شاغل لبنان والعالم العربي والدول الإسلامية والعالم كله، انه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله – حفظه الله – الذي يقود أشرس معركة ضد الصهيونية على عدة جبهات، وينصر المظلومين وليس امامه هدف الا رفع الظلم عن المظلومين. يصلي الى ربه ايماناً بالله، وايماناً بالخالق، من اجل ان يبقيه قادرا على خوض الصراع ضد الشر، ضد الظالمين، ضد المستكبرين، ضد الذين يريدون ضرب الوحدة الوطنية في لبنان، وتقسيم الشام، وضد الذين ينتقمون من الشعب العراقي المسكين، المنكوب منذ سنة 2003 وقبلها بقتل الناس بالسيارات المتفجرة والإرهاب، وضد المظلومين في العالم العربي. وليس على قاعدة مذهبية، بل على قاعدة المبدأ والمبدأ هو ان يتساوى الجميع بالحقوق والواجبات، لا ان تتسلط فئة على فئة. وهو نصير كل مظلوم سواء كان مسلماً ام مسيحياً. وهو قائد الجيش الأقوى في الشرق الأوسط، لانه كان تصنيف الجيش الإسرائيلي انه الأقوى، فقاد معركة حرب تموز 2006 وهزمه، وبالتالي يعتبر قائد الجيش الأقوى في المنطقة، وهو الذي حافظ على تحرير الجنوب، ومنع أي تعد إسرائيلي من جديد على الجنوب، وجعل إسرائيل تعيش حالة الرعب الدائم من شمال فلسطين حتى القدس المحتلة، حتى وادي بيسان.
حمل سلاحه مع المجاهدين وذهب الى الشام، ليقاتل المشروع التكفيري الصهيوني، وانصبّ اللوم عليه، واتهم بالإرهاب وهو يقاتل الإرهاب، حتى الذين ما زالوا يتهمونه بالإرهاب، هم ضحايا الإرهاب ذاته الذي يحاربه قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله.
الناس يحبونه، وينتظرونه ليتكلم، لانه مدرسة بشخصيته وكلامه وفكره، المنطلق من الايمان بالله – سبحانه تعالى – والمنطلق من الايمان بالناس وبالشعب والمؤمن بسيادة الشعب على ارضه، والمؤمن بالتساوي بين الناس كما خلقهم الله، وهو ضد الاستعباد، ومؤمن بالقول الكريم: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احراراً».
حاصروه من كل الجهات، ولو استطاعوا لمنعوا الهواء والمياه عنه وعن المقاومة، واعتقدوا انهم بعقوباتهم وحصارهم يضعفون قيادته ويضعفون عافية المجاهدين وهمّتهم، فاذا هو يتوسّع في صراعه من الجبهة الجنوبية ضد العدو في شمال فلسطين، الى العدو التكفيري الصهيوني في الشام، ويقود اعنف المعارك هناك ويقدم الشهداء، ومع ذلك يلومونه. حافظ على امن لبنان من التكفيريين، وقاتلهم في كل مكان، ومنعهم من تفجير السيارات في العاصمة وفي لبنان، لا بل اكثر من ذلك، لاحق التكفيريين الإرهابيين الى الشام، وقدم مئات الشهداء، والدماء والجرحى، والمعاقين ومع ذلك يلومونه. يقدم دماً مع المجاهدين الشهداء، ومع ذلك يلومونه لانه يقاتل التكفيريين والإرهابيين في الشام. وعلى الأقل يقول لهم، اتركوني احارب التكفيريين الإرهابيين فعلى الأقل نحمي الساحة اللبنانية، واتركوا حساباتكم الشامية مع النظام وغيره، واتركونا نقاتل التكفيريين الإرهابيين، فهم خطر على المنطقة، ومع ذلك يلومونه، لكن الناس يقدّرون، ويعرفون ان هذا القائد العظيم، قائد المقاومة، سماحة