IMLebanon

رجل القرارات الصعبة

قبل عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت كان موضوع انتخاب رئيس الجمهورية شبه مقفل. ويمكن القول بكل بساطة ان الشعب اللبناني أصيب بإحباط في المسألة الرئاسية، ولكن ما إن عاد الشيخ سعد وبدأ بسلسلة اتصالات حتى بدأ حراك كسر الجمود وسجّل تقدماً ملحوظاً في مسار الاستحقاق لا يمكن لأحد أن يتجاهله، بدأت ارتداداته تهزّ المواقف وربما تغيّر في معادلات الجمود والسلبية اللذين كانا عنوان السنوات الماضية منذ بدء مهلة انتخاب رئيس للجمهورية في آذار 2014 حتى اليوم.

ويمشي الحريري على خطين: خط داخلي عبر لقاء القيادات كلها بدءاً بسليمان فرنجية وسمير جعجع والكتائب وميشال عون وبكركي واجتماع كتلة نواب المستقبل.

وقد يقول البعض ان هذه الكتلة غير موافقة على خيار العماد ميشال عون إذا اتخذه الرئيس الحريري.. وهذا موضوع قابل للجدال.

وهذا من صلب الديموقراطية وفي إطار الشورى في ما بين أهل البيت الواحد.

وأما على صعيد الخط الخارجي فمن الواضح أن المملكة العربية السعودية يعني لها لبنان الكثير. ويكفي أن نسترجع كلام الملك المؤسّس عبد العزيز آل سعود الذي قال: »أنتم أيها اللبنانيون، بين مسلم ومسيحي كلكم بيت واحد، إذا اتفقتم وسرتم على قلب واحد..«.

وقوله أيضاً الموجه للسعوديين: »ان لبنان وطنكم الثاني«.

أما بالنسبة الى حراك الرئيس سعد الحريري الى روسيا فكلنا يعرف دور وتأثير موسكو التي هي اللاعب الأكبر في المنطقة، فإيران بحاجة الى الدعم الروسي في سوريا.

وحول زيارة الحريري الى تركيا فمعروف على نطاق واسع أن أنقرة لاعب كبير في المنطقة عموماً وفي سوريا خصوصاً أقله من حيث التجاور الحدودي بين البلدين، الى التأثير التركي المباشر على أطراف معروفة في سوريا.

أما زيارته المرتقبة الى مصر فتأتي انطلاقاً من دور مصر وتأثيرها في القرارات العربية..

وطبيعي أن الجميع يعرف دور المملكة العربية السعودية في المنطقة العربية والاقليم الشرق أوسطي عموماً وكذلك على الصعيد العالمي.

ويأتي هذا الحراك، ما جرى منه وما هو قيد التنفيذ، حرصاً من الرئيس سعد الحريري على تحصين الساحة الداخلية وإيجاد الدعم للبنانيين ومساعدتهم في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ المنطقة برمتها والتاريخ اللبناني تحديداً.

ولا شك في أن الشيخ سعد سيتخذ القرار المناسب، عندما يحين أوان اتخاذه، ولن يكون إلاّ في مصلحة لبنان بأطيافه كلها.. علماً أن هذا القرار يقرب يوماً بعد يوم، والشيخ سعد هو صاحب القرارات الجريئة التي نكرر أنها تصب في مصلحة لبنان كله.

عوني الكعكي