في اليوم الثامن عشر على انطلاق العدوان العسكري الواسع الذي ينفذه الجيش «الاسرائيلي» على لبنان، متنقلا بغاراته بين الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع، كثيرة هي الامور التي طرأت على المشهد الامني – العسكري والسياسي، في ظل ثبات المعادلة القائمة على رفض رئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتانياهو التراجع عن اهدافه، مدعوما من الولايات المتحدة وحلف الاطلسي، خصوصا بعد تمديد الرئيس الاميركي جو بايدن التفويض المعطى له، في وقت ينحصر دور الديبلوماسية على اصدار المواقف والخطابات، لتبقى الكلمة لضجيج الميدان، المفتوحة جبهاته، الى ما شاءت تل ابيب، وفقا لتجربة غزة.
فبالتزامن مع فشل كل الجهود الدبلوماسية حتى الساعة في تحقيق اي خرق، سواء في الملف الرئاسي، او محاولات وقف النار واحياء ال 1701، والذي بات «الاسرائيلي» يربطها باطلاق اسراه من غزة، وفقا لما ابلغه رئيس «الموساد» لمدير «السي.آي.ايه»، باشرت المعارضة تحركاتها، ترجم مؤتمرا صحافيا ويستكمل بلقاء معراب يوم السبت، لاتخاذ موقف موحد من ال1701 وانتخاب الرئيس، حيث سيكون ال 1559 نجم البيان الصادر، يستعد «التيار الوطني الحر» لافتتاح جولة اتصالات جديدة واطلاق مبادرة جديدة، تقوم على عرض لائحة من عشرة اسماء للرئاسة، يتم التشاور حولها مع الجهات المختلفة.
مصادر مقربة من ميرنا الشالوحي، رأت ان الوقت قد حان للتحرك الجدي ولوقف الانهيار، من خلال انتخاب رئيس للجمهورية لاستلحاق الوقت، ليتولى ادارة الحوار والانقاذ، والاهم ادارة وتنسيق عملية التفاوض مع دول العالم، بعدما بلغت الامور حدودا بات الكيان معها في خطر، خصوصا ان رئيس الجمهورية هو ضمانة للجميع، مشيرة الى ان عدة عوامل فرضت نفسها، ابرزها:
– صعوبة تأمين وصول «مرشح الممانعة»، في ظل خلط الاوراق والموازين الراهنة، كاشفة عن ان رئيس مجلس النواب يحاول لم شمل الثامن من آذار للاتفاق حول اسم «توافقي» بالاتفاق مع رئيس «تيار المردة»، محاولا ضم التيار الى هذه المشاورات، غامزة من قناة حصول تواصل مع «بيك» زغرتا عبر طرف ثالث، بناء لنصيحة «ابو مصطفى»، الا انه لم يوصل الى اي نتيجة.
-عدم ارتياح التيار للموقف الايراني في الملف الرئاسي، والذي جاء خلافا لما صدر عن اللقاء الثلاثي في عين التينة، وحظي بموافقة النائب جبران باسيل، رغم «الاعتراض» على الشكل من قبل البعض.
– الحاجة الى تامين مخرج يفضي الى وقف النار يحفظ كرامة لبنان وحزب الله، رغم ان التيار لم يكن موافقا منذ البداية على سياسة الحزب منذ الثامن من تشرين، وقد اعلن ذلك صراحة، محذرا من وصول الامور الى ما وصلت اليه راهنا.
وفي هذا الاطار، اعادت المصادر التأكيد، على ما سبق وابلغه رئيس الجمهورية السابق مرتين لحزب الله، ومفاده ان الامور في المنطقة ذاهبة الى مكان آخر، وان الزلزال الذي سيضربها سيكون مدمرا، الا ان حارة حريك لم تأخذ برأي التيار ، دائما حسب مصادره، سواء عندما التقى الحاج وفيق صفا الذي كان مبتسما وهو يستمع لعرض «الجنرال»، او خلال استقباله لرئيس كتلة الوفاء للمقامة الحاج محمد رعد، الذي رد بان «لا تعطل همّ، المقاومة قوية ومعادلات الردع كفيلة بحماية لبنان».
وختمت المصادر بان المبادرة التي ستطرح بالتأكيد ليست موجهة ضد اي طرف، انما هدفها ايجاد مساحة مشتركة تراعي الاوضاع القائمة الحالية، في ظل الانهيار المتسارع، آملة ان يلاقيها الجميع للخروج بالازمة باقل اضرار ممكنة، في ظل «الحصار الدولي السياسي» الذي يتعرض له لبنان، ولن يخرقه الا انتخاب رئيس للجمهورية.