IMLebanon

رسائل كثيرة بكلام قليل  

جرعة الأوكسجين التي ضخّها، أمس، وزير الداخلية نهاد المشنوق، في الجو اللبناني العام المهدّد بالإختناق جاءت في وقت بدا اللبنانيون على حافة الكفر بالجميع وبكل شيء.

قال لنا نهاد المشنوق: «صورة لبنان ليست سوداء» وأضاف ما يبدو «بيت القصيد» في هذه الأيام: «أنا على إقتناع بأنه سيكون هناك إنتخاب رئيس قريباً».

وكان نهاد المشنوق آتياً الى مؤتمر المجلس الإغترابي اللبناني للأعمال الذي نظمه زميله وزير الخارجية جبران باسيل من حيث تفقد جواز السفر البيومتري الجديد يرافقه مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم. وهناك تحدث أيضاً مؤملاً بانفراج رئاسي قريب، ولكنه حرص على أن يتناول رئيس مجلس النواب نبيه بري بكلام مهم واصفاً إياه بأنه «صمّام الأمان»، مسهباً في تعداد مزاياه.

عارفاً ما يقول، كان نهاد المشنوق. كما في كل مرة. كان عارفاً جداً ما يقول.

الرسائل العديدة التي وجهها في بضعة أسطر جاءت حاسمة في الإتجاهات الآتية (وفق ما قرأنا فيها):

رسالة أولى حاسمة الى اللبنانيين، عموماً: لا تقعوا في اليأس. لا تسمحوا للقنوط أن يأخذكم الى مجاهله السوداء. تفاءلوا بالخير… تجدوه.

رسالة الى من يعنيه الأمر في تيار «المستقبل»، خصوصاً في كتلة نواب «المستقبل»: هناك حيوية تتمثل في بدء نقاشات داخلية جديدة في الأحزاب (…). أي أن ما جرى في الإجتماع الأخير الذي حضره الرئيس سعد الحريري لم يكن سوى «بدء» النقاشات وليس خاتمتها! واللبيب من الإشارة يفهم.

رسالة الى المرشحين الرئاسيين الأبرزين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية: «لا شيء حاسماً بعد، والنقاشات مفتوحة على الإحتمالات كافة. ولكل من الجنرال ونائب زغرتا أن يتوقع «الإحتمالات» وفق ما لديه من معطيات «جدّية» ومن «متابعة» لما يجري فعلاً من لقاءات وحوارات بعضها معروف وبعضها بعيد عن الأضواء.

رسالة الى الرئيس نبيه بري بأنّ موقف «المستقبل» منه (في رئاسة المجلس، وفي ترؤس طاولة الحوار…) هو موقف ثابت لا يمكن أن يكون لكلام الرئيس فؤاد السنيورة أي تأثير سلبي عليه، سيّان أكان السنيورة تقصّد قول ما قاله أو انه جاء عفو الخاطر وربّـما «زلّة لسان».

ورسالة الى من يعنيه الأمر من أهل البيت والحلفاء كذلك أنّه آن الأوان للإدراك أنّ القرار النهائي، في «المستقبل» هو لرئيس هذا التيار العريض، أي للرئيس سعد الحريري شخصياً… وما سوى ذلك فيدخل في إطار الحكي الذي «لا يرخّص بضاعة».

حقيقة، أنّ نهاد المشنوق في الموقع السليم في هذه المرحلة… أي في المسؤولية الرسمية، وتحديداً في وزارة الداخلية… وفي المسؤولية الوطنية، وبالذات في كتلة نواب تيار المستقبل.