IMLebanon

ماكرون العائد مـع ضوء خافت من اشنطن لـم يسمع من عون والحريري أيّ توافق

 

فترة هدوء سياسي فـي انتظـار زيادة «العيار» الأميركي المُعطى للرئيس الفرنسي !!

 

عاد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من جديد، لبحث ما يمكن إصلاحه في ملف التشكيلة الحكومية اللبنانية، وبالتأكيد بإشارة اميركية وضوء خافت من ادارتها الجديدة، لكن بحسب ما ترغب به واشنطن وليس باريس، بعد ان نفض ماكرون يده من تلك الازمة المستعصية، بفضل مسؤوليها اللبنانيين الذين اوصلوها الى طريق مقفل بإحكام، وغير قابل للفتح إلا بأمر خارجي كما تجري العادة، وعندها سيسارعون بثوان الى اصلاح كل ما هو معطّل حين يتلقون تلك الدعوة.

 

ومع عودة تلك المبادرة التي عاشت منذ الاول من ايلول الماضي، على خلافات وتناحرات المعنيّين بالتشكيلة، في ظل تقاذف الاتهامات والمسؤولية بالفشل، فيما على ارض التصريحات الاعلامية، الكل أيدها واكد العمل وفق أجندتها، لكن زمنها طال من دون ان تصل الى اي خاتمة سعيدة، امل بتحقيقها الرئيس الفرنسي على يده، ومنذ ذلك التاريخ ولغاية اليوم ، لم يتقدّم الملف الحكومي اي خطوة نحو الخط الصحيح، مع تعدّد رؤساء الحكومات من حسان دياب الى الرئيس المكلف مصطفى اديب الذي لم يصل الى السراي، وصولاً الى الرئيس المكلف والعائد سعد الحريري، الذي لم يصل بدوره شرعياً الى باب السراي، لان التناحر على الحصص الوزارية تطوّق تشكيلته، مع عائق الثلث المعطل، وحجم الحكومة والاسماء المطروحة، التي تتغير كل يوم بحسب المطالب الطائفية والمذهبية.

 

وعلى الرغم من كل هذه «الخربطات» الداخلية، ومع وصول الرئيس الاميركي جو بايدن الى السلطة، لم يعد ماكرون «نافضاً» يديه من التشكيلة، كما حصل منذ فترة وجيزة، اذ اعلن قبل ايام عن إمكانية زيارته بيروت في حال حصل اي تقدّم او حلحلة، لذا بادر بالاتصال برئيس الجمهورية ميشال عون، في محاولة لتحريك الملف الحكومي، من دون ان تظهر بوادر ايجابية خلال المكالمة الهاتفية، وفق معلومات «الديار»، كما لم يعلن اي شيء عن مضمون هذا الاتصال من الجانب الفرنسي، ما ترك جملة تساؤلات بأنّ ماكرون لم يسمع ما يشجّعه على مواصلة مهمته، لان لا شيء ايجابياً برز في الساعات الاخيرة، وهنالك غموض كبير مما يعني ان السلبية طوّقت تلك المحادثة، وافيد ايضاً بأنّ الرئيس الفرنسي اتصل بالرئيس المكلف، وأطلعه على الحوار الذي اجراه مع الرئيس عون.

 

مصدر سياسي مطلّع نقل لـ«الديار» عن دبلوماسي عربي، بأنّ ماكرون اجرى اتصالات مع مسؤولين بارزين في بعض الدول العربية، من ضمنها السعودية، اضافة الى دول غربية، ضمن موافقة وتناغم اميركي للمساعدة في حل الازمة اللبنانية، على ان تظهر النتائج قريباً، لكن شرط ألا تتخطى الحلول ما يُفرح محور الممانعة، لانّ الوضع يستدعي بالتأكيد وساطة خارجية لكن على مراحل، لان موعد حلّها النهائي لم يحن بعد في انتظار بلورة الامور، وما سوف نشهده خلال الاسابيع المقبلة فهو فترة «رواق» سياسي وهدوء وعدم تراشق اعلامي، في انتظار ما ستسمح به واشنطن، فربما تزيد العيار الذي اعطته لماكرون او تخففه، اي ستنتظر ما ستؤول اليه المستجدات اولاً، وليس الوقائع الداخلية اللبنانية التي لا تهم الادارة الاميركية ابداً.

 

واشار المصدر الى انّ زيارة ماكرون ليست قريبة ولا حتى اكيدة، لانها تترافق مع اي تطورات توافق عليها واشنطن، ما يعني انها تتعلق بمدى نجاح الوساطة الفرنسية بين بعبدا وبيت الوسط، قبل إنطلاقة ماكرون نحو بيروت، لإدخال تعديلات في التركيبة الحكومية. لافتاً الى انّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، تلقى إتصالاً فرنسياً للمساعدة في تقارب بعبدا وبيت الوسط، وهو قام بذلك المسعى مع معلومات انه إستطاع فتح ثغرة صغيرة في الجدار المقفل بينهما، على ان تظهر نتائج تلك الثغرة في الايام المقبلة، ما لم يعمل البعض على إعادة إقفالها.