السيد حسن نصرالله، قد قدم اكبر خدمة بوحدة لبنان وامنه وشعبه، وقدم خدمة كبرى للأمة في قتاله ضد التكفيريين الإرهابيين، غير عابئ بتدخل دولي ضده، وأبقى جهوزية القتال على خط الانسحاب الأزرق في جنوب لبنان، شمال فلسطين المحتلة. ولم يتجرأ العدو الصهيوني على التقدم خطوة داخل الخط الأزرق، لانه يعرف ان قائد المقاومة لن يتردد في ضرب العدو الصهيوني وهو يقود المعارك على جبهات الشام ضد التكفيريين، وقرار الحرب على التكفيريين في الشام، قرار كبير وخطير ومسؤول، له حسابات كبرى، وله مخاطره، وله ردات فعل، وبكل شجاعة اتخذ القرار وحمل السلاح مع المجاهدين وقاتل في الشام، وقام بتعديل موازين القوى، فبعد ان كان التكفيريون يريدون بسياراتهم المفخخة والانتحاريين الإرهابيين تفجير الاحزمة الناسفة بين المدنيين والناس العزّل، وذبح الناس وتصويرهم تلفزيونيا، وكيف يتم ذبحهم وقطع رؤوسهم، بأبشع صور تكرهها الإنسانية، وحاربهم وابلى بلاء حسنا في قتاله ضد الإرهابيين وجعل نظام الممانعة في سوريا قوياً بالتحام المقاومة مع الجيش العربي السوري وقتالهم معاً ضد التكفيريين الإرهابيين، فرأت الشام في قوة المقاومة قوة عظيمة جاءت لها سنداً في ساعة الخطر، وساعة المؤامرة لتقسيم الشام، ولاسقاط نظام الممانعة كي تسهل لاحقاً محاصرة المقاومة في لبنان وخدمة المشروع الصهيوني.
وهو يعرف تماما المشروع الصهيوني ويستمع الى كلام قادة المسؤولين الصهاينة لدى العدو الإسرائيلي، ويتابع اخبار العالم كله، ولذلك فهو مدرك لحجم المشروع الصهيوني وخطره على امتنا وعلى بلادنا، ومن هنا فهمه الكبير للمشروع الصهيوني جعله يأخذ قراره ويقاتل في الشام، ويقاتل في العراق، لا بل انه ذهب ابعد من ذلك، فقام بإرسال خبراء وخلايا الى ايران وأبحر بالصواريخ واوصلها عبر السودان والبحر الأحمر، الى غزة. وقام بتدريب المقاومة في غزة على حرب الانفاق، وتزويدها بالصواريخ، ولذلك استطاعت المقاومة القيام بحرب على العدو الصهيوني واطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية، ومع ذلك لم يأبَ عندما وقف خالد مشعل يشكر الجميع بعد عدوان إسرائيل على غزة، وقيام المقاومة بردع العدو الإسرائيلي، وخالد مشعل يشكر الدول كلها، دون ان يذكر حزب الله، وهو لا يريد الشكر من أحد، بل من الله – سبحانه تعالى – يشكر ربه. فان سماحة السيد نقل السلاح واوصله الى غزة، ولذلك استطاع شعبنا في غزة ان يقاوم اكثر مما هو مقاوم، وزاد في قوته، وفي عزيمته، ولم يطلب اجراً او نفوذا او أي مركز لحزب الله في غزة. مع ان حماس هي منظمة مقاتلة، مقاومة، لا تحتاج الى شهادة احد، انما الامر الواقع يقول ان حزب الله ناصر حماس في غزة، واوصل اليها الصواريخ، وقام بالتدريب على حرب الانفاق، مما جعل قصف الطيران الإسرائيلي عاجزا عن ضرب المقاومة في غزة، فلجأ الى قصف المدنيين بشكل وحشي، فقامت الطائرات الإسرائيلية بهدم المباني على المدنيين في غزة، واستشهد 2000 مواطن في غزة وجرح 10 الاف بقصف وحشي من الطيران الإسرائيلي