IMLebanon

اللواء عباس ابراهيم :  شكراً …

هذا رجل يملك بوصلة لا تخطئ الاتجاه، وهو لا يخطئ في قراءتها، وهي غير قابلة للضياع! إنه اللواء عباس ابراهيم المدير العام للأمن العام، وهو من أكثر الرجال بعداً عن الأضواء، ولكنه من الرجال الذين تلاحقهم الأضواء المسلطة على أعمالهم وأفعالهم وانجازاتهم. وللأقدار لعبتها أيضاً… وعندما كان عباس ابراهيم كانسان، يبتعد عن الأضواء لنزعة متأصلة فيه نحو التواضع، كانت حامولة الحياة تقذف به الى موقع قيادي متقدم في الأمن، ومن أولى موجباته العمل والمتابعة والانجاز بعيداً عن الأضواء والضوضاء وصخب السياسة في لبنان!

***

الارهاب عالم مستقل بذاته، ومنطوٍ على نفسه، ويعمل على تحصين ذاته ضد أي اختراق، لأنه أشبه بكرة منفوخة، وأي خرق أو ثقب أو تمزق أو شرخ مهما كان طفيفاً، يدفع بها الى التنفيس أو الى الانفجار! ومن هنا كانت المعركة الأبدية بين الارهاب والمكافحين ضده، على أي صعيد كان. وهما معاً في سباق لا نهاية له، في الذكاء وابتكار الأفكار. والتمويه وابتداع حيل لا تخطر على بال أو خيال. إنها باختصار حرب لا هوادة فيها بين الذكاء الشرير والمؤذي والمتسلط والدموي والتخريبي، وبين الذكاء الانساني الخير الذي يعمل ولا ينام دفاعاً عن أمن الوطن والمواطن، وعن الاستقرار والطمأنينة وقيم الخير.

***

ما حدث كان مذهلاً بعض الشيء… فمنذ بعض الوقت انطلقت ظاهرة أسيرية في محيط صيدا، متوكئة على عكازتين: تحريض مذهبي بغيض يقترن بفعل اجرامي رهيب وكريه يوجه البندقية نحو حماة الوطن ورجاله البواسل. وعكازة أخرى موازية للدعاية وتجميل الصورة بالاتكاء على شهرة حنجرة للطرب، سرعان ما تحولت الى صوت نشاز منفر تعافه الاسماع والنفوس! وحاول صاحب هذه الظاهرة الأسيرية أن يجعل من نفسه أسطورة – ولو ظلامية!- في حضوره وغيابه! وفي غمرة هذه الفوضى الملحمية التي تغرق المنطقة وسممت تداعياتها أجواء لبنان، ظن المطلوب الفار احمد الاسير أنه يستطيع المغادرة من الباب الأمامي، بعد أن دخل الى ساحة الصراع من نوافذه الخلفية… ولكن العين الساهرة كانت بالمرصاد!

***

ما حدث كان مذهلاً بعض الشيء، فكل الاذهان كانت تتجه نحو أحمد الأسير حتى لا يتحول الى شاكر العبسي آخر. واختار لنفسه اسماً مزوراً مشتقاً من العبسي بمعنى الانتساب اليه فأصبح العباسي. اما اسمه الأول فمشتق من الغرور باختيار اسم خالد، وهو ليس خالداً لأن في جعبته قراراً اتهامياً يطلب له الاعدام! وكان يفترض أن تتجه كل الانظار اليه عندما تم اعتقاله، وهذا حدث للوهلة الأولى فقط… اما كل الأنظار فتوجهت الى صانع الحدث: الامن العام… اللواء عباس ابراهيم… شكراً.