فجَّرت مضايا السورية الخلافات السياسية جنوباً بين مؤيد للمعارضة السورية ومعارض لها، وتسبّبت قضية حصارها بكباش سياسي على الساحة الصيداوية.
بعد طلب مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان التضامن مع بلدة مضايا ودعوة أئمّة المساجد في صيدا لجمع التبرعات لها، انبَرت مواقف غير مؤيدة لذلك مشكّكة في هذا الحصار بعدما بثّت وسائل اعلام عربية أخباراً تقول إنّ الصور المنسوبة للبلدة هي من اليمن ومخيم الزعتري في الاردن، لكنّ تردّدات القضية ضربت في صيدا وكل الجنوب وصولاً الى بلدة كفررمان.
وأمس أوقف فرع المعلومات في مدينة صيدا (محي الدين ا.ظ.) بسبب تهجّمه على المفتي سوسان عبر موقع «فايسبوك»، وبوشر التحقيق معه بتهمة الاساءة والقدح والذم بعدما كتب رسالة الى سوسان تتضمن كلمات نابية.
ليرتفع عدد الموقوفين في القضية الى اربعة اشخاص، ثلاثة منهم بتهمة الاساءة المباشرة الى المفتي سوسان والرابع بتهمة الاساءة إلى أهل صيدا ومشايخها، وبينهم علي جمعة الذي يلاحق بسبب توجيه انتقادات وكتابة عبارات مسيئة في صفحته على «فايسبوك» بحق مدينة صيدا، وكل من يوسف كليب والفلسطيني محمود فناس بسبب نشرهما كتابات ضد مفتي صيدا.
من جهته، قرّر النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان إخلاء سبيل فناس وكليب، بعد تعهّدهما بعدم التعرض والتطاول مجدداً على المفتي ومن خلفه دار الافتاء. حيث اكد الموقوفان اثناء التحقيق عدم تبنيهما هذه المواقف وأنهما نقلاها عن مجموعات «الواتس اب». وأخلى كذلك سبيل جمعة، بعد تعهده بعدم تكرار ما حصل.
الى ذلك، علمت «الجمهورية» أنّ بلدة كفرّرمان وصلت اليها ترددات القضية وشهدت ردود فعل على خلفية ما كتبه ابن البلدة كريم صالح عبر صفحته على «فايسبوك» ومطالبته «حزب الله» بفك الحصار عن بلدة مضايا السورية.
وانتقد صالح أئمة ومقامات دينية، ما أدى الى استنكار أهالي البلدة خصوصاً انه مهاجر إلى مالي مع كل أفراد عائلته منذ 8 سنوات.
وعلى الأثر وزّعت بلدية كفررمان بياناً صحافياً أكدت فيه أنّ «ما يتداول من كلام غير مسؤول وغير متّزن ممَّن لا يفقهون ما يكتبون مُدان ومرفوض من جميع أهل كفررمان بكلّ أطيافها»، مطالبة بـ»ضبط النفس وتوخي الحذر وعدم الانجرار وراء الفتنة التي قد تفرّق أبناء البلدة أولاً والأهل ثانياً».
من جهته، رد صالح على بيان البلدة من خلال صفحته على «فايسبوك» قائلاً: «ما سأكتبه الآن موجّه إلى أهالي كفررمان، وأرجو من الأصدقاء على صفحتي من خارج كفررمان ألّا يعلّقوا وشكراً». واعتبر أنّ «بلدة تستقبل عميد الموساد أحمد. م ومسؤول جيش لحد سابقاً فيها ياسين. ظ برحابة صدر، وتتبرّأ من فؤاد صالح، وتتهم المقاومة التي أنتمي إليها بمقاومة البارات والسكر والعربدة، لا أريدها».