IMLebanon

هذه هي أهداف العدو من افتعال حادثة مجدل شمس “الأندوف” على بُعد نصف كلم… ومعنيّة بالإبلاغ عمّا حصل 

 

 

لا يزال لبنان يلتقط أنفاسه منتظراً ما سيكون عليه الردّ “الإسرائيلي” على حادثة مجدل شمس في الجولان السوري المحتلّ، التي يقول خبراء عسكريون إنّها مفتعلة من قبل العدو من أجل تحقيق أهداف عدّة. وفي الوقت الذي ألقت فيه “إسرائيل” وحليفتها أميركا المسؤولية على حزب الله بإطلاق الصاروخ من بلدة شبعا على ملعب كرة القدم في مجدل شمس، ما أدّى الى استشهاد 12 فتى وفتاة من المدنيين من الطائفة الدرزية، رفضت عائلات الضحايا استقبال المسؤولين “الإسرائيليين” للتعزية، ما يدلّ على رفضهم للإحتلال وتمسّكهم بعروبتهم.

 

مصدر ديبلوماسي مطّلع تحدّث عن أنّ قوّة الأمم المتحدة لمراقبة فضّ الإشتباك “الأندوف” موجودة على بُعد نصف كيلومتر من بلدة مجدل شمس، ولا وجود لها داخل البلدة. وهذه الأخيرة خاضعة كلياً للإحتلال الإسرائيلي. وصحيح بأنّ سكّانها لا يملكون “الجنسية الإسرائيلية”، على ما يريد رئيس حكومة العدو إيهام العالم وتصوير أنّ الضحايا هم “شهداء إسرائيليون”، غير أنّهم يحتاجون الى “إقامات” من قبل المحتلّ لكي يتمكّنوا من العيش فيها. وتدّعي “إسرائيل” أنّ الصاروخ انطلق من منطقة خاضعة لقوّات “اليونيفيل” الى منطقة محازية لانتشار “الأندوف”.

 

وإذا ما كان بإمكان “الأندوف” وضع تقرير عن تفاصيل حادثة مجدل شمس، أشار المصدر الى أنّ قوّات “الأندوف” التي هي قوّات فصل، موكلة بمهمّة مراقبة إتفاق وقف إطلاق النار بين سوريا و”إسرائيل” عند الحدود مع الجولان السوري المحتلّ، ومسؤولة عن مراقبة خط الهدنة من الجانبين السوري و”الإسرائيلي”… غير أنّها لا تحمي الحدود على غرار ما تفعل قوّات “اليونيفيل”. ولكن لكي لا يحصل تماس مباشر أو إحتكاك بين الجيش السوري وجيش العدو الإسرائيلي، يؤدّي الى اندلاع مواجهة عسكرية، حُشرت وتمدّدت “الأندوف” في منطقة جغرافية محظورة السلاح بين الطرفين على طول هضبة الجولان حتى الحدود الأردنية، غير أنّها معنية نظراً لوجودها في المنطقة، كونها مسؤولة عن حفظ السلام على جانبي خط فصل القوّات، ومن مهامها الإبلاغ عن أي حادث أمني أو عسكري يُهدّد الإستقرار في المنطقة، فهي تعمل تحت إطار مهام قوّات الأمم المتحدة لحفظ السلام في مختلف النقاط الساخنة حول العالم، والتي تحتاج الى انتشار قوّات مراقبة عسكرية.

 

ويقول المصدر نفسه، لهذا لو كان هناك تنسيق مباشر بين “الأندوف” ولبنان، وليس فقط بواسطة “اليونيفيل”، لما كان العدو ادّعى أنّ الصاروخ انطلق من بلدة شبعا،

 

وبنى على هذه الحادثة لتنفيذ ضربة على لبنان. فقد كان بمستطاع الدولة اللبنانية

 

سؤالـ “الأندوف” عن نفي أو تأكيد الرواية “الإسرائيلية” التي تطال حزب الله. علما بأنّه يُمكن للأمم المتحدة أن تطلب منها القيام بتحقيق حول حقيقة ما جرى.

 

أمّا الأهداف التي يريد نتنياهو تحقيقها من مزاعمه عن أنّ صاروخ مجدل شمس أطلقه الحزب على المدنيين فيها، فهي:

 

1- وقف المفاوضات الجارية والمتعلّقة بالهدنة وبصفقة تبادل الأسرى والرهائن في قطاع غزّة من جهة، كما تلك التي يجريها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين من أجل تثبيت الحدود البريّة بين لبنان و”إسرائيل” من جهة ثانية، كون نتنياهو يريد تمرير ما تبقّى من ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن من دون أي إتفاقيات جديدة، لأنّه يعوّل على عودة الرئيس دونالد ترامب الى البيت الأبيض، ليستكملا معاً مخططهما لمنطقة الشرق الأوسط (أي صفقة القرن وحلم “إسرائيل الكبرى”).

 

2- إيجاد ذريعة لتوجيه ضربة على حزب الله، يُطالبه بها الداخل “الإسرائيلي” لحفظ ماء الوجه، بعد كلّ الخيبات التي مُني به جيشه منذ 7 تشرين الأول الماضي وحتى يومنا هذا من قبل المقاومة.

 

3- خلق حرب نفسية لدى اللبنانيين في الداخل والخارج، بهدف ضرب الموسم السياحي في لبنان، الذي يُسجّل أرقاماً مرتفعة في حجوزات السفر والفنادق والمطاعم والمهرجانات والمسارح الخ… وقد أظهرت أنّه لم يتأثّر سلباً بالمواجهات العسكرية الجارية عند الجبهة الجنوبية منذ 8 تشرين الأول الماضي. (وقد شهدنا بعض البلبلة في مطار بيروت الدولي إثر حادثة مجدل شمس والتهديد “الإسرائيلي” بتوجيه ضرية قاسية على لبنان، إلّا أنّ الأمور سرعان ما عادت الى طبيعتها، بحسب المعلومات).

 

ويؤكّد المصدر الديبلوماسي عينه بأنّ “إسرائيل” ستكون الخاسرة جرّاء أي ضربة تقوم بها على حزب الله أو على لبنان،  كما سبق وأن خسرت من خلال طرد مسؤوليها من مجدل شمس، رغم محاولتها إيهام العالم بأنّ المنطقة وسكّانها تابعان لها، في حين أنّها تحتلّها عنوة منذ العام 1967، وقد قامت حينها بطرد نحو 130 ألفاً من الدروز العرب منها. أمّا الخسارة فستُمنى بها لعدم قدرتها على تحقيق أهدافها، تماماً كما حصل معها في حربها على قطاع غزّة ، الذي تريد تهجير أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين منه الى الخارج.

 

ولعل أكثر ما يُفاجىء، على ما ذكر المصدر، هو مسارعة “إسرائيل” الى تقديم شكوى لدى الأمم المتحدة، في حين أنّها لا تُنفّذ أي من قرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وهي لا تريد وقف إطلاق النار عند الجبهة الجنوبية، لكي لا تُنفّذ القرار 1701، ولا تسحب قوّاتها من الأراضي اللبنانية المحتلّة اي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر. وأشار المصدر الى أنّ لبنان في صدد تحضير الردّ على هذه الشكوى التي تلقي فيها مسؤولية حادثة مجدل شمس على حزب الله، يوضح فيها الإدعاءات “الإسرائيلية”.