IMLebanon

حوار «التيار» و«حزب الله»: كيف ننقل الثقة إلى القاعدة؟

هو لقاء حواري غير رسمي، ذلك الذي جمع كوادر من «التيار الوطني الحر» واخرى من «حزب الله» ومن البيئة القريبة من الحزب، في الضاحية الجنوبية.

تبادل المجتمعون الهواجس والإشكالات التي قد يواجهها الطرفان في مرحلة ما بعد انتقال العماد ميشال عون من موقع الزعيم الأقوى على الساحة المسيحية الى موقع رئيس البلاد، وكيف يمكن تعزيز الثقة بين قواعد الطرفين ونقلها من المستويات القيادية الى القواعد الشعبية.

وكان اتفاق على أن وصول عون الى موقع الرئاسة الاولى يعتبر خطوة مهمة في تحقيق الحلم الذي حمله «التيار» طيلة السنوات الماضية والذي لم يكن ليتحقق لولا الصمود العوني والدعم الذي تلقاه من حليفه الاستراتيجي «حزب الله».

وعرض كوادر «التيار» لأهم المحطات في نضالهم من أجل تحقيق الميثاقية وإعادة النظر في التمثيل السياسي ومواجهة كل محاولات الإلغاء التي تعرضوا لها، ان في مرحلة الوصاية السورية أو بعد خروج السوريين من لبنان. وحددوا الأهداف التي يسعى اليها «التيار» في مرحلة ما بعد وصول عون الى الرئاسة، وأهمها إقرار قانون انتخابات نيابية يحقق التمثيل الصحيح والاستمرار في معركة مواجهة الفساد وتحقيق الاصلاح الحقيقي. وأكدوا عدم وجود تفاهمات ثنائية مسبقة حول ادارة شؤون البلد، مشددين على أهمية ان تكون الحكومة المقبلة ممثلة لجميع الاطياف، وخصوصا الطيف الشيعي بجناحيه.

وفي مقابل هذه التطمينات التي قدّمت لكوادر الحزب والكوادر الاسلامية من البيئات القريبة من الحزب، طرح الأخيرون العديد من الاسئلة والاشكالات حول سياسات «التيار» وتفاهماته الثنائية الجديدة. ومنها «كيف يمكن للتيار ان يوفق بين خطابه الوطني وخطابه المسيحي، وخصوصا من خلال التركيز المستمر على استعادة حقوق المسيحيين؟»، و «الى أي مدى سيصل التفاهم بين التيار من جهة وكل من القوات اللبنانية وتيار المستقبل؟»، و «هل ستكون هذه التفاهمات على حساب مواقف وتفاهمات التيار طيلة السنوات العشر الماضية؟»، و «ما هو مستقبل التيار والعلاقة بينه وبين مؤسسة الرئاسة؟» و «كيف يمكن استثمار دور التيار في المرحلة المقبلة في الدفاع عن دور المقاومة ومواجهة الارهاب التكفيري»، إضافة الى السؤال حول كيفية «التوفيق بين خطاب القسم والتحديات التي يواجهها لبنان في علاقاته الخارجية؟».

وقد حرص كوادر «التيار الوطني الحر» على طمأنة محاوريهم، مؤكدين «ان العلاقة بين التيار والحزب هي أقوى من كل التفاهمات الاخرى، مع الحاجة لإقامة تفاهمات وطنية مع جميع الأطراف»، ومؤكدين «ان الثقة بين الرئيس العماد عون والامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله وقيادة الحزب، تشكل الضمانة الاساسية للعلاقة بين الطرفين».

لكن كان واضحا لمن شارك في اللقاء ان هناك حاجة كبيرة لانتقال الثقة القائمة بين قيادات الطرفين الى الاوساط الشعبية وعلى مستوى الكوادر، مع أن خطابات عون ورئيس «التيار» الوزير جبران باسيل، وفي المقابل مواقف نصر الله الأخيرة، قد تركت انعكاسات إيجابية بين الطرفين. لكن يبدو ان المطلوب عقد ورش مستمرة تجمع قيادات الطرفين من أجل تعزيز التفاهم وكي تستمر أجواء الثقة بينهم وكي لا تؤدي بعض الخطوات والمواقف الى نشر بعض الغيوم والمخاوف في الاوساط الشعبية وبين الكوادر المتوسطة.