IMLebanon

تمايز معراب والمختارة من جلسة الإنتخاب الى المشاركة في الحكومة

 

التعاون “على القطعة” في الملفات والإشتراكي لا ينخرط في الجبهات –

 

من لحظة انتصاره في الإنتخابات النيابية التي خرج منها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بأقل الخسائر الممكنة مزيحا من “طريق” نجله النائب تيمور جنبلاط النيابية رموزا درزية بسقوط طلال ارسلان ووئام وهاب والأنظار تتجه الى المختارة لمعرفة تموضعاتها واستكشاف أدوارها فالنائب السابق وليد جنبلاط غالبا ما يعرف بأنه بيضة قبان في الاستحقاقات ولم يتأخر هذا الدور في الظهور في جلسة انتخاب رئيس المجلس النيابي نبيه بري والذي أظهر فيه جنبلاط تمايزا عن المعارضة بحيث انتخب الرئيس بري المقرب من ٨ آذار وصوت للنائب غسان سكاف المحسوب على فريق ١٤ اذار لنيابة الرئيس .

 

مقاربة جلسة الإنتخاب الجنبلاطية كانت صادمة بالتصويت ونقيضه في آن والأسوا من ذلك كله الموقف “التغريدة” لجنبلاط الذي انتقد تصويت المعارضات لبو صعب مطالبا بصياغة برنامج مشترك وموحد لمواجهة جبهة ٨ آذار السورية.

 

التمايز بدأ يظهر مجددا بين اللقاء الديمقراطي والجمهورية القوية حيال المشاركة في الحكومة فحزب القوات اللبنانية ذاهب الى المقاطعة ويتصدر قوى المعارضة الرافضة للمشاركة في حكومة قريبة من حزب الله، فيما تظهر الحماسة الجنبلاطية للمشاركة في الحكومة المقبلة بخلاف القوى التغييرية والمعارضة انطلاقا من النظرة الجنبلاطية التي تعتبر ان المشاركة مفيدة وضرورية والابتعاد عن المناكفات.

 

بعد افتراقهما في التصويت لرئيس المجلس لا يبدو ان الحلف الإنتخابي بين القوات والاشتراكي سوف يكمل والأرجح ان سيناريو جلسة الانتخاب سيتحكم بالعلاقة فالتلاقي سيكون على القطعة وفي الملفات “السيادية” فقط .

 

فترة الأسبوعين التي أعقبت الإنتخابات النيابية أظهرت ان اختلافا كبيرا بين معراب والمختارة في المقاربات السياسية وتقييم عوامل الربح والخسارة فالقوات كانت من أكثر المتضررين من جلسة الانتخاب وأصيبت بانتكاسة فلم تنتخب رئيس مجلس ونائب رئيس ولم تستطع فرض مرشحها غسان حاصباني حيث يبدو ان حسابات أرقام الصناديق لم تترجم في الاستحقاقات فالقوات نامت على تسونامي مسيحي واستفاقت على واقع اخر فلم تنتخب رئيسا ونائبا له ومنيت بخسارة مرشحها لهيئة مكتب المجلس النائب زياد حواط.

 

والقوات بعد الإنتخابات ليست كما كانت في يوم ١٦ أيار اذ لم يكن لها حلفاء في الجلسة وغريمها المسيحي التيار الوطني الحر استطاع ان يكبر تكتله ويعوض ما خسره في الصناديق وعلى المقلب الموازي فان القوات في مواجهة قاسية مع الثنائي الشيعي ولا سيما حزب الله فيما التيار الوطني الحر يحسن التموضعات وجنبلاط يتقن لعبة تدوير الزوايا وفن اللعب على القطعة تبعا للملفات.