IMLebanon

منصور البون يفتش عن حضن دافئ؟؟!

لم يكن منصور البون بحاجة الى هذا الكم من الاستحقاقات المحلية كي يعي تماماً المفارق والطرق المؤدية الى معراب مع ان الحاجة الى الاستعانة بصديق دائم او الاتصال به كانت مرافقة لرحلاته النادرة الى قيادة القوات اللبنانية التي ما كان ينظر اليها بعين الرضا ولا الجهة المقابلة تأمن لمواقفه، جاءت الانتخابات البلدية في كسروان وعلى وجه الخصوص في جونيه لتشكل مبرراً غير مفهوم لتداعي عدد الزيارات الى معراب صعوداً، كان يعرف جيداً منصور البون المقر العام للقوات اللبنانية خصوصاً وان موقعه في فتوح كسروان حيث من المفترض ان يكون البون خبير هذا الاقليم من كسروان، تصاعدت رحلاته الى معراب اقله المعلنة منها من زاوية الانتخابات البلدية وليشكل هذا الاستحقاق مادة او سبباً للقاء الدكتور سمير جعجع كي لا يقال في المستقبل القريب ان النائب السابق صار له مرتعاً مريحاً لدى القوات، اقله هو يفكر بهذا الامر ويعتقد به، ولكن اغلب الظن ان لا القوات استطاعت تفسير هذه التكويعة الخطيرة ولا البون له رأي فيها، فالرجل الذي قيل فيه انه يمتلك كنزاً من الحكمة والتبصر والالاعيب الانتخابية وجد نفسه بعد الانتخابات البلدية شبه عار اراد تعويضها باستحقاق رئاسة الاتحاد لتسقط ورقة التين ويضيع معها جهد آلان عون على مدى سنوات سبيلاً لدخول البون الى الرابية، ولكن مع فتح الباب له واسعاً هناك يبدو انه استسهل المرور بين خبايا ورقة النوايا بين القوات والتيار الوطني الحر وتمسك بخيوطها للمرور من بين ايدي الخياطين ظناً منه ان كل ذلك سيحصل دون أذى يذكر، إلا ان مصادر نيابية في كسروان ومع تقديرها الخدماتي للبون ترى ان جملة من الهفوات قد اقترفها ظناً منه ان احداً لن يلاحظ ما ارتكبه وفق التالي:

ـ اولاً: في الشكل تخلى منصور البون عن رفيق الدرب المرافق الى معراب واستبدله بمرشحي البلديات في رسالة واضحة لجعجع ان يده باستطاعتها تسليمه رؤساء البلديات والاتحاد على حد سواء وبات المشوار سهلاً وتم اعطاء «الباسوورد» له للمرور ما دام هو يشقى والحكيم ينتظر هداياه مع المزيد من الاطراء «ونحن معك شيخ منصور»، وفي مجمل الاحوال فان هذه المصادر لا ترمي ادنى شك ان البون لا يؤخذ بالشعارات الرنانة، فاذا كان الحكيم معه، فالجواب لدى بون «ليش أيمتى ما كنا معك»، يعني يزايد البون في هذا الهامش الكلامي قدر ما يشاء ما دام سعره لا يوازي المجان، وكلام بكلام، وبخلاصة الشكل فان النائب السابق لكسروان بات لا يستطيع القول للعماد ميشال عون: «سواد الليل وأعود»، فهذا ميشال عون يلتقط الة الحساب ويبدأ الطرح والقسمة تمهيداً للضرب ويبدو ان الآثار بدأت تظهر، فالشيخ جوان حبيش الذي امسك مع التيار الوطني عاصمة القضاء بات حاكماً ادارياً للمنطقة باكملها حتى ولو اقترب البون من حزب الله، فالاخير في كسروان ليس شفيعاً شافياً باستثناء ما امسكه البون من ثلاثية الاصوات الشيعية في معركة اتحاد البلديات والتي صبت الى جانب المرشح ايلي بعينو، وبالتالي فان مرحلة المحاسبة من قبل عون للنائب البون قد بدأت.

