IMLebanon

هذا ما يقوله ميقاتي عن استبدال اللواء خير

 

قرار أشعل السّجال السّياسي في المنية ولاقى ترحيباً طرابلسياً

 

 

النائب الخير واللواء خير خلال تنفيذ طريق داخلية في المنية

الشمال –  قطعت قبل أيام الطريق على أوتوستراد “المنية – طرابلس” بالاتّجاهين، ما تسبّب في زحمة سير خانقة من دون معرفة الأسباب. ثم اتّضح لاحقاً أنّ قطع هذه الطريق جاء على خلفية قيام رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بوقف تجديد التكليف للأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، ابن المنية. فما الأسباب التي دفعت بميقاتي لاتّخاذ هذا القرار؟

 

وكان اللواء خير مكلّفاً بمنصب الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة منذ العام 2013 وبقرار من ميقاتي نفسه، وفي ذلك العام كان خير الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع، وأرفق ميقاتي هذا التكليف بإعطاء الأمين العام السابق للهيئة ابراهيم بشير إجازة إدارية، أحيل بعدها على القضاء للتحقيق بـ “ملف اختلاس أموال” في الهيئة .

 

 

وعُرف عن خير بأنه منسجم مع كل رؤساء الحكومات الذين عاصرهم في سنوات عمله. ويشار إلى انتمائه إلى الحريرية السياسية ورئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري. ولم يؤدّ ضغط الشارع الأخير في المنية إلى تغيير موقف ميقاتي الذي أصرّ على تعيين العميد بسام نابلسي ابن طرابلس مكان محمد خير ابن المنية.

 

 

ومنذ أيام، انهالت بيانات “التبريك” من شخصيات طرابلسية للعميد نابلسي مهنئة بتعيينه. أما في المنية، وعلى غرار كل قضية سياسية تشهدها المنطقة، يعود الانقسام في الشارع إلى أوجه. فالنائب السابق كاظم الخير سارعَ في بيانٍ إلى اعتبار قرار ميقاتي يمثّل “مسّاً بحقوق المنية، وبطريقة تُخالف الأصول وترتكز على المحسوبيات”. ودعا الأخير إلى “فتح ملف الهيئة العليا للإغاثة على مصراعيه، وتبيان الأمور المالية، حتى لا يلحق الظلم باللواء خير وتبياناً للحق والحقيقة”.

 

بدورهم، شنّ أنصار النائبين السابقين عثمان علم الدين وكاظم الخير هجوماً واسعاً على النائب أحمد الخير؛ متّهمين إيّاه بما أسمياه “التفريط بالمركز الوحيد للمنية في الدولة لأسباب شخصية، وعدم القيام بما يلزم للدفاع عنه وهو الأقرب اليوم من بين نواب الشمال للرئيس ميقاتي”.

 

 

وكتب بعض أبناء المنية ومن آل الخير تحديداً ، على وسائل التواصل الاجتماعي: “مبروك لنائب المنطقة إقالة المركز الوحيد للمنية الضنية في الدولة”.

 

 

على عكس علاقته بالكثير من النواب والسياسيين التي لطالما كانت جيدة، لم تكن علاقة اللواء خير بقريبه النائب أحمد الخير  على ما يرام، ويعتبر الأخير أن اللواء وقف ضده في الانتخابات الأخيرة وتحديداً إلى جانب النائب السابق كاظم الخير. لكن العلاقة بين اللواء والنائب عادت إلى طبيعتها بعدما رمّمها ميقاتي نفسه، بعد ذلك، لم يرفض اللواء خير ولو على مضض؛ أي طلب للنائب لمعرفة اللواء بمدى العلاقة التي تجمع النائب برئيس الحكومة، وأصبح النائب الخير من أقرب المقرّبين من ميقاتي بعد الانتخابات النيابية، على الرغم من أن رئيس الحكومة قد رشّح منافسه كاظم الخير على لائحته عام 2022 .

 

وينفي مصدر على صلة بالنائب الخير “مزاعم البعض “بشأن اللواء خير، ويعتبر أن قرار استبدال الأخير “محض إداري”، اتّخذه ميقاتي بمفرده ولا علاقة للنائب الخير به لا من قريبٍ أو بعيد. وفي السياق أيضاً، وعن الأسباب الكامنة وراء اتّخاذ ميقاتي هذه الخطوة، ثمة من يعتبر أن المواجهة التي دارت أخيراً على شاشة MTV، بين اللواء خير والصحافي رياض طوق أدت إلى قرار ميقاتي بحق اللواء خير، ففي هذه المقابلة، أبرزَ طوق مستندات “تدين الهيئة وتطعن بشفافيتها وآلية توزيعها المساعدات في خلال الحرب الأخيرة، لا سيّما على جمعيات منها ما هو محسوب على سياسيين”، وعلى ما يبدو، كانت هذه الواقعة بالتحديد، ما كان ينتظره ميقاتي “لينقضّ على اللواء خير لأسباب وأسباب” وفق المصدر نفسه، الذي أضاف: “اعتبر ميقاتي أن اللواء خير لم يتمكّن من الدفاع عن نفسه وعن الهيئة وعن الحكومة، وكان ميقاتي قد طلب من اللواء عدم الظهور الإعلامي في فترة الحرب والنزوح، لكن الأخير لم يمتثل”.

 

 

وعندما يسأل ميقاتي عن هذه الخطوة الإدارية فجوابه: “اللواء خير مكلّف بالمنصب وآن الأوان لتعيين أمين عام بالأصالة”.

 

 

ويطوي هذا التبديل في منصب هيئة الإغاثة 11 عاماً من رئاسة اللواء خير للهيئة. ويعتصم الأخير بالصمت ولا يجيب سائليه عن الأسباب. وبهذا،  تنتقل رئاسة الهيئة التي تخضع لسلطة رئيس الحكومة؛ إلى شخصٍ هو الأقرب من ميقاتي وتياره بعدما كانت تعدّ مع خير أقرب إلى الحريري وتياره. فهل ينسّق الحريري وميقاتي خطواتهما ضمن الطائفة السنية ومراكزها كما يُحكى؟ أم أن الأمور هي غير ذلك؟.