سيحمله معه، وقالت مصادر فرنسية إنّ لودريان قرر استكمال محادثات الدوحة من خلال محادثات ثنائية يجريها في كل من الدوحة والرياض والقاهرة في الأيام القليلة المقبلة، وهو بانتظار تحديد المواعيد مع المسؤولين المعنيين في الدول الثلاث.

 

وقالت هذه المصادر إنّ لودريان سيعود في ختام محادثاته هذه إلى باريس لإطلاع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على نتائجها على أن يجري نقاشاً في الصيغة المقترحة للمبادرة الفرنسية وهي القائمة على الحوار. فهل سيكون هذا الحوار جماعياً أم ثنائياً؟ علماً أنّ الدعوة إليه من قبل الموفد الفرنسي قد تكون باسم الدول الخمس.

 

وانطلاقاً مما سبق فإنّ عودة لودريان إلى لبنان لن تكون مرتقبة هذا الأسبوع ولكنّها وبحسب المصادر الفرنسية ستحصل قبل نهاية الشهر الجاري، نافيةً أن تكون هناك أي أسباب أخرى للتأخير.

 

وسط كل ذلك لا يبدو أيضاً أنّ الحوار بين «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» قد أسفر عن أي جديد رغم الحديث العوني عن أنّ «الحزب» أصبح مقتنعاً بعدم القدرة على إيصال فرنجية إلى قصر بعبدا، وأنّ الحديث عن طلب لائحة مرشحين من النائب جبران باسيل يرضى عنها سليمان فرنجية لا يعدو كونه مناورة، الهدف منها القول إنّ «الحزب» يراعي حليفيه اللدودين.

 

وقال معنيون بالملف الرئاسي إنّ تخلي «حزب الله» عن فرنجية سيصعّب عليه المهمة الرئاسية أكثر فأكثر لأنّ عليه عندها أن يختار مرشحاً يوافق عليه باسيل وفرنجية، كما أنّ عليه أن يوزّع عليهما وبالتساوي المناصب المسيحية الحساسة. وقبل كل ذلك من هو المرشح الذي سيقبل بأن يكون أداة في يد «حزب الله» و»العونيين» و»المردة»؟ وأن يكون رئيس الصورة التي تعلق في الإدارات الرسمية؟ رغم أنّ هكذا مرشحين يتواجدون على الساحة الداخلية وفي محور الممانعة بالتأكيد، ولكن شخصية كهذه قد لا تتمكن من تأمين نصاب انتخابها لأنّ من يتحمل ولو الجزء اليسير من إنقاذ البلد لن يقدم على هكذا جريمة تطيح ما تبقى من هوية لبنان وحضوره.

 

وكشف هؤلاء المعنيون أنّ الحوار بين «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» ما زال في مرحلة الحذر رغم أنّ عناوينه ليست سياسية مستجدة لأنّ «التيار» أكد التمسك بورقة تفاهم 6 شباط، ولو أنها أثبتت فشلها واضعاً الأمر في خانة حسن النية في حين أنّ «الحزب» في المقابل لم يتقدم بأي تعهد سوى أنه على استعداد للكلام من دون أي التزام مسبق أو وعد نهائي.