IMLebanon

مؤتمر معراب… ما له وما عليه! 

 

 

فيما الطيران الحربي الاسرائيلي لا يفارق الاجواء اللبنانية، مغيرا على اراضيه من اقصاها الى اقصاها، وفي وقت لا يفارق المسؤولون الايرانيون الاراضي اللبنانية حيث باتت بيروت محطة ثابتة على أجندتهم، مع رئيس مجلس الشورى الإيراني، والتي هي الثالثة لمسؤولٍ إيراني كبير منذ اغتيال امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، بعد زيارتي وزير الخارجية ثم لمندوبه الخاص لشؤون الشرق الأوسط، طارحة الكثير من التساؤلات حول اهدافها، والانقسام حول الموقف منها، انتقل الحدث السياسي الداخلي خلال عطلة الاسبوع، الى معراب، مع لقاء “من اجل انقاذ لبنان، والى كنيسة مار الياس- انطلياس، احياء لذكرى شهداء ١٣ تشرين، وبين المناسبتين حبل يربط، خيوطه العلاقة مع حزب الله، والموقف من حرب الاسناد وما اوصلت اليه، عشية بيان “الحارة” الذي اعاد التاكيد على ان لا وقف للجبهة دون وقف اطلاق للنار في غزة، خلافا لما كان يعلنه رئيس حكومة تصريف الاعمال، ميقاتي، من السراي، وسط حركة ديبلوماسية خارجية خجولة.

 

فالحَراك الإقليمي والدولي المتنامي، مع اتساع بيكار العواصم المؤثرة من غربية وعربية، نتيجة الوضع المستجد مع قوات الطوارئ الدولية وانذارات الاخلاء الموجهة لها، لم ينجح حتى الساعة في تحقيق اي خرقٍ جدي على أساس طرحٍ فعلي و “منطقي” مقبول. وحدها “الام الحنون” لا تهدأ ولا “تكل”، موجهة “ضربة عالحافر ضربة عالمسمار”، قياسا لحجم الرسائل التي تصلها، بعدما بات “تكويع المواقف الباريسية”، من “الخبز” السياسي اللبناني اليومي، خصوصا مع دخول الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين على خط السراي، لم يمنع “جبهة المعارضين” من التحرك وان “بالمفرق”.

 

تكشف مصادر سياسية مخضرمة متابعة، ان ما شهدته معراب امس، وبغض النظر عن “الاشكالية الشكلية” لجهة الغياب، اعتراضا على المكان والزمان، لا على المضمون، على ما يؤكد “المقاطعون” انفسهم، الذي كانت غالبيتهم ان تكون الدعوة “للمشاركة” لا “الحضور” لسماع بيان يتلى عليهم، شكل لبنة اساسية في طريق بناء جبهة عريضة لمواكبة الفترة المقبلة، مبدية اعتقادها بان التطورات المقبلة ستدفع باتجاه بلورة اطار معارض، شبيه “بلقاء البريستول” عام ٢٠٠٤ الذي “انبثق” من لقاء “قرنة شهوان”، لتسقط بذلك كل التحفظات والاعتراضات التي حالت دون التجاوب مع دعوات معراب.

 

من جهتها، مصادر مقربة من الثامن من آذار رأت ان اللقاء جاء هامشياً في المشهد السياسي الداخلي، شكلا، مع تحول اللقاء التي وجهت الدعوات اليه ليكون جامعا، الى شبه اجتماع موسع لكتلة الجمهورية القوية، نتيجة اعتذار الاحزاب والقوى والشخصيات، ومضمونا، حيث ان الخطاب الذي خرج به لجهة تركيزه الضمني على القرار ١٥٥٩ وتنفيذه كاساس لاي حل، وهو ما لا يلقى صدى ايجابيا، خصوصا ان رئيس مجلس النواب وباسم الثنائي الشيعي، سبق واعتبر ان هذا القرار بات من الماضي، مؤكدة ان الاجتماع ببساطة جاء ليتماهى مع المطالب الاميركية، وتحريض واشنطن “لجماعتها” في لبنان للتحرك وان شكلا وكلاما.

 

لكن بالنسبة لمصادر معراب، المشهد وقراءته يبدوان مختلفين تماما، ذلك ان اللقاء الوطني الذي انعقد بدعوة من القوات اللبنانية تحت شعار “دفاعاً عن لبنان” رسم خريطةَ طريق للخروج من نفق التدمير والانهيار الذي يعيش فيه لبنان حاليا، محددا العناوين الاساسية للخلاص: تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وخصوصاً القرارات 1559 و 1680 و1701 وحصر القرار الاستراتيجي بيد الدولة وعدم ترك اي سلاح او تنظيمات خارج الدولة، معتبرة ان القوات اللبنانية صاحبة الكتلة النيابية الكبرى حاليا، قالت كلمتها، وعلى الجميع تحمل مسؤوليته، جازمة بان احدا لا يستطيع عزل القوات وتخطيها، في الملف الرئاسي او غيره، فلا رئيس لا توافق عليه معراب، ومن لديه عقدة مع حجم القوات اللبنانية ” فهذه مشكلته”.