Site icon IMLebanon

إدارة الـMEA فوق كل اعتبار

 

لم اصدق عندما قرأت بيان وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد الذي تحدث فيه عن شركة طيران الشرق الاوسط.

 

فرحنا كثيراً عندما ارتأى فخامة الرئيس استحداث وزارة دولة لمكافحة الفساد واستبشرنا خيراً بأن هناك نيات حقيقية لمحاربة الفساد.

 

تعرفنا على الوزير نقولا تويني من خلال موقفه وتفاءلنا به كونه من اسرة آل تويني التي قدّمت للبنان رجالات في الديبلوماسية والوزارة والسياسة وابرزهم العملاق الراحل غسان تويني.

 

ولكن اصبنا بخيبة وصدمة كوننا كنا ننتظره يومياً ليطلع علينا بشيء حول مهمته، خصوصاً وان وسائط الاعلام (المكتوب والمرئي والمسموع) تتكلم عن الفساد باستثناء شركة طيران الشرق الاوسط التي كانت

 

في السابق تخسر مئة مليون دولار سنوياً وقد باعت جراء الخسائر طائراتها كلها الى ان جاء الاستاذ محمد الحوت الى رئاستها من البنك المركزي، وقد وصل الى الموقع بتزكية من الحاكم رياض سلامة، اي ان اختياره للمنصب كان اكثر من جيد، وفعلاً، بيّض الله وجهه من صفر طائرات الى 22 طائرة ملك للشركة ومن خسارة 100 مليون دولار الى ربح 100 مليون دولار سنوياً.

 

والمصيبة الاكبر ان وزير مكافحة الفساد يعلم جيداً ان موضوع الكهرباء الذي لا حل له منذ 30 سنة بخسارة مليار دولار سنوياً اضافة الى سائر مشاكل قطاع الكهرباء التي منها ان مناطق بكاملها لا تسدد الاشتراكات، اضافة الى التعليق غير الشرعي والمولدات الى صفقات الفيول التي يتحدث عنها الجميع.

 

والاكثر ان الدولة اللبنانية هي المستهلك الاكبر للفيول. وبدلاً من ابتياعها مباشرة من الدول (كما الاتفاق الذي عقده الرئيس سعد الحريري مع الكويت وآخر مع الجزائر) لجأوا الى اخذها من الشركات الخاصة.

 

وماذا عن ملف النفايات؟ كان عندنا احسن شركة، ومن اجل النكايات والمحاصصة استغنوا عن »سوكلين«… فكنا نتمنى لو ان هذا الملف كان مدار متابعة الوزير تويني، او لو انه تحدث فيه!

 

اضافة الى ما نسمعه الى ان الدولة اللبنانية ديون بقيمة 80 مليار دولار، بينما الزعماء لديهم ثروات تفوق هذه الديون.

 

نعود الى موضوع M.E.A وصفقة الاربع طائرات التي اثارها الوزير. هناك بند في العقد ينص على انه في حال اكتشاف ان هناك عمولات على مدى 25 سنة تغرّم الشركة (بائعة الطائرات) والمنتفعون بالعمولة، بعشرة اضاف مبلغ الصفقة. فهل قرأ الوزير هذا البند؟ وهل تمحّص فيه؟

 

عيب يا معالي الوزير نقولا تويني ان تشهّر بشركة ناجحة رفعت اسم لبنان عالياً ليس في الاجواء وحدها انما في مختلف انحاء العالم. حتى ان الخليجيين والاوروبيين يفضلون السفر بطيران الشرق الاوسط بدلاً من طائرات بلدانهم وهي من اسماء اكبر واهم الشركات العالمية.

 

فبدلاً من تكريم محمد الحوت الذي حقق الانجازات والارباح في وقت يعاني قطاع الطيران في العالم خسائر وتقفل شركات عالمية كبيرة..

 

بدلاً من ذلك يتعرضون له وللشركة!

 

كان يفترض بتويني ان يحكّم ضميره، والاّ يظلم رجلاً ناجحاً.

 

اخيراً، يجب على وزير الدولة لمكافحة الفساد ان يعتذر ليس من محمد الحوت وحسب، بل من كل رجل شريف ايضاً، وواجبه ان يكتشف ولو فاسداً حقيقياً واحداً، والفاسدون بالآلاف، ولديه السلطة والادوات، ولكننا لا نعلم ما اذا كان يملك الاقدام والشفافية في التعامل مع الفاسدين.

 

الوزير تويني ينطبق عليه القول: جبنا الوزير لمكافحة الفساد، فراح يحارب النجاح والناجحين.

 

تبقى كلمة لا بد منها: ان الاستاذ محمد الحوت لم يتصرّف وحده، انما هو يعمل مع اعضاء مجلس ادارة اعضاؤه من خيرة الناس المشهود لهم بالمناقبية.

 

وشراء الطائرات الاربع تم بقرار من مجلس الادارة مجتمعاً وبشفافية كاملة… فكيف تكون الصفقة مشبوهة؟!.