Site icon IMLebanon

ماجدة الرومي ترتل في مدائن صالح

 

 

… لم أكن أتصور في يوم من الأيام أنني سأشاهد وأسمع السيدة ماجدة الرومي وهي ترتل في المملكة العربية السعودية. وأين؟ في منطقة تاريخية افتتحت أخيراً للثقافة والفنون والتاريخ، بعدما أعلنت عام 2008 مدينة على لائحة التراث العالمي لليونيسكو.

 

إنفتاح السعودية في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز ليس له حدود، ولكنه مدروس بعناية وقائم على مصلحة المملكة العربية ومصالح الشعب السعودي، وهنا لا بد من الاشارة الى أن السماح للمرأة بقيادة السيارة، كان قراراً لا بد من اتخاذه للأسباب الآتية:

 

أولاً: هذا قرار حضاري.

 

ثانياً: قرار إقتصادي إذ إن هناك توفير 500 ألف فرصة عمل.

 

ثالثاً: توفير المليارات بسبب الاستغناء عن السائقين الأجانب.

 

رابعاً: عملية إنسانية إذ توفر للعائلة حاجة الاستعانة بأحد أفرادها عند الحالات الصحية الطارئة.

 

أعود لأتحدّث عن هذا الحدث العالمي الذي إسمه احتفالات «شتاء طنطورة» الذي بدأ مع الفنان السعودي محمد عبده في ليلة تاريخية إذ إن المطرب الكبير أبدع في تلك الليلة، حسب رأي المواطنين السعوديين الذين حضروا الاحتفال، وهذه الاحتفالات في هذه المدينة التي صنفت على لائحة التراث العالمي لليونيسكو بالإضافة الى هذه القيمة الثقافية هناك عدة قيم أخرى منها التاريخية والدينية والثقافية.

 

وكما قال لي أحد المسؤولين إن هناك مشاريع كبرى ستقام في تلك المنطقة، من المطار الذي استحدث أخيراً الى الفنادق والمطاعم وتحضير البنية التحتية للمنطقة، إذ إن إحدى شركات تأجير السيارات افتتحت فرعاً لها واشترت 150 سيارة جديدة وضعتها في الخدمة.

 

نعود الى الفنانة الكبيرة التي تعبر عن صورة لبنان الحقيقي ووجهه الثقافي والعلمي والفني المميز، وهنا لا بد من القول إن ماجدة الرومي أصبحت علماً من أعلام لبنان، وهي مفخرة للوطن وللفن في العالم العربي، وكانت في تلك الليلة التي اكتشفنا فيها قوة وفنّ الخطابة عندها، قد خاطبتنا معبّرة عن اللحظة فقالت:

 

«هذه أصعب وقفة وقفتها في حياتي من الصبح قلبي بيدق بيدق، في هيبة بهالوقفة وصرت قول لقلبي من الصبح يا ريتني شجرة  يا ريتني عصفور بدي روح عالبيت بدي روح عند أمي».

 

أما هذه الحملة على السيدة ماجدة الرومي وعلى المملكة العربية السعودية فأقل ما يقال فيها: «موتوا بغيظكم».

 

أما حول اختيار الوفد اللبناني الذي ضم رؤساء جمهورية وحكومة سابقين والسيدة منى الهراوي وسفيري الكويت والامارات ووزراء ونواباً والمحافظ ورئيس البلدية وأحمد الحريري وآخرين فهو دلالة على انفتاح المملكة على لبنان بأطيافه كافة.

 

إنها الخطوة السعودية الاولى في مسيرة الألف ميل نحو ريادة العصر والمستقبل، وهو ما لا تؤثر في أهميته انتقادات وتحفظات فقيادة المملكة بقوتها وعدالتها قادرة على استيعاب التحفظات، علماً ان هذا يحدث بالتزامن مع تعديلات وزارية بدلت من لم يفعلوا شيئاً بوزراء جدد أصحاب تاريخ في النجاحات ما يبشر بالخير.

 

كلمة أخيرة لا بدّ من شكر قادة المملكة العربية السعودية بشخص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وبشخص ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، على تكريم لبنان في هذا الاحتفال الكبير، وشكر خاص لسعادة سفير المملكة في لبنان الأستاذ وليد البخاري، وان كنا نسينا فإننا لا ننسى المستشار في الديوان الملكي الأستاذ نزار العلولا الذي كان في استقبال الطائرتين اللتين اقلّتا الوفد اللبناني السياسي والإعلامي والفني، حيث صافح كل فرد من أفراد الوفد، وبقي ساهراً لغاية الساعة 12 ليلاً ليودّع كما استقبل الوفد بالترحاب وعلى أمل اللقاء ثانية