ما الذي سيحصده لبنان من زيارة وزير الخارجية الأميركية مايكل بومبيو إلى بيروت؟ الأمر الوحيد الأكيد حتى الآن هو ازدحام سير رهيب يحبس الناس في الشوارع عالقين في سياراتهم، بلا زغرة عندما طلّ علينا وزير الخارجية الإيرانيّة محمد جواد ظريف اختنقت الناس في سياراتها والاجراءات الأمنية كفّرت النّاس، فكيف سيكون المشهد الحربي لحماية بومبيو، وتأمين خطوط سيره في الشوارع اللبنانيّة، هذه هي الحصيلة الأولى الأكيدة والمتوقعة من زيارة «مايك» وهو يتأبط حقيبته المنتفخة!
أما ما بعد «العجقة» المكفّرة، يُقال أن «مخّول» الأميركي «جايي صوبنا» ليبلغ لبنان «رسالة واضحة»، وقد سبقه في نقل أشباح هذه الرسالة إلى لبنان مساعده ديڤيد ساترفيلد، طلائع الرسالة الواضحة للبنان ترفرف عناوينها وتوشوش آذان اللبنانيّين، لأنّ «مخّول الأميركي» سيطلب من اللبنانيّين أن ينفّذوا ما عجزت أميركا وحلفاؤها في العالم ومعهم فوق البيعة جيش العدو الإسرائيلي!!
ليس عندنا شكّ بمحبّة أميركا ترامب للبنان، ومحبتها ما قبل ترامب ومحبتها ما بعد ترامب، ودعمها الجارف للبنان ولجيشه الدعم المحسوب وبالقطارة، والمليارات التي تخصصها لدعم ميزانية لبنان العسكرية، والمليارات التي ترصدها للنهضة بلبنان وتطوير زراعته وصناعته وصادراته، بالطبع أمام هكذا دعم ملياري استثنائي ولكن وهميّ لبلد كلبنان بقي له بضع خطوات ليسقط في الهاوية نهائياً، في هذه اللحظة، يحضر «مخّول الأميركي» و»ياحزركن.. شو بدّوا مخّول الأميركي» من اللبنانيّين كلّن.. قشّة لفّة، فلنلقِ نظرة بسيطة، ولكن «لا تخافوا ولا تنقزوا.. واستهدوا بالرحمن»…
الرسالة المخوليّة الواضحة، «ما في أحن منها»: «الولايات المتحدة تقف إلى جانب لبنان وتريد أن تواصل دعمها للجيش اللبناني والشرعية اللبنانية، وهي مستعدة للدفاع عنه في المحافل الدولية»، إلى هنا الكلام سمن وعسل، وليس فيه ما يقال، ولكنّ «فلاكَتْ» كبيرة (فلاكَتْ: كارثة) تنتظرنا فيما تبقّى، فلنقترب من حافّة الرّسالة لنكتشف ماذا تريد منا أميركا عبر وزير خارجيتها «مخّول الأميركي»، ولنبدأ بالتسلسل:
تريد أميركا من لبنان أن يتحمّل «خياراته الوطنية، فلبنان الذي تريد (أميركا) مساعدته هو لبنان الذي تسيطر فيه الدولة على كامل أراضيها وتحترم القرارات الدولية، لاسيما القرارين 1701 و1559».. «ولك يا سلام سلّم»!
جديّاً ما تطلبه أميركا من لبنان هو القيام بمهام مجلس الأمن الدولي الذي اتخذ هذه القرارات وله مندوبين يتابعون تنفيذها، ومهمة تنفيذها ووضعها تحت الفصل السابع شغلة الأمم المتحدة وليست شغلة لبنان الضغيف، وكوني أكيدة يا أميركا، يا عزيزنا «مخّول الأميركي» كنا نتمنّى أن نعطيك «عُقاد نافع» لكن جناب رئيسك دونالد ترامب مخطىء في معرفة من عليه تطبيق القرارات الدولية، روحوا وجّهوا وجهن عمجلس الأمن الدولي وشوف شو بدكن تعملوا بهالقرارات التي نخرتوا راس لبنان فيها وأنتم تعرفون أنها مجمدة لم ولن يتحقّق منها شيء!
أما أحنّ وألين والأخفّ عبأً بين المطالب الأميركيّة التي يرميها في وجوهنا مخّول بومبيو فإنّ «الولايات المتحدة لا تستطيع القبول باستمرار بقاء «حزب الله» طليقاً إلى هذه الدرجة في لبنان من دون أن تتخذ الدولة اللبنانية موقفًا منه»، زيارة وزير الخارجيّة الأميركية إلى لبنان مشروع حرب أهلية بين حزب الله والشعب اللبناني، زيارة تحميل لبنان ما لا طاقة له ولا لنا به، فلتذهب أميركا مصحوبة بهذه الطلبات و»بوجّا» عمجلس الأمن الدولي،
ولترَ كيف بإمكانها تطبيق القرار 1559 والقرار 1701، حزب الله وحجمه وسلاحه وإيرانه، أزمة وصناعة أميركية جبانة منذ العام 1983، «فليدبّر دونالد ترامب رأس أميركا بمعرفته» خصوصاً أنّ لبنان لا يملك إجابة على جملته الشهيرة «تريد الدّعم» «إدفع إذن»!! الله يدفع البلاء عن لبنان وشعبه.