IMLebanon

مكاري: برّي تراجع عن عقد الجلسة ليتفادى شرخاً مع الأحزاب المسيحية

قانون الإنتخاب عالق بين مطرقة الإنتخابات الرئاسية وسندان المصالح المتضاربة

مكاري: برّي تراجع عن عقد الجلسة ليتفادى شرخاً مع الأحزاب المسيحية

توصيف برّي للموت السريري لقوى 8 و14 آذار واقعي لكن العودة عن الموت صعبة

فيما اعتبرت كتلتا «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» إقتراح الرئيس نبيه برّي بدعوة اللجان المشتركة لدرس مشاريع واقتراحات القوانين الانتخابية بمثابة إنتصار لوجهة نظرها بعدم عقد أي جلسة تشريع لمجلس النواب ما لم يكن قانون الانتخاب بنداً رئيساً على جدول أعمالها، يعتبر الرئيس برّي أنه أراد من اقتراحه الجديد إعطاء فرصة جديدة للبحث في إمكانية الوصول إلى توافق سياسي على القانون ويؤيّده في ذلك الكتل النيابية الأخرى والنواب المسيحيون المستقلون ومنهم نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الذي كلّفه الرئيس برّي بترؤس إجتماعات  اللجان المشتركة.

ويقول مكاري أن الرئيس برّي لم يتراجع عن قراره بضرورة تفعيل عمل مجلس النواب وإنما تفهّم مواقف الفرقاء المسيحيين وتخوفهم من عدم إقرار قانون الانتخابات، وهذا أمر منطقي، وإن كان الأمر لا يزال معقداً وثمة صعوبات جمّة في الوصول إلى توافق سياسي، مشيراً إلى أن الفريق المسيحي مُحرج من عدم إقرار قانون جديد، من دون أن يُخفي خشيته من المهلة الطويلة التي أُعطيت للجان المشتركة وتشكيكه في قدرتها على تخطي خلافات الكتل النيابية حول أي قانون بإمكانه أن يحظى بالتوافق، ويستعمل في تلخيص وجهة نظره من الاقتراح الجديد للرئيس برّي المثل اللبناني «متل ما راحو متل ما رجعو» باعتبار أن مقارنة القوانين والاقتراحات الانتخابية لا تحتاج لأكثر من بضع ساعات إلا أنه في حال كان كل فريق يريد أن يخيّط قانوناً على قياسه كما هو واضح حتى الساعة، علماً بأن الذي يقرّ قانوناً على قياسه اليوم لن يكون هذا القانون على قياسه غداً، والمطلوب أن يقتنع الجميع بأن المطلوب هو إقرار قانون على قياس البلد، لأن لبنان ليس بلد الأغلبية لأنه محكوم بالتوافق وتاريخنا يشهد على ذلك.

مكاري الذي لا يؤيد تطبيق النسبية في لبنان، يعتبر أن النسبية وجدت للبلدان التي فيها أحزاب منظمة، بينما نحن في لبنان أحزابنا طائفية، وهذا القانون يختلف تأثيره بين المناطق ولا يعطي نتائج عادلة، لأن هناك اختلافاً بين منطقة وأخرى، ويؤكد انه يدافع عن بري عن قناعة، مشيراً إلى أن الجلسة النيابية التي دعا إليها رئيس المجلس تختلف عن سابقتها، فالقوانين المطروحة تحمل صفة الحاجة لا الإلحاح كما الجلسة التي أقرّت فيها القوانين المالية لأن عدم إقرار تلك القوانين حينها كان سيؤثر على الوضع المالي في البلد.

ويعتبر مكاري أن ضرر تأجيل بري للجلسة الاخيرة أقل من انعقادها الذي يمكن أن يؤدي إلى شرخ مع الأحزاب المسيحية في البلد، واضعاً قرار بري في خانة «رجل الدولة».

مكاري الذي يستغرب التبصير والتنجيم في تحديد مواعيد رئاسية، في خلال لقائه وفداً من رابطة خرّيجي الإعلام برئاسة الزميل عامر مشموشي، يؤكد أن لا انتخابات رئاسية في الأفق المنظور، ونحن لم نعرف أن ننتخب رئيساً من دون تدخلات خارجية.

 ورداً على طرح رئيس الكتائب سامي الجميّل رأى أن الامور لا تميل إلى رئيس تكنوقراط بعد، مع إشارته إلى انخفاض حظوظ المرشحين الرئاسيين العماد ميشال عون ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لا سيما عون الذي لم تتغير المواقف السياسية تجاهه لا الداخلية ولا الخارجية، كما أن «حزب الله» لم يظهر اكثر من دعم لترشيح عون للرئاسة، معتبراً أن ملف رئاسة الجمهورية لم يجهز عند حزب الله بعد، فهو يملك ورقة رابحة يلعبها في الوقت المناسب، مشيرا إلى أن تطورات الوضع في المنطقة هي من ستوصل الرئيس العتيد إلى بعبدا.

ورداً على سؤال حول التوافق بين حزب الله والمستقبل، اعتبر انه يحل 90 إلى 95 بالمئة من المشاكل في البلد، لافتاً إلى اشكالية عند الطائفة الشيعية وهو غياب امضائها عن السلطة التنفيذية، وهي تملك اليوم وزيراً للمالية شاءت الظروف أن يكون شيعياً، والشيعة بحسب ما يتم تداوله يريدون نائباً لرئيس الجمهورية يملك امضاء، ليكون لهم دور في السلطة التنفيذية إلى جانب دور الرئيس المسيحي ورئيس الحكومة السني.

ويعتبر أن اقتراح انتخاب رئيس لسنتين غير موجود وهو اقتراح وهمي لانه يتطلب تعديلا دستوريا، وقبل التعديل الدستوري يجب أن نحل امورا اخرى. ويوضح مكاري أن من كان يعتقد أن زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ستحل خلال 24 ساعة عقدة  الرئاسة «فهو واهم»، واضعا الزيارة في اطار اهتمام دولة كبيرة كفرنسا بلبنان، وبملف النازحين السوريين، مؤكدا أن الرئاسة ليست عند هولاند بل عند السعودية وايران وروسيا واميركا.

مكاري المؤيد للتوافق بين «التيار الوطني» و«القوات» يبدي عدم الرضى على نسبة الـ86 بالمئة المؤيدة للاتفاق، إلا انه في الوقت نفسه يعتبر هذا التوافق لا يمكن «تقريشه انتخابيا». موضحا أن الاتفاق جاء نتيجة الظروف، وبقاؤه يعتمد على النتائج، وقانون الانتخاب إمتحان مهم للتحالف.

ويعتبر مكاري أن قوة 14 اذار تأتي من قناة الناس، بينما قوة 8 اذار بقوة قيادتها، فبينما قيادة 8 اذار متماسكة، تعتبر قيادة 14 اذار «متشابكة»، منوهاً بتوصيف الرئيس بري الدقيق لوضع 8 و14 اذار «انها في موت سريري»، لافتا إلى أن بري لم ينعَ هذه القوى، كما أن الرجوع من الموت السريري صعب.