IMLebanon

زيـــارة ماكرون مقدّمة لــزيــارات رئاسية غربية تـحـــت الـعـنوان الإنساني

 

عاد المجتمع الدولي إلى لبنان من خلال الزيارة الأبرز التي قام بها بالأمس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ولكن وفق مصادر سياسية متابعة لمسار الزيارة، فإن الفرنسيين لديهم تقرير خاص عما نقله إليهم وزير الخارجية جان إيف لودريان، والذي قال كلمته في بيروت أمام الرؤساء الثلاثة وكل من التقاهم، ولهذه الغاية ليس ماكرون بحاجة للإطلاع على كل حيثيات وأجواء الوضع السياسي الداخلي، بل هو ملمّ بكافة التفاصيل، وبمعنى آخر، فهو جاء إلى لبنان في زيارة يصفها أحد أصدقاء فرنسا في لبنان بأنها إنسانية، وللتأكيد على دعم باريس لهذا البلد نظراً للخصوصية التاريخية التي تربطهما بعيداً عن أي اعتبارات سياسية أخرى، بعدما أخذ بعض من في السلطة يثير أجواءً مفادها أن باريس وسواها من سائر عواصم القرار، بأنهم إلى جانب لبنان ودولته.

 

ووفق المصادر نفسها، فإن الدول المعنية بالملف اللبناني ليست في وارد تعويم أي طرف سياسي داخلي في هذه المرحلة، بل ثمة معلومات عن أجندة دولية تقضي بإنقاذ البلد إقتصادياً خوفاً من أي حرب أهلية قد تحصل على خلفية الجوع والعوز والإنهيار المالي والإقتصادي والمعيشي والإجتماعي.

 

وربطاً بذلك، فإن دولاً أخرى ستسير على ذات الخطى التي أقدمت عليها فرنسا من خلال التركيز على تقديم الدعم المرتبط بالقضايا الطبية والتربوية والإجتماعية، في حين أنه وبعد انفجار مرفأ بيروت وتلك الكارثة التي حلّت على اللبنانيين، فإن الإجماع من الدول المانحة والصديقة والمعنية بالملف اللبناني، ستحصر مساعدتها بالأعمال الإغاثية وتقديم المساعدات الميدانية للمنكوبين، وهناك أكثر من تأكيد على حصر هذه المساعدات بجهات إنسانية ودينية ومؤسّسات موثوقة، وذلك ما نادى به المجتمع المدني حيث التقى الرئيس ماكرون وفداً منه، وهناك تواصل دائم بين هذا المجتمع المدني والسفارة الفرنسية في بيروت.

 

من هذا المنطلق، فإن كل المؤشرات والأجواء، تؤكد بأن الرئيس الفرنسي قال كلاماً صبّ بمعظمه على التأكيد بأن بلاده لن تتخلى عن لبنان، وبالتالي، فإن المعطيات التي تم تناقلها عبر المواكبين للزيارة، إنما جاءت في خانة حصر ما بحثه مع أركان السلطة بتداعيات الإنفجار الذي حصل، بينما الأمور السياسية والعناوين العريضة لكل ما يحيط بالبلد من تطورات أكان على مستوى طروحات البطريرك بشارة الراعي أو الصراع السياسي الداخلي وعودة لبنان ساحة ومنصة للاعبين الإقليميين، ما يعني أن ماكرون سيعلن في وقت ليس ببعيد ما يمكن أن تقوم به باريس لأجل مساعدة لبنان للخروج من أزماته السياسية والإنقسامية، وعدم عودته إلى مراحل الحروب والصراعات التي كانت سائدة لسنوات طويلة.

 

ومن الطبيعي، تضيف المصادر نفسها، فإن ذلك قد يكون من خلال مشاورات يجريها مع المجتمع الدولي، وفي طليعتهم واشنطن ليبنى على الشيء مقتضاه حول الأطر التي ستعتمد عبر إمكانية حصول تسوية دولية أو سوى ذلك. وأخيراً، فإن المعنيين والذين يواكبون حراك المجتمع الدولي تجاه لبنان، يتوقّعون أن يصار إلى زيارات أخرى قد يقوم بها موفدون دوليون، وستكون أيضاً مماثلة لزيارة الرئيس ماكرون، من خلال بعدها الإنساني، لأنه وفي السياسة ثمة هوّة كبيرة اليوم بين المجتمع الدولي والسلطة اللبنانية لجملة اعتبارات إقليمية وغيرها، ولكن ذلك لن يحول دون دعم البلد بعد الكارثة الكبيرة التي حلّت عليه بفعل الزلزال المدوّي الذي أصاب عاصمته.