الصهيوني، وبقيَ سماحة السيد حسن نصرالله يناصر حماس، لانه يعتبر ان القضية الأولى لامتنا هي فلسطين، وتحرير الجنوب هو الطريق الى تحرير القدس، وان الحرب طويلة، ولاجيال ستأتي أيضا، وهو يقاتل ويصارع ضد الشر الصهيوني حتى يعطي الشعلة مرتفعة للقائد الذي سيأتي لاحقا، وللمجاهدين الذين يقاتلون على كل الجبهات، فشعلة المقاومة ليست محصورة بجنوب لبنان، ولا بالحرب على التكفيريين الصهيونيين، بل هي من اجل القضية الأولى، فلسطين، التي اغتصبها العدو الصهيوني وشرّد شعبها، ولذلك قام بعد تحرير الجنوب بوضع استراتيجية تردع العدو الصهيوني، فنصب الصواريخ من البقاع الى الجنوب، ودقت الساعة في حرب تموز، فحاولت الدبابات الإسرائيلية الدخول الى ارض لبنان واحتلاله، وهي تعتبر ان الامر سهل، واعتبرت أيضا ان مدنها محميّة بواسطة الطيران، فاذا بصواريخ المقاومة وبملاحقة دقيقة من قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله – حفظه الله – يعطي الأوامر بضرب الصواريخ على المدن الإسرائيلية ويجعل مليون إسرائيلي ينزحون من شمال فلسطين المحتلة نحو جنوبها، واحرق دبابات الصهاينة على أبواب بلدة الخيام، في معركة بنت جبيل وفي مارون الراس وفي الجنوب وكانت جولات من القتال حيث المجاهدون يقاتلون من نفق الى نفق ومن بيت الى بيت ومن شجرة الى شجرة، وهم يحملون صواريخهم التي اوصلتها دولة الممانعة في الشام الى المقاومة، وحملها المقاومون بالصواريخ على اكتافهم من الصواريخ العادية ضد المدرعات، الى الصواريخ التي مداها 300 كلم.
ثم بعد حرب تموز وضع المعادلة الجديدة، اذا قصفتم الضاحية او بيروت، او العمق في لبنان، فسنضرب تل ابيب وندمر مطار بن غوريون، وندمر معامل بتروكيمائيات في تل ابيب وسنضرب تل ابيب العاصمة التجارية للدولة المغتصبة لفلسطين وهي إسرائيل.
اما في الداخل اللبناني فسعى للحوار مع كل الأطراف، ولم تستفزه الحملات المذهبية، بل بقي يمدّ يده من اجل وحدة المسلمين، شيعة وسنّة، ومدّ يده الى الطائفة الدرزية، وكان حليف المسيحيين، وقتاله ضد داعش، وجبهة النصرة منع السيارات المفخخة من ان تأتي الى المناطق المذهبية، كذلك تمسك بدعم العماد ميشال عون مرشحا لرئاسة الجمهورية، ولم يصدقه بعضهم، وكانوا يقولون ان المقاومة تناور بترشيح العماد ميشال عون، وانها ترشح العماد ميشال عون، لخرق الساحة المسيحية، وما تغير وما تبدّل قائد المقاومة في موقفه، وبقي داعما للعماد ميشال عون مرشحا لرئاسة الجمهورية، حتى وصل العماد ميشال عون وتم انتخابه رئيسا للجمهورية، ووفى بوعده للعماد عون، لان المقاومة رمزها الوفاء والفداء. وكان وفياً مع حليفه، الذي وقّع معه ورقة التفاهم في كنيسة مار مخايل في الشياح. واعتذر من الوزير سليمان فرنجية عن دعمه لرئاسة الجمهورية، وقال له: نحبك وندعمك، لكننا ملتزمون بتأييد العماد ميشال عون ولا يمكن التراجع عن دعم العماد عون، وكل ما في الامر، اذا استطعت اقناع العماد عون بالانسحاب، عندئذ نؤيدك لرئاسة الجمهورية، وهذا ما قاله للوزير سليمان فرنجية.
