تستشعر القيادة القواتية ان الحرب الموسعة على لبنان باتت أقرب من أي وقت مضى. تتحدث عن معلومات واشارات توحي بأن القيادة الإسرائيلية حسمت أمرها وبأن دور لبنان آت بعد عملية رفح.
هذه الخشية من انفجار الوضع اضافة لسلسلة احداث شهدتها الاسابيع الماضية شكلت ملفات حيوية تعتقد القيادة في معراب انها قادرة على الاستثمار السياسي فيها، دفعتها الى الدعوة للقاء سياسي يُعقد اليوم قي مقر اقامة رئيس “القوات” سمير جعجع يضم شخصيات معارضة تحت عنوان “القرار 1701 دفاعا عن لبنان”.
تقول مصادر “القوات” ان “توقيت عقد اللقاء مرتبط بتطور الاوضاع في الجنوب خاصة بعدما دخلنا في العد العكسي للخيار العسكري الاسرائيلي بوجه لبنان” مشددة في حديث لـ “الديار” على “وجوب القيام بالمستحيل لنزع الحجة امام تل ابيب لتوسيع عملياتها على لبنان وذلك لا يمكن ان يحصل ما دام حزب الله موجودا جنوبي الليطاني، من هنا الحاجة ملحة الى نشر الجيش على الحدود ليستلم المنطقة هناك مع القوات الدولية”.
وتشير المصادر الى ان اللقاء يندرج باطار “الضغط على الحكومة لتحمل مسؤوليتها في هذا المجال، كما انه سيمر على ملفات اساسية كالانهيار المتواصل، التمديد للبلديات، النازحون السوريون، اغتيال باسكال سليمان، ارتفاع نسب الجرائم، تحلل الدولة وغيرها”.
وتقر المصادر بأن هذا اللقاء “لن يكون مفصليا او لقاء تأسيسيا”، انما مجرد محطة اساسية بحيث يفترض على كل فريق تحمل مسؤولياته.
من جهتها، ترى مصادر “الثنائي الشيعي” انه “من الواضح ان جعجع يحاول من هذا اللقاء تثبيت نفسه كقائد لقوى المعارضة والاستثمار في مقتل سليمان وفي موقفهم من التمديد وتصوير نفسه كرأس حربة في ملف اعادة النازحين بعدما كان رأس حربة في المرحلة الماضية في الدفاع عن ادخالهم الى لبنان وتأمين حمايتهم”، لافتة في حديث لـ “الديار” انه “وبغياب اي أفق للحلول والتفاهمات في الداخل اللبناني سنكون على موعد مع مزيد من الجبهات والانقسامات.. اما الدفع لتطبيق الـ 1701 من قبل لبنان بدل الضغط على اسرائيل لذلك، فأمر يطرح علامات استفهام خاصة وان الفرنسيين والأمريكيين انفسهم باتوا مقتنعين بأن انسحاب حزب الله الى شمالي الليطاني امر غير خاضع للنقاش وعدلوا الاوراق التي تقدموا بها على هذا الاساس، وبالمقابل نرى قوى لبنانية لا تزال تروج للعكس!”
وتدرك معراب انها لا تزال قادرة على الاستثمار بملف التمديد للبلديات وبخاصة التصويب على “التيار الوطني الحر” من خلاله، وهذه فرصة ثمينة بالنسبة اليها لا تخطط اطلاقا لتفويتها، لعلمها بأن الشارع المسيحي يتأثر فعليا عند الحديث عن ضرب المسار الديمقراطي في البلد وتمديد الازمات.
وليس خافيا ان اللقاء المرتقب عقده اليوم في معراب وما سبقه من لقاءات واجتماعات وما سيليها لن تكون قادرة على تحقيق اي خرق حقيقي يذكر على ارض الواقع، لا في ملف الوضع في الجنوب الذي تحول ملفا اقليميا- دوليا لا تأثير للقوى المحلية فيه، ولا حتى في ملف الرئاسة التي بات مرتبطا بمصير الوضع في المنطقة. من هنا يُرجح ان يكون هذا اللقاء وما سيخرج عنه اقرار جديد بقدرات المعارضة المحدودة جدا في هذه المرحلة، بحيث انها لا تملك الا آداة التعطيل احيانا وفي معظم الاوقات حصرا مكبرا للصوت ليس الا!