ـ ثانياً: لا يستطيع العميد شامل روكز ولا النائب آلان عون التشفع بالبون في الرابية، فالرجلان صارحاه في اكثر من مناسبة بضرورة توخي الحذر وعدم التلون بعد عناء كبير من تعب الوصول الى سيد الرابية، ولا حتى اتفاق النوايا بين القوات والتيار يمكن ان يرسم خريطة انتخابية مقبلة مريحة لمنصور البون وسوف يبقى حلفاؤه هم انفسهم ذلك ان المعركة النيابية القادمة لا بد ان تلحظ منافساً أو إثنين له في فتوح كسروان ليس اقلهما شوقي الدكاش وروجيه عازار او حتى شخصية من آل كيروز من هرهريات ـ القطين.

ـ ثالثاً: هل أراد منصور البون الجلوس نهائىاً على ضفة ورقة النوايا فيأخذ الرضى من هنا والاصوات من هناك؟ هذه المصادر تعتبر ان هذا التكتيك قاتل وغير ناجح ذلك ان تيارالمستقبل الذي كان يدعم البون هو على خلاف مستحكم مع القوات وعملية فرضه مرشحاً وغير متوافرة وهذا يعني ان البون سيتوجه  ضعيفاً نحو معراب طالباً صلة القرابى لربما نجح الحكيم في رأب الصدع بينه وبين العماد عون، وفي هذا الامر ايضاً صعوبة لا يمكن تخطيها ذلك ان دفتر الجنرال والحكيم والممحاة في يديهما جاهزتان لحظة الانتقاء واذا كانت بكركي كانت تشكل في الماضي ملاذاً يومياً فانها اليوم مغايرة لمثل هذه الحالات.

ـ رابعاً: ولا ينجح منصور البون اليوم في محاولة تثبيت ما هو مجرد اشاعة عن امكانية الدخول ما بين جبران باسيل وشامل روكز فالاول العلاقة معه مجرد متابعة تلفزيونية له من قبل البون ولا توجد صلات وصل تذكر فيما الثاني يعي جيداً ما كان يفعله البون خلال الاستحقاقات البلدية ورئاسة الاتحاد على وجه الخصوص بالرغم من ان لقمة العيش جمعتهما اكثر من مرة الا انها شكلت غصة لدى روكز الذي كان في ظنه ان تعب آلان عون طيلة سنوات يمكن ان يجعل من الامور مستقيمة بين البون والرابية أو اقله الادراك والمعركة ان من كان يحاربه البون هو العماد ميشال عون نفسه حيث الاخير كان نائباً عن المنطقة منذ سنوات وهذا يعني ان البون واجه عون الذي يعرفه جيداً انه لا يستسلم، فمن اي شباك يمكن ان يطل البون انتخابياً في المعركة النيابية المقبلة؟

هذه المصادر تعتبر ان الفترة الفاصلة عن الاستحقاق النيابي غير كافية كي ينسى عون طعنات البون وحتى الى ابعد من ذلك زمنياً ذلك ان هناك سلسلة من الانتظارات الاساسية والمحطات والاسئلة تستوجب اسئلة ليست حاضرة اليوم في ذهن البون ويمكن ان لا يتم استلحاقها في الغد المنظور، ولكن السؤال الأهم لدى هذه المصادر يتمحور حول من ضرب البون على يده كي يرمي كل ما جناه خلال السنين الماضية؟ وما هي اهداف محاربته لعون شخصياً؟ هناك اعمال من الريبة والشك في أن البون ذهب الى مسار بعيد كرمى لبلدية ولاستحقاق الاتحاد واستبدالهما باستحقاق نيابي يريد ان يتوج حياته السياسية فيه، فلا البلدي صار ولا الموقع النيابي في متناول اليد ولا القوات اللبنانية باستطاعتها ايصاله الى المجلس ا لنيابي وبالتالي عن اي حضن دافىء يفتش «حكيم» جونيه السابق؟!