إنّ ما يجري في لبنان هو (حقيقة وواقعاً) جريمة كبرى ترتكب في حق هذا الوطن الذي يمر في واحدة من أسوأ مراحل تاريخه.
وتكفي نظرة واحدة الى قرارات مجلس الوزراء، أمس، ليتبيّـن هذا الغياب اللبناني العدمي، عمّا يجري عندنا، خصوصاً عمّا يجري من حولنا في هذا الإقليم المضطرب، وفي بلدان عربية عدة من أحداثٍ مصيرية بالغة الخطورة، وكأنّ شيئاً من ذلك كله لا يحدث بالنسبة الى مجلس الوزراء..!
لبنان من دون رئيس للجمهورية،
وهو من دون اجتماع واحد للمجلس النيابي،
والحكومة في وضع يمكن أن يوصف غيابها أمس بأنه من «أفضل» حالاته…
وفي هكذا حال كيف سيمشي البلد؟
وكيف سيمشي الاقتصاد؟
وكيف ستمشي السياحة؟
وكيف سيكون النمو؟!.
يا جماعة ماذا نفعل بأنفسنا؟ ولماذا نسيء ونلحق بالوطن هذا الكم الكبير من الأضرار؟
أين الحس بالمسؤولية الوطنية؟ وهل باتت الوطنية مفتقدة في لبنان؟
كيف نرانا نندفع الى الآخرين فندعمهم، ويصل بعضنا الى حد تأليههم؟.. أمّا وطننا فلا نسأل عنه ولا نهتم بشؤونه؟!.
هل بلغ التصحّر الفكري عندنا هذا الجفاف القاتل؟
هل أصبح الفكر اللبناني الخلاّق عقيماً الى هذه الدرجة فبتنا عاجزين عن اجتراح الحلول وابتكار الأفكار المنقذة؟
ولماذا صارت حالنا على هذا المنوال؟
وكيف تركنا هذا الوطن الذي كان رائداً بين الأوطان، وطليعياً بين البلدان، وديموقراطياً وحيداً في المنطقة العربية(…) كيف سمحنا له أن ينزلق، أو كيف سمحنا لأنفسنا أن ننزلق به الى هذا القعر المظلم؟
فعلاً: إنّها الجريمة الكبرى التي ترتكب في حق هذا الوطن الذي كان زينة الأوطان.
لذلك نرانا نناشد، مرة أخرى أيضاً، المسؤولين عندنا، سواء في المسؤولية الرسمية أم في المسؤولية القيادية والشعبية، أن يذهبوا الى التوافق في ما بينهم على انتخاب رئيس للجمهورية الذي يكون انتخابه مدخلاً الى الحلول؟
فهل يعقلون ويفعلون؟!.
عوني الكعكي