إذا كنتَ رافضاً دخول لبنان في «محور الممانعة» وفي كلّ المَحَاور، إذا كنت متمسّكاً بدستورِ دولتِك وجيشِ بلادك، إذا كنت ملتزماً بما تقرّره جامعة الدول العربيّة بخصوص القضيّة الفلسطينيّة، إذا كنتَ مع تنفيذ القرارات الدوليّة الخاصة بلبنان، أي الـ1559 و 1680 وخاصة الـ1701 الذي صَدَرَ بناءً على إلحاح «حزب الله» في حكومة الرئيس السنيورة، إذا كنت معارضاً لِزَجِّ لبنان في حَربِ «إلهاءٍ» و»مشاغلةٍ» و»مساندةٍ» لغيرِه، ورافضاً تحويله إلى ساحة مستباحة من «ساحات المحور».
وإذا كنت معترضاً على مصادرة «حزب الله» لقرار السلمِ والحرب، إذا كنت معارضاً لوجود معابر غير شرعيّة، إذا كنت رافضاً لاستباحة الحدود والمعابر الشرعيّة، إذا كنت تُطالِب بحقيقة تفجير بيروت ومرفأها، إذا كنتَ تريد التحقيق في الاغتيالات ومحاولات الاغتيال الحاصلة منذ العام 2004، إذا كنت مُصِرّاً على عَقد جلسةٍ انتخابيةٍ مفتوحة بدورات متتالية لانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة «يحمي ظهر لبنان» دون إبطاء او تأجيل او عوائق حواريّة.
إذا كنتَ تطمح بأن يعود لبنان إلى سابق عهده بعلاقاته مع الدول العربيّة خاصة الخليجيّة منها، إذا كنتَ تصبو لأن يكون لبنان دولة سيّدة حرّة مستقلّة مستقرّة مزدهرة يحميها جيشها وقواها الشرعيّة فقط، إذا كنتَ تَحلم بأن يعودَ لبنان «ملتقى الحضارات وحوار الأديان» وأن يعود قلبَ الشرقِ ومدرستَه وجامعتَه ومستشفاه ومكتبتَه ومَعرضَه ومسرَحَه ومصرَفَه وسياحَتَه وفندقَه ومزلَجَه ومسبَحَه، إذا كنتَ تشتاق إلى لبنان كركلّا وحسن علاء الدين (شوشو) ونبيه أبو الحسن (أخوت شاناي) ووسيم طبّاره وطروب ومحمد جمال وفريال كريم والبيكادللي، وتشتاق إلى لبنان الرحابنة وفيروز وصباح ووديع وفيلمون وزكي ونصري وملحم، إذا كنتَ تحنّ «عَ دراج بعلبك» و»قمر مشغره» و»وادي التَيم» و»جايين يا أرز الجبل جايين»، إذا كنتَ تفكّر بأي شيء غير الصواريخ والمُسَيّرات والدمار و»الاستشهاد على طريق القدس»، فأنت عميلٌ لإسرائيل وللكيان الصهيوني الغاصب و»لأسيادِك في تل أبيب».
آه ما أكثرهم العملاء في بلادي. فَهُم أغلبيّة المسيحيّين وأغلبيّة السنّة وأغلبيّة الدروز وشريحة أساسيّة من الشيعة. استفتوا اللبنانيّين فتتأكّدوا. شكراً شيخ أحمد قبلان. أَكمِل بخطاباتِك أنتَ وصَحبك، فَتَكبر «طاولة معراب» وطاولات السياديّين.