نعم وبكل فخر واعتزاز، أعتبر أنّ الكلمة التي قالتها سيدة الغناء العربي المشرقي السيدة ماجدة الرومي، لم تكن كلمة تعبّر عن السيدة ماجدة فقط، بل كانت كلمة تليق برئيس دولة، نعم رئيس دولة لبنان الحقيقي الذي يجب أن يقولها… لا أن يقف فخامة الرئيس متفرجاً ومشغولاً بإرضاء صهره العزيز بعدد الوزراء ونوعية الوزارات الدسمة، التي تدرّ أموالاً كثيرة، ولا عندما سُئِل فخامته: الى أين نحن ذاهبون؟ فكان ردّه: الى جهنم.
نعم ومليون نعم.. إنّ السيدة ماجدة الرومي عبّرت بكلمتها في دبي في الاحتفال الذي أقيم بمناسبة حفل خيري تحت عنوان «تحدّي القراءة» عن تطلعات كل الناس وإلى أي شيء يتطلعون.
ماذا قالت السيدة ماجدة؟
قالت موجهة كلمتها الى نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس حكومتها، وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم:
سمو الشيخ ضُمّوا الى قلبكم الكبير، أبناءنا الذين قَدِموا من العالم العربي كله، ضُمّوهم الى قلبكم، فهؤلاء هم مستقبل العالم العربي كله.
في الوقت الذي تعمل أياديكم للبناء والعمران، يعمل غيركم من خلال مئات الأيدي ليهدموا ويخرّبوا…
اسمح لي يا سمو الشيخ، لست قادرة على مَنْع نفسي من التأثر… لست قادرة إلاّ أن أعبّر عن تقديري واحترامي لكم..
واسمحوا لي يا سمو الشيخ، أن أشكركم باسم الانسان والانسانية، وباسم اخوتنا وأهالينا الذين أتوا من لبنان ومن بقية العالم العربي… وهم يعيشون بينكم وكأنهم في بيوتهم.
أشكرك باسم الثقافة والفنون الجميلة، باسم الأمن والأمان، باسم هذه الواحة الجميلة، باسم الارض، باسم هويتها، باسم الازدهار والرفاهية، ونتمنى دوام عزكم وعز شعبكم الحبيب وكل العاملين معكم.. إيماني بأنكم باقون «فاعلين»، فالحاضر سابق المستقبل بمائة سنة، وستبقى دبي عاصمة المستقبل وشكراً.
أمام هذه الكلمة، التي أعود وأؤكد انها تعبّر تعبيراً صادقاً عما يشعر به كل لبناني وعربي شريف مؤمن بعروبته ومؤمن بدينه…
لبنان وُجِد ليبقى. ولا أحد ولا قوة في العالم يمكن أن تلغيه. صحيح اننا نمر بأيام صعبة جداً… وصحيح أيضاً اننا نعاني منذ عام 1975 من حروب متعددة الاشكال والجنسيات، ونتعرّض لمؤامرات من كل بلاد العالم موجهة الى هذا الشعب الطيّب، الذي يؤمن بالعيش المشترك والعيش الواحد. فهنا اساس او منبع الديانات، وهنا من هذا الشرق جاءت الديانات والرسل الى العالم.
بالعودة الى الحرب اللبنانية التي كان اللبنانيون وقودها. مع انه لا علاقة لهم بكل ما جرى، فكل المؤامرات جاءت من كل دول العالم ضدنا بدءاً بإسرائيل التي تعتبر ان نموذج التعايش بين المسلمين والمسيحيين، هو نقيض الدولة العبرية… الى المشروع الذي ولد عام 1978 بمجيء آية الله الخميني من فرنسا الى إيران، وأزاح الاميركيون حليفهم المقرّب شاه إيران، لتنفيذ مشروع فتنة بين المسلمين تحت شعار التشيّع، ومنذ ذلك التاريخ بدأت الحروب بدءاً بالعام 1980 (الحرب بين إيران والعراق) التي استمرت 8 سنوات ولم ينتصر فيها أحد، بل دمرت إيران ودمرت العراق، والمقصود هنا الجيش العراقي الذي تدخل في حرب 1973 وأوقف تقدّم القوات الاسرائيلية على الجبهة السورية.
لم يكتفِ المشروع بتدمير أكبر قوتين إسلاميتين، بل امتد الى ايجاد ما يسمّى بـ»فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني بقيادة اللواء قاسم سليماني، لدعم و»خلق» ميليشيات طائفية لتخريب لبنان وسوريا والعراق وأخيراً دعم الحوثيين في اليمن.
وبالعودة الى كلمة السيدة ماجدة نقول للمسؤولين الذين أساءوا الى لبنان بدءاً بوزير الصدفة «شربل وهبي» الذي قال إنّ العرب بدو، وهو لا يسمح لأي بدوي أن يقول أي كلام عن فخامته، مروراً بالاعلامي الكبير وزير الإعلام الذي أطلق على الرئيس الأسد رجل العام أو شخصية العام، وهنا نسأل معاليه كيف يكون من قتل مليون مواطن سوري من أبناء بلده شخصية العام؟
أما مخضرم الديبلوماسية السفير عبدالله بو حبيب فإنّ قوله إنّه لا يلوم الذين أرسلوا المخدرات، لأنّ هناك سوقاً لها في المملكة، فهو وقع في الخطيئة نفسها. والغلطة الكارثية يوم سُئل عن حزب الله فأجاب: ان لبنان لا يستطيع أن يفعل شيئاً لأنّ الحزب أقوى من الدولة. فإذا كانت أميركا تريد القضاء على حزب الله، فلماذا لا ترسل مائة ألف من المارينز فتقضي عليهم؟
بالفعل مأساة المسؤولين عندنا انهم مستعدون لتغيير معتقداتهم وأصولهم للحصول على وزارة أو نيابة… وهنا أحب أن أذكرهم بالشاب المهندس ابن الوزير جميل كبي الذي رفض منصباً وزارياً لأنّ فخامته اعتدى على الدستور، وعلى صلاحيات رئيس الحكومة..
لبنان واللبنانيون هم مع ثقافة الحياة، أما ثقافة الموت التي جاء بها آية الله الخميني فهي غريبة عن تاريخنا وعن اسلوب حياتنا.
اللبنانيون عرب، وليسوا فرساً، فمن أراد أن يكون فارسياً فيذهب الى بلاد الفرس.
لماذا يستميتون ليبحثوا عن وظائف ومشاريع في الدول العربية، فليذهبوا الى ثقافة الموت في إيران ليعيشوا هناك؟
أما بالنسبة للرسالة التي أرسلها رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله الشيخ هاشم صفي الدين الى السيد حسن نصرالله ويقول فيها إنه يجب مساعدة الذين يطردون من البلاد العربية وإيجاد عمل لهم في لبنان وفي دول الخليج الفارسي.
بالله عليكم هذا الشيخ الجليل لا يعترف بأنّ الخليج العربي هو عربي بل يريده خليجاً فارسياً… فوا عجباه.