وبعد انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، شكك البعض من بعدها في ترشيح المقاومة ودعمها للعماد عون والعماد ميشال عون اصبح رئيسا للجمهورية، ويا للمهزلة، تدعم المقاومة العماد ميشال عون وتعمل على تأمين النصاب ويتم انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، ومع ذلك يشكك البعض، فماذا يريدون من سماحة السيد حسن نصرالله اكثر من الوفاء بوعده بدعم العماد ميشال عون، على أساس إعطاء زخم للمسيحيين في لبنان، ووصول الرئيس القوي الى سدة الرئاسة، وهو الماروني الأقوى، برئاسة كتلة تضم أكثرية النواب المسيحيين، وها نحن نشهد في رأس السنة، كيف كان قصر بعبدا، وكيف جاء قائد الجيش مع وفد قيادة الجيش وكيف جاء قادة الأجهزة الأمنية كلهم، وقدموا الولاء للعماد ميشال عون، والمقاومة تدعمه، وعاد المركز الماروني الى رئاسة الجمهورية، بالرجل القوي العماد ميشال عون، ومع ان العماد عون خاض حربا ضد الجيش الشامي في لبنان لم يؤثر ذلك في سماحة السيد حسن نصرالله، فهو يعلم ان العماد ميشال عون ليس عدو الشام، وعن قناعة ايده، والمسيحيون مرتاحون جدا لموقف المقاومة بانتخاب الرئيس العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية.
وشكرا لقائد المقاومة وامين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، وسيقول المسيحيون ان حزب الله من خلال عهد العماد ميشال عون أعاد الروح التي فقدها المسيحيون فترة طويلة بإيمانهم بوجودهم في لبنان، لانهم كانوا يهاجمون بكثرة، ثم انه ناصر المظلومين في البحرين، وناصر المظلومين في اليمن، ومنذ البداية قال ان الحرب في اليمن لا تفيد، اذهبوا الى التسوية. وها هي عاصفة الهزم تقف عند الخط الأحمر، وتقرر وقف اطلاق النار والوضع لا يتغير في اليمن، بل على العكس أصيب اليمن بالكارثة، نتيجة القصف الجوي العنيف عليه.
شخصية العام في العالم العربي اخترناه هو سماحة السيد حسن نصرالله للدور العربي الشامل الذي يؤديه وهو في ضاحية بيروت، ونفوذه يصل الى الخليج العربي، والى السودان ومصر، والى العالم الإسلامي كله، والى الشام ولبنان وفلسطين، وربما هنالك رؤساء دول عربية أدّوا أدوارا، لكن لم يؤدّ رئيس دولة عربية دورا على مستوى العالم العربي والإسلامي مثل حجم دور سماحة السيد حسن نصرالله – حفظه الله – وفي كل المعارك التي خاضها انتصر، في لبنان انتصر ضد العدو الإسرائيلي، في تموز انتصر ضد التكفيريين الإرهابيين الصهيونيين، في الشام انتصر، في العراق ينصر شعب العراق، وفي اليمن والبحرين ينبّه للظلم، فكانت سنة 2016 سنة صوت قائد المقاومة، فقرروا اغلاق صوته عبر منع المنار، المحطة التلفزيونية التابعة للمقاومة من بث خطاباته وتهديد التلفزيونات ان من يبث خطاب سماحة السيد حسن نصرالله ستوقف ارساله شركة عرب سات الفضائية، لان صوت سماحة السيد حسن نصرالله كان صوت الضمير العربي، وصوت الضمير الإسلامي وصوت ضمير الإنسانية، فضجّ في اذنهم أينما كانوا، وناصرته الشعوب وخافوا من ثورات في بلادهم ضد حكم الظلم والظلام، فحاولوا اسكاته، لكن صوته بقي مرتفعاً ويصل الى دول العالم عبر وسائل أخرى وعبر تناقلها مسجّلة من مواطن الى مواطن آخر، وفي بعض الدول ولو همساً لان الاضطهاد كبير، وقامت شركة «فيس بوك» اكبر شركة في العالم للتواصل الاجتماعي بإنذار كل من يضع صورة قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله. ومع ذلك صوته يدوّي، وابتسامته دائماً موجودة، وحزمه موجود وشجاعته موجودة.
أدامه الله، رجلا لبنانيا عربيا، مسلما، مؤمنا بربه، مؤمنا بالانسانية كلها، على مختلف طوائفها، وحماه الله لان المشروع الصهيوني يرى في قائد المقاومة الخطر الأكبر على المشروع وعلى الصهاينة.
وعلى هذا الأساس اختارت «الديار» رجل العام عربيا ســماحة السيد حسن نصرالله قائد المقاومة 2016.
شارل أيوب