Site icon IMLebanon

ماكرون يدخل نادي القادة الكبار من البوابة اللبنانية  

  مؤتمر المجموعة الدولية الداعمة لبنان الذي عُقد، أمس، في مقر وزارة الخارجية الفرنسية في باريس أثبت بما لا يقبل أي شك أن «التسوية -2» التي عقدت بين اللبنانيين إثر عودة الرئيس سعد الحريري من «تجربة العشرين يوماً» القاسية جداً تحظى بقبول دولي لافت، وأنّ لبنان يحظى بتغطية دولية كبرى وبضمانة فرنسية جدية.

 

وفي تقديرنا أن ما قيل وتقرر أمس في «الكاي دورسيه» يشكل منعطفاً مهماً في الإنتقال بالدعم من اللفظي الى العملي، بشرط واحد لا بدّ منه وهو حتمية التزام أطراف الداخل بمضامين البيان الذي أصدره مجلس الوزراء تعبيراً عن «التسوية -2»،

لسنا هنا في وارد تحليل، ما قيل في مؤتمر باريس الذي أطلق عليه وزير الخارجية الفرنسي تسمية «باريس -4» وما صدر عنه من بيان، ولكن لا بد من التوقف عند بعض النقط:

أولاً – لقد أثبت الرئيس مانويل ماكرون أنه رجل قرار واضح ومباشر وهادف لا تردد فيه ولا لعب على الألفاظ والمعاني.

ثانياً – تبيّن من الكلمة التي ألقاها ماكرون في إفتتاح المؤتمر انه عميق المعرفة بالوضع اللبناني، وبالتفاصيل أحياناً. صحيح نعرف (من حيث التجربة الشخصية على الأقل) إن الخطب الرئاسية يضع تصاميمها مستشارون وخبراء، ولكنها في النتيجة تعبّر عن موقف صاحبها وليس عن رأي أو موقف هذا المستشار أو ذاك.

ثالثاً – لقد حرص الرئيس ماكرون (ومن بعده وزير خارجيته) على ذكر الرئيس ميشال عون من حيث دوره في إدارة شؤون لبنان وبالذات دوره البارز في التسوية الأخيرة والخطوات التي مهدت لها… ولابدّ من التذكير هنا بأن هذا الأمر ما كان يرد في أدبيات مؤتمرات باريس السابقة الداعمة للبنان. طبعاً هذه اللفتات ليست بروتوكولية وحسب. إنما هي تعبير عن واقع حقيقي ملموس… فدور الرئيس عون أكثر من واضح وفاعل منذ الرابع من شهر تشرين الثاني الماضي وحتى إنتهاء تلك الأزمة بإصدار بيان مجلس الوزراء بالتسوية يوم الإثنين الماضي.

رابعاً – لم تكن تسمية وزير خارجية فرنسا المؤتمر بـ «باريس -4» مجرّد عبارة اعتراضية عابرة، إنما كانت إشارة واضحة الى إستمرارية الإلتزام بدعم لبنان من جهة، وكذلك إشارة لطيفة، في محلها، للرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي لا ينكر أحد أنه يعود اليه الفضل في إنتاج مؤتمرات باريس المتعاقبة الداعمة لبنان.

لقد أعاد لنا، هذا الرئيس الشاب الذكريات الجميلة عن الرؤساء الفرنسيين الكبار أمثال الجنرال شارل ديغول وفرانسوا ميتران وجاك شيراك. ولا شك في أن طريقة معالجته الأزمة اللبنانية الأخيرة قد شرّعت له الأبواب للإنتقال من مجرّد «رئيس شاب طموح» الى رئيس كبير، ما نجزم بأنه سيعيد إليه كثيراً من شعبية كان قد إفتقدها في الأشهر الماضية، كما يعيد الى فرنسا دوراً فاعلا في ازمات المنطقة عبر البوابة اللبنانية ايضاً.