IMLebanon

اللواء سليماني

 

يدخل إلى العراق ويخرج منه من دون لا سيم ولا جيم، يظهر في أفغانستان ثم يختفي. يعسكر في سوريا ويقود معاركها كأنه واحد من أهل نظامها، يشرّفنا إلى الجنوب أو إلى الضاحية ويغادر، ولا أحد من المسؤولين اللبنانيين يعلم بموعد قدومه الميمون ولا بموعد سفره. لا صورة لمودعيه على المطارات ولا ختم على جواز سفره. أساساً ما حاجته إلى جواز سفر وكل مناطق نفوذ إيران جنسيته؟

 

إنسان شبحي، قليل الكلام، له أياد بيض في الحرب العراقية ـ الإيرانية المجيدة التي خلّفت مليون قتيل. هو من أقوى رجال الأمن في الشرق الأوسط وأكثرهم نشاطاً واستهدافاً، يصفه مرشد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي بـ”الشهيد الحي” أما الأفعال المنسوبة إليه فكثيرة وكلها تدل على شجاعة نادرة، منها مساهمته في انتصار إيران على مواطنيها الأكراد وانتصار لبنان على عدوته إسرائيل في آب من العام 2006، حيث سقط للصهاينة 160 قتيلاً وللبنان حوالى 1200، وله “فضلٌ” بهزيمة داعش في العراق 2014 ونظام بشار حافظ الأسد “شاكر” جهوده.

 

إنه سيف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في إيران وخارجها اللواء قاسم سليماني. ورد اسمه في كل الموسوعات وأُدرج على كل قوائم الإرهاب في العالم، وإن أغفلت “الجنرال” لائحة يكون سقط منها سهواً. يتولى سليماني منذ 21 عاماً قيادة فيلق القدس، وكل الطرق التي سلكها لا توصل إلى زهرة المدائن.

 

جزء كبير من سيرة سليماني العسكرية معروف. حَرِّك غوغل وتكرج المعلومات غزيرة، وكأنك أصبت 4 حبات حامض أو 4 باندا على الـ “سلوت ماشين”، لكن ما ليس مذكوراً في سيرة القائد سليماني، كيفية تدرجه بالرتب ليصل إلى رتبة كالتي يحملها منير المقدح قائد الأمن الوقائي الفلسطيني في مخيمات لبنان. منير أصبح منذ فترة لواء والطريف أنه كان في العام 2010 عميداً، وتراجع في الـ 2014 درجة فصار عقيداً لأفاجأ بترقيته بعدئذٍ إلى رتبة لواء. وإن غبت سنتين في كندا سأعود إلى المقدح وقد ترقّى في الهرمية العسكرية إلى رتبة “فريق أول”.

 

المحيّر في سيرة اللواءين المقدح وسليماني أن أيّاً منهما لم يتخرج من اكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية ولا قُرِئ اسمه بين المجلّين في مدرسة سان سير الحربية الفرنسية، كما أن أيّاً منهما لم يتخرّج من الكلية العسكرية في حمص، فكيف صار كلاهما لواءً؟