IMLebanon

أسئلة كثيرة دقيقة عن لبنان!

في بداية اللقاء سأل المسؤول الأبرز في مركز أبحاث أميركي عريق عن لبنان، واذا كان لا يزال كدولة Functional أي يعمل. وسأل اذا كان الناس فيه يذهبون إلى أعمالهم والطلاب إلى مدارسهم. أجبت: طبعاً حركة العمل والمدارس مستمرّة. لكن لم يعد في لبنان دولة بالمعنى الفعلي. ربما أصبحت دولتنا فاشلة، أو صارت قريبة من ذلك. في رئاسة الجمهورية شغور ومجلس الوزراء غير منتج ومجلس النواب مشلول، ولا تسأل عن الادارات. سأل: “ماذا عن الجلسات الفاشلة لانتخاب رئيس للجمهورية والتي فاقت العشرين”. أجبتُ: في الجلسات الأخيرة امتنعت القوى الأمنية عن اتخاذ الترتيبات العادية لحماية النواب في محيط مجلسهم. وكان ذلك يشمل إقفال طرق عدة. وعنى ذلك للناس أن رئيس مجلس النواب وقادة “القوى الأمنية” يعرفون أن الجلسات لن تُعقد بسبب عدم اكتمال النصاب. وعنى ايضاً أن الدعوات إلى الجلسات لم تكن جدية، وأن تعاطي الأطراف السياسيّين معها لم يكن جدّياً بدوره. سأل: “ما سبب التخلّف عن الحضور وتأمين النصاب وتالياً الانتخاب؟”. أجبت: أنت تعرف ذلك مثلي وربما أكثر منّي. عاداتنا لا تزال على حالها. الناخب الفعلي لرئيس جمهورية لبنان ليس لبنانياً. الخارج يختاره ونوابنا ينتخبونه رسمياً. أظنُّك تعرف أن لرئيس لبنان اليوم ناخبَين رئيسيَّين هما السعودية وإيران. وطبعاً أميركا هي “ناخب أكبر” ولكن من خلال “المملكة”. هذا الأمر ليس جديداً. حصل دائماً في السابق. الناخبان الحاليان مختلفان ولا حوار فعلي بينهما، بل أنهما يتصارعان في المنطقة وعليها من لبنان وسوريا إلى اليمن والعراق، وقد يتوسّع هذا الصراع. لذلك لا رئيس. ربما اذا توصلت أميركا، في إطار المجموعة الدولية 5+1، وإيران إلى اتفاق على الملف النووي للأخيرة وإلى اتفاق على الخوض في القضايا الإقليمية المختلَف عليها، ربما يتم التفاهم على رئيس لجمهورية لبنان. علّق: “يعني ما في رئيس أبداً”. ردَّيت: لا أحد يستطيع أن يقول ما في رئيس في المطلق. إذ قد يحصل تطوّر إيجابي جزئي في وقت ما قريب أو بعيد يفتح الباب أمام انتخاب رئيس. على كلٍ حصول هذا الانتخاب لن يحلّ كل الأمور والقضايا. لكنه يحافظ على الشكليات، أي على الوجود الشكلي للمؤسسات وعلى عملها الظاهري لا الفعلي جراء وجود رؤساء لها واجتماعات وإن غير منتجة كالعادة. مصير لبنان مرتبط كالعادة بمصير غيره. سابقاً كان هذا المصير مرتبطاً بقضية فلسطين والصراع العربي – الإسرائيلي، وهو مرتبط اليوم بمصير سوريا. ومصيرها كما مصير المنطقة (عراق، يمن، ليبيا…) يرتبطان بعلاقة أميركا واستطراداً المجتمع الدولي مع إيران. سأل: “ماذا عن الوضع الأمني في لبنان؟” أجبت: “معقول إلى حد ما. لكنه ليس مثالياً ولكن الصفة الأدقّ له هي الهشاشة. لا استقرار سياسي في البلاد على الاطلاق، الإستقرار الأمني هش جداً. الوضع الإقتصادي صعب باستثناء الوضع المصرفي. لكن أحداً لا يستطيع أن يضمن استمرار سلامة الوضع المصرفي إذا وصلت الأوضاع الأخرى المشار اليها إلى الأسوأ. سأل: “هل هناك خطر اشتباك أهلي كبير أو واسع”. أجبت: الإنفجارات بواسطة السيارات المفخخة أو العبوات الناسفة أو الانتحاريين والإغتيالات احتمال قائم دائماً. التردي الأمني الواسع في البقاعين الشرقي والشمالي بعد ذوبان الثلوج ممكن كذلك. فهناك من يعتقد أن لـ”داعش” و”النصرة” مخططات معينة للبنان أو مناطق محددة فيه يريدان تنفيذها. وهناك من يعتقد أن “حزب الله” وحلفاءه يعرفون ذلك وتالياً يريدون استباقه بمعركة عسكرية. هناك خطر أمني آخر جدي يمكن أن ينطلق من عبور “النصرة” و”داعش” او أحدهما من القنيطرة السورية إلى شبعا اللبنانية الجنوبية. وحصول ذلك مستحيل من دون موافقة إسرائيل المشرفة على القنيطرة والقادرة على سحق “المسلحين” فيها. وحصوله لا بد أن يتسبّب بحرب أهلية مذهبية في الجنوب ولا أحد يعرف عندها إذا كان حصرها فيه ممكناً. سأل: “ماذا عن اللاجئين السوريين؟ هل لا يزالون يتدفقون إلى لبنان؟”. أجبتُ: ليس كالسابق. واللاجئون لا يستطيعون العودة سريعاً لأن الحرب في بلادهم مستمرة، ولأن الدمار فيها واسع جداً، ولأن امكان العمل في لبنان والعيش أفضل من أماكن أخرى. وقد يشكّل هؤلاء اذا نشبت حرب أهلية جديدة في البلاد احتياطاً عسكرياً وأمنياً لطرف لبناني تماماً مثل اللاجئين الفلسطينيين أو بعضهم. واللاجئون من الفريقين مدرّبون على السلاح. وعند “الحزّة” يأتيهم السلاح. والجيش على شجاعة عناصره وقيادته ماذا يستطيع أن يفعل في هذه الحال؟ سأل: “ماذا عن السيد حسن نصرالله وانتشار “حزبه” بمقاتليه في سوريا؟”. بماذا أجبت؟