Site icon IMLebanon

الى الوزيرة منال عبد الصمد ستكونين متهمة كيفما دار الحال!

 

 

مرتان، طلبتُ موعداً مع معاليكِ لم يتحقق. قلتُ أقْرب الطرق هو الصحيفة، خصوصاً انهما ملاحظتان:

 

الملاحظة الاولى:

يا سيدتي، تحاولين في الترشيحات لموقع مدير عام/رئيس مجلس ادارة تلفزيون لبنان اختيار الأكفأ للمنصب إبعاداً لمنطق المحاصصة. مهما فعلتِ وناضلتِ في هذا الخصوص فإنّ الاتهام بالمحاصصة جاهز. نحن في لبنان، وسيُقال لك ظُلماً انك اعتمدتِ المحاصصة في نتائج الترشيحات ولو كانت غاية في الشفافية والاخلاق، هذا عدا عن كيفية اختيار أسماء اعضاء المجلس الآخرين التي ستكون كالعادة التقليدية، لأنها خارج الجدال. فمن حقي أن أسأل كإبن لتلفزيون لبنان من عام 1974 (ستديو الفن)، والتأخير المتمادي من سنوات يكاد يخرب المؤسسة، لماذا هذا التعب في الترشح والامتحان، والنتيجة عند اللبنانيين المشككين واحدة؟ والتشكيك هو العُملة القديمة-الجديدة التي بدأت حكومتكم تعانيها بصلافة. حتى أنّ بعض المتحمّسين لتغيير آلية التعيين يغمزون من قناتكم بالقول انّ الذي عيّن الوزراء الجديرين أمثالكم، هل يصعب عليه أن يعيّن مدير عام جديراً؟

 

الملاحظة الثانية:

إستمعتُ الى بعض الافكار التي طُرحت في ندواتكم الاخيرة في الوزارة، حول الاعلام، وتحديداً تلفزيون لبنان. يا سيدتي يحتاج التلفزيون الرسمي كما تكرّرين بَثّاً رقمياً، لكن هذا هو الاسهل، لإمكانية شراء اي تقنية. المطلوب للتلفزيون هو الانسان. الانسان الذي يدير المؤسسة بعِلم ودراية وصدر واسع. الانسان الذي يبتكر أفكار البرامج. الانسان الذي يُعِدّ. الانسان الذي يُقدم. الانسان الذي يُخرج. الانسان الناقد الذي يفرز الجيد من الرديء في الانتاج التلفزيوني البرامجي والدرامي. نحتاج أشخاصاً عجَنتْهم وخبَزتْهم الخبرة التلفزيونية بكل ما هو أمام الشاشة، قبل خلفها. وما يكون أمام الشاشة، أي الانسان هو الذي يجذب المشاهدين بما يقول ويفعل ويُقدم ويتحدث ويمثل…

 

باختصار: المُشاهِد-الجمهور العريض يتعامل مع ما يرى ويسمع على الشاشة، وكل ما خلفها لا ينتبه إليه سوى المتخصصين رغم انه يُجمّل الصورة ويُكمّلها.

 

سيدتي، كلمة أخيرة:

أرجو صادقاً، وأنا أعرف اندفاعك العاقل، ألّا تتكرّر معك تجربة الوزير الاسبق ملحم الرياشي الذي لا ربح مديراً للتلفزيون، ولا حقّق خرقاً لآلية التعيينات (التي صارت من الصخور الدهرية) وبقي سنتين ونصف يتحسّر على تلفزيون محطّم معنوياً، عبر التجاذبات السياسية البغيضة.

 

مع مودتي واحترامي…