Site icon IMLebanon

“جنون البقر” يجنّ مجدّداً؟

 

بعد انكفاء دام لسنوات، اكتُشفت أواخر الشهر الماضي إصابة حيوان ذكر يبلغ 9 سنوات بـ”جنون البقر” – أو ما يعرف بـ”اعتلال الدماغ الإسفنجي” – في ولاية بارا البرازيلية. على الأثر سارعت دول عدّة، عربية وعالمية، إلى وقف وارداتها من لحوم الأبقار البرازيلية. علماً أن البرازيل تُعدّ من أكبر مصدّري اللحوم الحمراء عالمياً لأكثر من 150 دولة حول العالم.

 

المرض يؤدّي إلى تلف خلايا الدماغ والنخاع الشوكي لدى الماشية مما يتسبّب في موتها. وقد ظهر للمرة الأولى في ثمانينات القرن الماضي وانتشر بين البلدان الأوروبية حيث أسفر عن وفاة مئات الأشخاص ونفوق آلاف المواشي. فكيف ينتقل إلى البشر؟ مدير عام مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، الدكتور ميشال افرام، أشار في حديث لـ”نداء الوطن” الى أن “جنون البقر” ليس مرضاً أو بكتيريا ولا حتى فيروساً معدياً، إنما هو خلل يصيب بروتينات وأعصاب دماغ الأبقار. ويعود ذلك إلى إدخال متبقّيات مسالخ الحيوانات (دجاج، أبقار، أغنام، خنازير، إلخ) من دماء ولحوم وعظام، وطحنها وخلطها بالأعلاف النباتية المكوّنة من الصويا والذرة وغيرها. ومن العوامل المؤثرة ارتفاع أسعار الصويا عالمياً واحتكار الولايات المتحدة لهذا المنتج، ما دفع بالعديد من الدول في أوروبا وأميركا اللاتينية وآسيا إلى إدخال بروتينات من المسالخ في علف الحيوانات. والنتيجة كانت نشوء ذلك الخلل في تصرّف الأبقار المعرّضة لتلك الأعلاف. وهكذا جاءت تسمية “جنون البقر”.

 

ويختم افرام: “علمياً، لا تأثير للحوم الحمراء المتأتية من أبقار مصابة بـ”جنون البقر” على الإنسان، إنما يجب عدم استهلاك المخ والكبد وأعضائها الداخلية غذائياً. ولمزيد من التحوّط، يُطلب إتلاف الأبقار المصابة”. لكن يبقى الأهم أن تأخذ الجهات المختصّة ما يلزم من تدابير الوقاية الخاصة بأي مواد مستوردة.