IMLebanon

البون “المغبون” في كسروان… والبحث عن “نصفه” المضمون في جبيل

 

 

على رغم الخضات السياسية والأمنية والإقتصادية المتلاحقة، يبقى التركيز منصبّاً على الإنتخابات النيابية التي من الممكن أن تُقرِّر مصير البلاد.

 

لا شكّ أن الشخصيات الكسروانية تتحضّر للمنازلة الكبرى، ففي تفاصيل تلك المعركة أكثر من رسالة ودلالة.

 

وتبدأ الدلالات بخوض “التيار الوطني الحرّ” معركة وجودية بعدما كان يكتسح بالقانون الأكثري مقاعد كسروان الخمسة، وتستكمل بإصرار “القوات اللبنانية” على أنها تمثل أغلبية الرأي العام السيادي والمسيحي، في حين أن النائب فريد هيكل الخازن يريد التأكيد أنه زعامة كسروانية سواء كان رأس حربة لائحة 14 آذار في انتخابات 2009 ضد العماد ميشال عون أو حليفاً لرئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية أخيراً.

 

ومن جهته، يحاول النائب المستقيل نعمت افرام إظهار أنه القوة التغييرية في قلب جبل لبنان، بينما يبرز الدكتور انطوان صفير مرشحاً مرتكزاً على عائلة كبيرة ومواقف سيادية واضحة ويشكّل الوزير السابق زياد بارود نقطة التقاء لقاعدة شعبية آمنت بمجتمع مدني لم يستطع أن يفرز حتى الساعة سوى بارود كشخصية موجودة ولها حضورها.

 

وأمام كل هذه الموجات السياسية، لم يقل النائب السابق منصور غانم البون كلمته بعد، فالبون ذاق لوعة الخسارة في آخر إنتخابات بعدما نقل “البارودة” من كتف 14 آذار وقرر خوض الإنتخابات مع “التيار الوطني الحرّ”، وكانت النتيجة خسارته المقعد النيابي على رغم نيله 6589 صوتاً تفضيلياً صبت في الحاصل الإنتخابي للائحة ليستفيد منها “التيار”.

 

لا شكّ أن البون لا يزال يملك قاعدة شعبية هي بمعظمها قريبة من قوى 14 آذار، ووسط الحديث عن إمكانية تحالف البون مع “التيار الوطني الحرّ” مجدداً، فإن التوقعات بأن يتراجع هذا العدد من الأصوات إلى النصف بسبب الغضب على العهد.

 

وعلى رغم الأقاويل، لم تحسم بعد اللائحة التي سيشكّل البون حصانها الرابح، فإذا تحالف مع “التيار” فلا إمكانية له للفوز لأن كل الحسابات والإحصاءات تؤكد أن للعونيين مقعداً واحداً في كسروان سيذهب حكماً لمرشحهم الحزبي.

 

وإذا لم ينجح التحالف مع “التيار”، فإن خيار التحالف مع “القوات” غير متاح، خصوصاً وأن “القوات” ربما تفضّل التحالف مع شخصيات كسروانية أخرى، والعلاقة ليست على أفضل حال بين جورة بدران ومعراب، ولكنها ليست سيئة وكل الإحتمالات تبقى مفتوحة.

 

وليس هناك مكان للبون في لائحة افرام لأن الأخير متحالف مع “الكتائب” ويريد مواصفات معينة لنوعية المرشحين من صلب المجتمع المدني، وهذه المواصفات لا تنطبق على البون.

 

أما خيار التحالف مع النائب فريد هيكل الخازن فموجود، لكن لا مصلحة للبون بمثل هكذا تحالف لأن الخازن الذي نال في آخر إنتخابات 9081 صوتاً تفضيلياً سيسبق البون حكماً بالأصوات التفضيلية، لذلك فإن البحث يتركّز على شريك جبيلي قوي.

 

وفي هذا الإطار، يبرز النائب السابق فارس سعيد كشريك جبيلي للبون، وإذا تشكلت لائحة عمادها البون وسعيد فإنها قادرة على المنافسة على حصد حاصل، وبذلك يذهب إلى البون لأن الأرقام تشير إلى تفوّق النائب زياد الحواط جبيلياً والإتجاه العوني هو لحصر الأصوات العونية بمرشّح واحد في جبيل، وبذلك تصبح فرص فوز سعيد ضعيفة لأنه نال في آخر إنتخابات 5617 صوتاً تفضيلياً.

 

تجمع سعيد والخازن علاقة وطيدة، لكن المشكلة أن الخازن متحالف مع فرنجية، وبالتالي فإن أي تحالف بين سعيد والبون والخازن سيعطي مثل هكذا لائحة حاصلاً شبه أكيد، وبالتالي سيكون الخازن الأوفر حظاً بالفوز، إلا إذا تدنى رقم “التيار العوني” في جبيل واستطاع سعيد التفوق عليه.

 

من هنا، فإن الحسابات تتجه نحو الخيار الأول وهو لتحالف البون مع سعيد بدون الخازن، فبهذه الطريقة يستطيع البون إستعادة “النمرة الزرقة”، لكن في حال لم تتطابق حسابات سعيد مع طموحات البون وقرر سعيد عدم خوض الإنتخابات أو تشكيل لائحة مع بعض الكسروانيين السياديين، فماذا سيحل بالبون وإلى أي لائحة سيلتجئ وهل يشرب كأس التحالف المرّ مع الخازن، خصوصاً وأن لا أقوياء في جبيل خارج دائرة المرشحين المعروفين، أو يصبح لاجئاً من دون أن يكون له ملجأ على لوائح الاقوياء؟