تعاملت وسائط إعلام فرنسية مع الفصل الثالث من مهمة جان – إيف لو دريان الرئاسية في لبنان بكثير من الحذر وحتى المخاوف من أن يؤدي فشل الموفَد الرئاسي الفرنسي الى لبنان في المزيد من «الهرولة نحو حرب أهلية»، وذهب بعضها الى حد القول إن «الشرارات» التي انطلقت من أحداث مخيم عين الحلوة كان من شأنها «أن تشعل النيران في هشيم الوضع اللبناني سريع الاشتعال لو استمر الاقتتال الفلسطيني أياماً إضافية»(…). وفي تحليل آخر أن أزمة المخيم لم تنتهِ بعد إذ إن الجرح لم يلتئم، وأي تصعيد جديد لن يبقى محصوراً داخل أسوار عين الحلوة. وتكاد وسائط الإعلام الفرنسية البارزة أن تتقاطع عند نقط عدة أبرزها الآتية:
اولاً – استمرار لبنان «من دون رأس يبقيه معرّضاً للمخاطر الكثيرة وأبرزها الأمني». وفي هذه النقطة بالذات يحب أن تكون العين مفتّحة على مخيمات النازحين السوريين.
ثانياً – الأكثرية بين وسائط الإعلام تلك تتفق على أن المبادرة الفرنسية انطلقت بتسرع اقتضاه توق الرئيس إيمانويل ماكرون الى كسب نقط في الداخل وهو المأزوم في أفريقيا من الغابون الى المغرب، وبحاحة ماسة الى تحقيق إنجازٍ ما، فكانت المبادرة التي «اخطأت العنوان».
ثالثاً – ثمة من أعرب عن الخيبة من أن تكون باريس فقدت الكثير من الهيبة في الخارج بسبب سوء تعاملها مع الأزمة اللبنانية، وذهب هذا الرأي الى التذكير بأن ساكن قصر الإليزيه بدا من خلال تصرّفه في لبنان وكأنه يتصرف مع إحدى المستعمرات الفرنسية في أفريقيا في خمسينات وستينات القرن العشرين الماضي.
رابعاً – أعرب أحد التحليلات الإعلامية عن «عدم الاستغراب» من فشل ماكرون في أن يحصل على دعم بلد واحد، من البلدان الأربعة الأخرى في «الخماسية»، لمبادرته كما انطلقت، وعندما جاء الى بيروت، قبل أيام، كان «يحمل موقف تلك الدول الأربع شبه الموحّد وليس الموقف الفرنسي».
وربط أحد المواقع الالكترونية الفرنسية البارزة فشل فرنسا في المسألة الرئاسية اللبنانية بفشل رئيسها بالنسبة الى جريمة تفجير (تفجير لا انفجار!) مرفأ بيروت، إذ لم تقدم فرنسا للبنان أي مساعدة فعلية لا على صعيد التحقيق الداخلي ولا على صعيد دعم الداعين الى تحقيقٍ دوليّ ما، ولا على صعيد تقديم ما يُفترض أن الأقمار الصناعية الفرنسية والحليفة قد صوّرته في حينه.