في ذكرى استشهاد اللواء فرنسوا الحاج، كتب احد اصدقائه في صفحته على “فايسبوك” مخاطباً صديقه اللواء: “لم تَنتظر أمراً للقضاء على عصابة الإرهابيين، بل اتّصلت بالقيادة لإعلامها بأنّك أطلقتَ معركة الإقتصاص من المجرمين الذين تجرّأوا على الغدر بجنود الجيش. أبَيت إلاّ ان تدير العمليّات العسكرية من خلال تواجدك على أرض المعركة بشكل مباشر”.
صديق اللواء الشهيد ، كان يُذكِّر بمعركة نهر البارد والدور الذي اضطلع به اللواء الشهيد في حسمها.
الجيش اللبناني، وعلى حسابه الرسمي على “تويتر”، غرَّد كاتباً: ” في ذكرى الغياب يبقى الحضور اقوى، ومن كتاب شهادتك ننهل معاني العزة والكرامة”.
كثيرة هي الإشادات باللواء الشهيد فرنسوا الحاج، لكن اين اصبح التحقيق في اغتياله؟
بالعودة قليلًا في الذاكرة :
صباح الثاني عشر من كانون الاول 2007 دوى انفجار مروع استهدف مدير العمليات في الجيش اللبناني العميد فرنسوا الحاج أثناء انتقاله من منزله في بعبدا، مفرق بطشاي إلى مقر عمله في وزارة الدفاع في اليرزة، ولدى وصول سيارته أمام مقر بلدية بعبدا، المفرق الذي يؤدي إلى اليرزة، انفجرت سيارة مفخخة كانت متوقفة إلى جانب الطريق، تبين أنه تم تفجيرها عن بعد. والشهيد كان يستقل سيارة من نوع جي.إم.سي لوحة خاصة عادية، فاستشهد على الفور مع سائقه خيرالله هدوان.
أربع عشرة سنة مرَّت على هذه الحادثة، فهل من ورقة في ملف التحقيق؟
نجل اللواء الشهيد، ايلي، كان كشف في حديث صحافي، وبعد 7 سنوات من عملية الاغتيال، عن وقائع مريبة. يقول ايلي: “لم يبدأ تحقيق جدي ليصل الى اي مكان، صحيح ان الملف انتقل الى المجلس العدلي لكن اي تقدم لم يحرز، وتكرّر الامر مع المحكمة الدولية التي تعاونا معها ايماناً بان اجهزتها قد تكون بعيدة عن الفساد وتداخل المصالح، لكن لاحقاً جاءنا اتصال من المحكمة يقول ان لا علاقة بين اغتيال اللواء فرنسوا الحاج وعملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وعليه توقف العمل على الملف من المحكمة”.
ويضيف نجل اللواء الشهيد: “نحن كعائلة لدينا اسئلة نريد اجابة عنها، ومنها: ماذا حلّ بصور الكاميرا التي التقطت تفاصيل الاحداث قبل الانفجار؟ وماذا عن حاجز الدرك الذي كان في المكان وتم نقله؟ وما هي خلفية انتحار دركيين تبيّن انهما يخدمان في سرايا بعبدا؟”.
مرت سبع سنوات على هذا الحديث المثير، الذي حمل اكثر من معطى من شأنه ان ينير التحقيق، لكن هذه المعطيات ضاعفت الألغاز بدل تفكيكها، فهل هذا يعني ان الاغتيالات التي تحمل بصمات القائمين بها او الذين يقفون وراءها، هي ما تنطبق عليها مقولة “ممنوع كشف حقيقتها حتى لو كانت معروفة ؟”.
نجل الشهيد طرح اسئلة خطيرة، ليس من اليوم بل منذ سبعة اعوام ، فلماذا لم يحصل على اي إجابة؟
احد ابرز الاستنتاجات، او العِبَر، من اغتيال اللواء فرنسوا الحاج، ان العملية وقعت في قلب “منطقة عسكرية” تبعد مئات الامتار عن وزارة الدفاع وقيادة الجيش، ما يعني ان هذه المنطقة مخترقة امنياً. السؤال ليس مَن يخترقها؟ بل مَن هو قادر على اختراقها؟ ووضع سيارة مفخخة على الطريق التي يمر عليها معظم الضباط والمسؤولين يوميًا؟ كما مَن استطاع ان يعرف ان اللواء الحاج كان يستقل تلك السيارة وليس غيرها ربما للتضليل؟
نجل الشهيد، ايلي، وفي اتصال اجريناه معه، لم يشأ إضافة شيء عما قاله في حديثه الصحافي منذ سبعة اعوام، بل “كرَّر اقواله” بمرارة : “لا شيء في الملف، وإذا ما تحقق فيه… شو بيكون؟”