Site icon IMLebanon

معلومات جديدة تشكك برواية مقتل لونا الشبل

 

“جنازتها المغلقة” في دمشق بدلاً من السويداء أثارت التساؤلات

 

 

في خضم سلسلة من الأحداث المثيرة للجدل والمحفوفة بالغموض التي تحيط بالنظام السوري، أفادت معلومات حديثة من مصادر في روسيا وأخرى من جهات المعارضة السورية بأن لونا الشبل، المستشارة السابقة لبشار الأسد، قد لا تكون فارقت الحياة في حادث سير كما أعلنت الرواية الرسمية في منتصف عام 2024. بل، على العكس من ذلك، انتقلت سراً إلى موسكو في خطوة تُعتبر جزءاً من الترتيبات المبكرة لنقل الأسد وعائلته إلى العاصمة الروسية. تأتي هذه المعلومات في وقت حساس للغاية من المشهد السوري، بعد الهروب المفاجئ لبشار الأسد، ما يفتح المجال لتساؤلات جديدة حول مصير الدائرة الضيقة المحيطة به .

 

 

 

الأسرار المخبأة

 

بحسب الرواية الرسمية، توفيت لونا الشبل نتيجة لحادث سير في دمشق، حيث تعرضت لنزيف حاد خلال نقلها إلى مستشفى الشامي في العاصمة. زُعم دفنها في جنازة مغلقة بمقبرة الدحداح في دمشق، بدلاً من مسقط رأسها في قرية عرى بالسويداء. هذا الغموض أثار العديد من التساؤلات، خاصة مع غياب كبار المسؤولين وعائلتها المباشرة عن الحضور، ما دفع الكثيرين للاعتقاد بوجود رواية بديلة. وفي وقت لاحق، أكدت مصادر روسية أن الحادث كان مجرد تغطية لعملية سرية بإشراف بشار الأسد لضمان انتقال الشبل إلى موسكو بعيداً عن الأنظار .

 

 

كان دور لونا الشبل في النظام السوري يتجاوز بكثير مجرد منصبها كمستشارة رئاسية. وفقاً لمصادر مقربة من عمار ساعاتي، القيادي في حزب البعث وزوج لونا الشبل، كانت الشبل تُعتبر من أقوى الشخصيات في الدائرة الضيقة للنظام، حيث كان يُطلق عليها لقب “السيدة الثانية” في أروقة السلطة، نظراً لنفوذها الواسع وقربها من بشار الأسد وزوجته أسماء الأسد. لعبت الشبل دوراً محورياً في صياغة السياسات الإعلامية والمالية للنظام، وكان لها دور بارز في تأجيج الأزمة السورية. كما كانت مسؤولة عن إدارة العديد من الملفات الحساسة والسرية، بما في ذلك إصدار أوامر للفرع 215 التابع للأمن العسكري، والذي يُعرف بتنفيذ عمليات مداهمة وتعذيب وحشي .

 

 

كشفت المصادر أن لونا الشبل لعبت دوراً محورياً في إدارة عمليات مالية معقدة ونهب موارد الدولة لدعم النظام، مما جعلها عنصراً أساسياً في الترتيبات المستقبلية للنظام، خاصة مع تزايد الحديث حول احتمالية انهياره. كانت الشبل مسؤولة عن الإشراف على الأموال الناتجة عن إنتاج وتجارة الكبتاغون، وتصديره عبر المرافئ البحرية السورية مثل اللاذقية وطرطوس وبانياس، التي كانت تستخدم أيضاً لتهريب المخدرات والبضائع المحظورة .

 

 

وأشارت المصادر إلى أن دور الشبل لم يقتصر على إدارة تجارة المخدرات فقط، بل امتد إلى التعاون مع شبكات دولية كبيرة في هذا المجال، مما مكنها من الحصول على الحماية وتعزيز نفوذها الإقليمي، فضلاً عن ضمان تدفق الأموال إلى خزائن النظام .

 

 

إضافة إلى ذلك، تعاونت الشبل مع دانا بشكور، مديرة مكتب أسماء الأسد، في تنفيذ عمليات ابتزاز ممنهجة استهدفت رجال الأعمال السوريين، حيث تم إجبارهم على دفع إتاوات ضخمة تحت مسمى “دعم الصمود والتصدي”. ومع أن هذه الأموال لم تُستثمر لتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد، فإنها كانت تُستخدم لتعزيز قوة ونفوذ عائلة الأسد .

 

 

 

تهريب الأموال والثروات المنهوبة

 

في ظل انهيار النظام، بدأت يتكشف المزيد من التفاصيل حول الفساد المستشري في أركان الحكم. تشير التقارير إلى أن ثروة عائلة الأسد تقدر بأكثر من 12 مليار دولار بحسب الخارجية الاميركية، إلى جانب كميات ضخمة من الذهب المسروق من البنك المركزي السوري. كانت لونا الشبل من بين المسؤولين عن تهريب هذه الأموال إلى الخارج، حيث استثمرت في عقارات فاخرة في موسكو وباريس ولندن، في محاولة لحماية أموال العائلة بعيداً عن الأزمات الداخلية .

 

 

بينما تتكشف هذه الحقائق المروعة، يبقى السؤال مفتوحاً: هل ستواصل موسكو استضافة بشار الأسد وعائلته، أم ستعيد تقييم مصالحها في المنطقة، ليحدث سيناريو مشابه لما وقع مع مصير يفغيني بريغوجين، قائد مجموعة فاغنر الروسية؟