Site icon IMLebanon

صبحية ماكرون بين جونسون وميقاتي!

 

 

كان يوم الرئيس ايمانويل ماكرون حافلاً. أسبوعه ايضاً كان حافلاً قبل استقباله المفخّم لرئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي.

 

منذ أيام وفرنسا تحت وقع صدمة “خيانة” اثنين من ابرز حلفائها، الولايات المتحدة الاميركية والمملكة المتحدة. البلدان طردا بلاد الغال من صفقة الغواصات الاسترالية، ومن التحالف الذي تقوده اميركا في المحيط الهادئ بمواجهة الصين. وفرنسا التي تلقت الطعنة قالت كلاماً قاسياً بحق الحليفين. وهي التي تعتبر انها اسهمت في حرب الاستقلال الاميركية ضد بريطانيا ألغت احتفالاً في ذكرى معركة يوركتاون البحرية الحاسمة ضد الاسطول الانكليزي، ألغت احتفالاً في المناسبة في رسالة امتعاض الى الاميركيين ان يعتبرها الانكليز اعتذاراً من لويس السادس عشر.

 

المهم ان اجواء باريس كانت ملبدة كثيراً لدى وصول ميقاتي الى الاليزيه. كان ماكرون تلقى في الصباح اتصالاً من شريكه اللدود بوريس جونسون للبحث في تداعيات “الخيانة”، بينما كانت وزيرة جيوشه فلورانس بارلي تدين سلوك اميركا “العنيف للغاية” لتقول ان “الموثوقية الاميركية” لم تعد كبيرة، معتبرةً ان “اوروبا تتمتع بفرصة فريدة لتأكيد نفسها كقوة استراتيجية… فإما تواجه وإما تختفي…”.

 

مناخات، في المبدأ، لا علاقة لميقاتي ولا للبنان بها، لا من قريب ولا من بعيد. لكن ماكرون الذي سيزداد حرصه بسببها ولأسباب أخرى على انجاز شيء ما في لبنان، في اطار حضور فرنسي اوسع في المنطقة، يعرف ان مفتاح نجاحه سيحتاج الى دعم شركائه “الخونة” والى تعاون شريكه المستحدث الرئيس الايراني ابرهيم رئيسي… والرئيسي في كل ذلك مسار التفاوض الايراني الأميركي ومآلاته!

 

دعم رئيسي لمشروع ماكرون يبدو مقبلات قبل حضور المائدة الاميركية، والمائدة الاميركية تتضمن اصنافاً خاصة يجري تعدادها في كل المناسبات: لا مساعدات من دون اصلاحات! وهذا بالضبط ما شدد عليه ماكرون متبنياً في خصوص لبنان الشعارات الاميركية او ما يسمى بالمجتمع الدولي.

 

أضفى ماكرون لمساته الشخصية على همه اللبناني، لكنه في العمق، أبقى الحل في يد اصحاب السلطة من اللبنانيين الذين عليهم ان يغيروا جلودهم ويبدأوا بالاصلاح ومكافحة الفساد واحترام القضاء… وأبقى الدعم في يد مجتمع دولي تقوده اميركا.

 

ولنا ان ننتظر النتائج.